عمرو دياب يخطف الأضواء بـ«يا بلدنا يا حلوة»

أكثر من 3 ملايين مشاهدة في أيام معدودة

عمرو دياب في لقطة من كليب أغنية «يا بلدنا يا حلوة»  (فيسبوك)
عمرو دياب في لقطة من كليب أغنية «يا بلدنا يا حلوة» (فيسبوك)
TT

عمرو دياب يخطف الأضواء بـ«يا بلدنا يا حلوة»

عمرو دياب في لقطة من كليب أغنية «يا بلدنا يا حلوة»  (فيسبوك)
عمرو دياب في لقطة من كليب أغنية «يا بلدنا يا حلوة» (فيسبوك)

تصدر اسم الفنان المصري عمرو دياب، قوائم المشاهدة بموقع «يوتيوب»، في مصر، بعد ساعات قليلة من طرحه أغنيته الجديدة «يا بلدنا يا حلوة»، التي يروج فيها للسياحة المصرية، بالتعاون مع إحدى شركات الاتصالات العالمية، وتجاوز عدد مشاهدات الأغنية أكثر من 3 ملايين ونصف المليون مشاهدة خلال يومين فقط.
أغنية «يا بلدنا يا حلوة»، من كلمات الشاعر تامر حسين، وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع طارق مدكور، وإنتاج موسى عيسى، وإخراج طارق العريان، وأهداها عمرو لعدد من المحافظات والمدن المصرية، حيث قام بذكر 25 محافظة ومدينة مصرية في الأغنية، من بينها أسوان والمنيا وسوهاج وقنا والأقصر وأسيوط والشرقية وسيناء وبورسعيد والإسماعيلية والسويس والفيوم ومطروح.
وخلال «كليب» الأغنية، ظهر دياب وهو يقود نوع السيارة نفسه التي ظهر بها لأول مرة على شاشة السينما مع الفنان المصري الراحل عزت أبو عوف، خلال فيلم «آيس كريم في جليم» عام 1992، وهو ما اعتبره متابعون نوعاً من «رد الجميل والوفاء»، وذلك بعد عدة أشهر من إهدائه ألبومه الأخير «سهران» لأبو عوف أيضاً، والسيارة التي ظهر بها «مرسيدس SL 500» موديل 1976.
وعن كواليس الأغنية، يقول الشاعر المصري تامر حسين، لـ«الشرق الأوسط»، «منذ بداية العمل على أغنية (يا بلدنا يا حلوة)، كان هدفنا الرئيسي هو أن يرى العالم أجمع مناظر مصر السياحية الخلابة بشكل جديد ومبتكر، أي نجمع كافة محافظات مصر، بأبرز معالمها السياحية، لكي تكون رسالة للعالم بأن مصر جميلة»، مشيراً إلى أن هذه الأغنية تحمل رقم 50 في مسيرتي الغنائية مع الفنان عمرو دياب، و«كان حلم من أحلام حياتي، أن يشدو عمرو في العيد بأغنية من كلماتي، وتحقق هذا الأمر في أغنية (يا بلدنا يا حلوة)».
وقال حسين إن «عمرو دياب لم تكن لديه أي طلبات في الأغنية، ولكن كان من البديهي ذكر اسم محافظتي بورسعيد والشرقية اللتين تحملان الكثير من الذكريات الجميلة لعمرو في مشوار حياته، كما أنني أحببت ذكر حي العجمي بالإسكندرية، لما له من ذكريات جميلة مع كافة جهور عمرو دياب في العالم العربي، لا سيما وأن أهم حفلات عمرو دياب الصيفية كانت تقام هناك، حيث كان يتجمع بها مئات الآلاف من عشاق عمرو لكي يستمعوا للأغنيات الجديدة»، لافتاً إلى أنه «كان يتمنى ذكر كافة أسماء محافظات ومدن مصر في الأغنية، ولكن مدة الأغنية و(القافية الغنائية) كانت تحكمه بذكر عدد معين من المحافظات».
وسبق لعدد من المطربين المصريين والعرب الغناء للمدن والمحافظات المصرية، وهو ما يعتبره حسين أمراً طبيعياً، قائلاً: «كل فترة ستكون هناك أغنية وطنية لمصر نغني فيها للمحافظات المختلفة، فأنا قدمت منذ 8 سنوات أغنية (صباح الخير يا مصر) مع الفنان عمرو مصطفى كانت بها أسماء أغلبية المحافظات، ومن قبل قدمت الفنانة الراحلة داليدا أغنية (أحسن ناس)، وأيضاً الفنان محمد منير قدم أغنية (تعالى نلضم أسامينا) وذكر عدداً من أسماء المدن الساحلية، وأخيراً كان الفنان حسين الجسمي في أغنية (بشرة خير)».
فيما كشف الفنان عزيز الشافعي، ملحن العمل، لـ«الشرق الأوسط»، أن «فكرة الأغنية جاءت بطلب من الفنان عمرو دياب، حيث طلب منا العمل على أغنية وطنية لمصر نحتفي فيها بمحافظات الجمهورية»، موضحاً أن العمل على الأغنية استغرق ما يقرب من شهر، حيث بدأ تامر حسين في كتابة الجزء الأول من الأغنية، ثم قمت أنا بتلحينه، ثم أكمل تامر كتابة باقي أبيات الأغنية، وظللنا نعمل على الكتابة والتلحين لما يقرب من 3 أسابيع، وقمت أنا بعمل 5 أشكال غنائية لها، على أن استقر دياب على الشكل النهائي، وسجلها على مدار أسبوع.
وعن سبب نجاح الأغنية، وتصدرها قوائم الأكثر مشاهدة والتداول في مصر، يقول الشافعي: «ربما تكون (يا بلدنا يا حلوة) أغنية وطنية، ولكنها تتمتع بنسقها السريع والمبهج، فالعمل يروج لصورة مصر الجميلة ويحمل الطابع المصري الأصيل، وهنا لا بد أن نوجه الشكر للموزع الكبير طارق مدكور، وأيضاً المخرج طارق العريان الذي أبدع في تصوير الكليب».
أغنية «يا بلدنا يا حلوة» ليست الأغنية الوطنية الأولى في مسيرة عمرو دياب، حيث سبق وقدم أغنيات لمصر، منها «بالحب اتجمعنا»، و«واحد مننا»، و«مصر قالت»، و«القاهرة ونيلها» التي قدمها مع الفنان محمد منير، و«أنا بعشقك يا مصر».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».