الفنادق تروّج لنفسها بالنظافة والتعقيم

بعض الفنادق يحرص على تنظيف البهو أمام النزلاء لطمأنتهم (نيويورك تايمز)
بعض الفنادق يحرص على تنظيف البهو أمام النزلاء لطمأنتهم (نيويورك تايمز)
TT

الفنادق تروّج لنفسها بالنظافة والتعقيم

بعض الفنادق يحرص على تنظيف البهو أمام النزلاء لطمأنتهم (نيويورك تايمز)
بعض الفنادق يحرص على تنظيف البهو أمام النزلاء لطمأنتهم (نيويورك تايمز)

عندما قام فيليبس بالحجز في فندق بالقرب من مدينة طليطلة الإسبانية مؤخراً، أعاقته طاولة أمام المنضدة من الاقتراب أكثر من الموظف الذي كان يرتدي قناعاً ويقف خلف نافذة بلاستيكية.
أفاد فيليبس، مدير تنفيذي بإحدى الشركات، خلال إقامته بفندق «أجنحة راديسون كونتري» أثناء زيارته للعائلة، بأن «المفتاح قد ألقي إليه بلطف من مسافة ثلاث أقدام».
اختفى بوفيه الإفطار في الفندق وأغلق مركز اللياقة البدنية، واقتصر استخدام المصعد على اثنين من المستخدمين في كل مرة. ولتقليل خطر الزيارات الشخصية لم تعد عاملة النظافة تأتي إلى الغرفة بصفة يومية لترتيب السرير بعد أن يغادر النزيل الحجرة.
أدى انتشار الوباء إلى حدوث تراجع تاريخي في صناعة الفنادق حيث انخفض متوسط إشغال الفنادق إلى 22 في المائة في أواخر مارس (آذار) قبل أن يرتفع بنسبة ما زالت ضعيفة وهي 48.1 في المائة في 25 يوليو (تموز)، وفقاً لشركة «إس تي آر» لأبحاث السوق. لذا شرعت الفنادق في جميع أنحاء البلاد في التحول لاجتذاب المسافرين المحتملين في محاولة لإبعاد مخاوف التنقل والسفر من أذهانهم.
تشير بعض الأبحاث الجديدة إلى أن المسافرين قد يكون لديهم وجهة نظر معينة حيث توصلت دراسة من المقرر نشرها في سبتمبر (أيلول) في «مجلة الأمراض المعدية المستجدة» - لكنها نشرت بالفعل من قبل مراكز الحد من الأمراض والوقاية منها على موقعها الإلكترونية - إلى أن الأشخاص المصابين بفيروس «كورونا» قد أصيبوا بها جراء ملامسة أغطية الوسائد والألحفة والشراشف ومفاتيح إضاءة الغرف ومقابض باب الحمام والصنبور.
وفي الحملة التسويقية التي أطلقتها شركة «ويندهام للفنادق والمنتجعات» للدعاية لأساليب التغلب على الجائحة التي حملت عنوان «اعتمد علينا»، أشارت الشركة إلى استخدام منتجات التنظيف ذاتها التي تُستخدم في «المستشفيات»، وعرضت مقاطع مصورة توضح مستوى النظافة وعاملات النظافة يقمن بتنظيف الردهات ومسح المناطق العامة وتعقيم عربات الأمتعة ومقابض الأبواب والطاولات.
ولمزيد من الإيضاح، أفادت ليزا تشيتشيو، مديرة التسويق بفندق «ويندهام» - الشركة الأم لسلسلة فنادق «دايز إن» و«سوبر 8» و«لاقينتا» وأكثر من اثنتي عشرة علامة تجارية كبرى من بين فنادقها البالغ عددها 6000 فندق - بأنه «في الماضي ربما كنا نقوم بتنظيف الفنادق في الليل لأن الناس لا ترغب بالضرورة في رؤية العمال وهم ينظفون».
يتضمن برنامج هيلتون الجديد الذي حمل الاسم التسويقي «كلين ستاي»، ويعني إقامة نظيفة، إبرام شراكة مع الشركة المنتجة لمستحضرات التنظيف «ليسول» لاستخدام منتجات الشركة وعرض شعارها بشكل بارز. تتضمن عمليات تنظيف الغرف التركيز لوقت أطول على «المناطق عالية اللمس» مثل مفاتيح التحكم في الإضاءة ودرجة الحرارة والمقابض والهواتف الأرضية والساعات وبالطبع جهاز التحكم عن بعد «الذي يعد واحدا من أهم عوامل نقل العدوى»، بحسب فيل كورديل، مدير تطوير العلامة التجارية في هيلتون، الذي استدعى مثالا بأن أحد النزلاء قام بلف بطانة بلاستيكية حول جهاز التحكم عن بعد قبل استخدامه خوفا من ملامسته، مضيفا أن «الناس يشعرون بالذعر، وكذلك باتوا يتحلون بوعي كبير».
خلق الاهتمام بالنظافة أمورا أخرى. فنظراً لأن العاملين مطالبون بارتداء أقنعة الوجه، فقد شرعت سلسلة فنادق «هيلتون» التي تمتلك فنادق في جميع أنحاء العالم، بتجربة إيماءات اليد للتعبير عن دفء المشاعر والترحيب بالضيوف مثل رفع القبعة، حال كانت هناك قبعة، أو وضع راحة اليد على القلب.
توصلت استطلاعات رأي أجرتها شركة فنادق «تشويس هوتلز» التي تمتلك علامات تجارية مثل «كواليتي إن» و«إيكلونج» إلى أن المسافرين طالبوا بوجبات إفطار جاهزة، وليس بوفيهات واشترطوا فقط الفاكهة ذات القشرة مثل الموز أو البرتقال بدلاً من التفاح أو الفراولة. ووجدت أيضاً أن الضيوف المحتملين يريدون مساحة مفتوحة في الهواء الطلق، لذلك قامت الفنادق بتجديد مواقع الإنترنت الخاصة بعلامتها التجارية الراقية مثل «كمبريلا» لتسليط الضوء على صور حمامات السباحة وأماكن الجلوس على السطح. كذلك طلبت بعض الفنادق من النزلاء بعمل حجوزات مسبقة للمسبح للحفاظ على كثافة منخفضة.
وفي السياق ذاته، قال بيورن هانسون، مسؤول الضيافة السابق بجامعة نيويورك الذي أمضى سنوات في العمل داخل تلك الصناعة، إنه نظراً للأزمة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها هذه الصناعة، فإن بعض التغييرات التي نقوم بها تكلف القليل وربما توفر المال. على سبيل المثال، يمكن للفنادق توفير مال صيانة الغرف بعدم تنظيف الغرف كل يوم، أو بعدم وضع الضيوف في غرف مجاورة، كما فعلت بعض الفنادق، نظرا لعدم وجود إشغال كافٍ، مضيفا «أن السلامة لا تكلف بالضرورة المال، بل يمكن أن تكون سببا لتوفير المال».
غير أن بعض المسافرين المحتملين أفادوا بأنهم ليسوا مستعدين للعودة بصرف النظر عن التأكيدات المتعلقة بالتعقيم.
وفي هذا الصدد، قال، كيفين ميركوري، الرئيس التنفيذي لشركة علاقات عامة في نيويورك: «لقد أقمت لبعض الوقت في فنادق لطيفة في الماضي، لكن مستوى النظافة لم يكن مقبولا. إذا وجدت نفس هذا الحال الآن فسوف تكون العواقب كارثية»، لذلك قرر هو وزملاؤه مؤخراً عدم زيارة عميل في جورجيا لتجنب الإقامة في الفنادق بسبب «الخوف من العدوى».
بالنسبة للأشخاص الذين يقدمون على السفر، هناك ميزة واحدة وهي السعر، حيث تتوقع شركة «إس تي إر» لأبحاث السوق، أن متوسط تكلفة الإقامة الليلية الواحدة عام 2020 ستصل إلى 103 دولارات، مقارنة بمبلغ 131 دولاراً قبل عام في يوليو، كان متوسط السعر 97 دولاراً).
هناك وفر آخر أيضا، فقد اعتاد فيليبس ترك بقشيش لطاقم التنظيف وفعل ذلك مرة أخرى خلال إقامته الأخيرة في فندق «أجنحة كونتري إن» خارج مدينة «طليطلة».
قال فيليبس: «في اليوم الأول، تركت 20 دولاراً على الطاولة لعاملة النظافة مثلما أفعل دائماً. وعندما عدت وجدت المبلغ لا يزال موجودا في مكانه. لم يأت أحد لتسلمها».
* خدمة {نيويورك تايمز}


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».