بيروت... جنازات وأهوال وتعاطف

العاصمة اللبنانية في عهدة العسكر... والمسؤولون عن المرفأ في الإقامة الجبرية... والتحقيقات تركز على السبب الحقيقي للكارثة

جنود لبنانيون يبحثون عن ناجين محتملين وسط الركام أمس غداة الانفجار الضخم في بيروت (أ.ب)
جنود لبنانيون يبحثون عن ناجين محتملين وسط الركام أمس غداة الانفجار الضخم في بيروت (أ.ب)
TT

بيروت... جنازات وأهوال وتعاطف

جنود لبنانيون يبحثون عن ناجين محتملين وسط الركام أمس غداة الانفجار الضخم في بيروت (أ.ب)
جنود لبنانيون يبحثون عن ناجين محتملين وسط الركام أمس غداة الانفجار الضخم في بيروت (أ.ب)

لفّ الحزن بيروت جراء الانفجار الذي وقع في مرفئها أول من أمس مخلفاً أكثر من مائة قتيل، وغلبت الحيرة على عائلات نحو مائة مفقود يجري البحث عنهم تحت الركام وفي المستشفيات، بموازاة إعلان السلطات العاصمة اللبنانية مدينة منكوبة، عشية زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبلاد.
ووسط جنازات وأهوال وتعاطف دولي نجم عنه البدء بإرسال مساعدات، أعلن مجلس الوزراء حالة الطوارئ في بيروت لمدة أسبوعين قابلة للتجديد. وبموجب ذلك باتت «تتولى فوراً السلطة العسكرية العليا المحافظة على الأمن».
وطلب مجلس الوزراء من الجيش فرض الإقامة الجبرية على المسؤولين عن المرفأ.
وكلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي، الأجهزة الأمنية بإجراء كل الاستقصاءات والتحريات. وتركز التحقيقات المحلية على معرفة سبب حصول الانفجار، على اعتبار أن تلك المواد «يستحيل أن تنفجر من تلقاء نفسها»، فيما قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «أعمال الصيانة التي استخدم فيها العمال تلحيم المعادن على مدخل العنبر رقم 12، تم قبل أربع ساعات من وقوع الانفجار، بطلب من المديرية العامة لأمن الدولة».
ودعا رؤساء الحكومات السابقون في لبنان، سعد الحريري وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام، إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية أو عربية لكشف ملابسات الكارثة. وإذ تساءل «تيار المستقبل» عن توقيت الانفجار، قال إن هناك «شكوكاً خطيرة تحيط بالانفجار وتوقيته وظروفه وموقعه وكيفية حصوله والمواد الملتهبة التي تسببت فيه».
وكان مقرراً أن تصدر محكمة الحريري حكمها بالمتهمين بقتله غداً الجمعة، قبل أن تعلن أمس عن تأجيل الإعلان إلى 18 أغسطس (آب) الجاري «احتراماً للعدد الكبير من الضحايا».
وأعرب محافظ بيروت مروان عبود عن اعتقاده أن «هناك بين 250 و300 ألف شخص باتوا من دون منازل، لأن منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن»، مقدراً تكلفة الأضرار بما بين 3 و5 مليارات دولار، بالنظر إلى أن «نحو نصف بيروت تضرّر أو تدمر».

 المزيد...



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».