أليسون... أحد أفضل حرّاس المرمى على مر العصور

لعب دوراً بارزاً في قيادة ليفربول للفوز بدوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية والدوري الإنجليزي

TT

أليسون... أحد أفضل حرّاس المرمى على مر العصور

نشر فريق وسائل التواصل الاجتماعي بنادي ليفربول مؤخراً مقطع فيديو بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لوصول الحارس البرازيلي أليسون بيكر إلى النادي. وعرض مقطع الفيديو، الذي تصل مدته إلى 35 ثانية، مجموعة سريعة من أبرز الكرات التي أنقذها أليسون، وكان مصحوباً بموسيقى السامبا البرازيلية. وفي نهاية الفيديو، نظر الحارس البرازيلي إلى الكاميرا وصرخ قائلاً «إننا نحتفل الآن». لقد كانت هذه طريقة مثيرة للإعجاب للاحتفال بالفترة التي قضاها أليسون في ليفربول. ومنذ وصول الحارس البرازيلي إلى ملعب «آنفيلد» قادماً من روما الإيطالي مقابل 65 مليون جنيه إسترليني كأغلى حارس مرمى في العالم، وهو يقدّم مستويات رائعة، ولعب دوراً بارزاً في قيادة ليفربول للفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية والدوري الإنجليزي الممتاز، ونادراً ما تراه يرتكب خطأ داخل الملعب أو خارجه.
يقول جون اشتيربيرغ، مدرب حراس المرمى للفريق الأول بنادي ليفربول «من الواضح للجميع أن أليسون يقدم مستويات ممتازة وثابتة منذ مجيئه إلى هنا. ومن المؤكد أنه واحد من أفضل حراس المرمى في العالم، إن لم يكن الأفضل على الإطلاق». وتابع اشتيربيرغ، الذي يعمل في الطاقم الفني لليفربول منذ أكثر من 11 عاماً، أليسون للمرة الأولى في عام 2013، عندما كان حارس المرمى البرازيلي يلعب لنادي إنترناسيونال الذي انضم له منذ طفولته. وبعد ذلك بثلاث سنوات، أوصى اشتيربيرغ المدير الفني لليفربول، يورغن كلوب، بالتعاقد مع أليسون، وكان سعيداً للغاية عندما انضم أليسون إلى ليفربول بديلاً للحارس لوريس كاريوس في أعقاب الأداء الباهت الذي قدمه حارس المرمى الألماني في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 2018.
وسرعان ما أثبت أليسون أنه إضافة قوية للغاية إلى نادي ليفربول خلال الموسم الأول له في ملعب «آنفيلد»، حيث قدم مستويات استثنائية وقاد ليفربول للمنافسة بشراسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي خسره الفريق بفارق نقطة واحدة عن مانشستر سيتي. وعلاوة على ذلك، قاد أليسون ليفربول لتعويض خسارته للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد في كييف بالفوز باللقب هذه المرة بعد الفوز على توتنهام هوتسبير في المباراة التي أقيمت في العاصمة الإسبانية مدريد، وقدم أداءً رائعاً في هذه المباراة وأنقذ ثماني فرص محققة في هذه المباراة، ولعب دوراً حاسماً في فوز الريدز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة في تاريخهم.
ونتيجة لذلك؛ حصل أليسون على لقب أفضل حارس مرمى في العالم من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم، وكان من المتوقع أن يتطور أداؤه بشكل أفضل هذا الموسم. لكن، وفقاً لبعض المقاييس يمكن القول بأن أداءه قد تراجع بعض الشيء عن الموسم الماضي، لكن يمكن أن يعود السبب في ذلك إلى الإصابة التي تعرض لها واللعب خلف دفاع أضعف بعض الشيء عن الموسم الماضي. لكن اشتيربيرغ لا يرى أن مستوى أليسون قد تراجع، ويؤكد على أن حارس المرمى البرازيلي البالغ من العمر 27 عاماً ليس واحداً من أفضل حراس المرمى في العالم فحسب، لكنه أيضاً يعتبر الحارس المثالي لنادي ليفربول.
يقول اشتيربيرغ «الطريقة التي نلعب بها تفرض على حارس المرمى أن يكون متكاملاً، وأن يكون قادراً على اللعب بكلتا قدميه، ويمكنه التقدم للأمام للتغطية خلف المدافعين؛ لأننا نضغط على الفرق المنافسة في منتصف ملعبهم. وعلاوة على ذلك، فإننا نريد حارس مرمى لديه القدرة على التصدي للكرات العرضية، ويجيد التصرف في الانفرادات والتصدي للكرات الخطيرة. الكثير من حراس المرمى لا يناسبون الطريقة التي نلعب بها في ليفربول، لكن أليسون مناسب لنا تماماً؛ لأنه يمتلك كل هذه الإمكانات».
ويضيف «ما يميزه بشكل خاص هو سرعته وقوته، وهو ما يسمح له بتغطية المساحات بسرعة والوصول إلى زوايا المرمى بسرعة. وإذا دخل في سباق مع المهاجم، حتى لو كان هذا المهاجم سريعاً، فإنه يتفوق عليه. في إحدى المباريات، كان أليسون هو أسرع لاعبي الفريق في إحدى الانطلاقات - إنه سريع للغاية، وهو الأمر الذي ربما لا يعرفه عنه الكثيرون».
وعلاوة على ذلك، يتميز أليسون بالقدرة على اللعب بقدميه والتمرير لزملائه بشكل رائع؛ وهو الأمر الذي شاهده الجميع في الهدف الرائع الذي صنعه لمحمد صلاح في المباراة التي انتهت بفوز ليفربول على مانشستر يونايتد بهدفين دون رد في يناير (كانون الثاني) الماضي. لكن في نهاية المطاف، من الصعب ألا تشعر بأن أهم نقطة قوة لدى أليسون هي هدوؤه الشديد، فلا يمكن أبداً أن تراه مرتبكاً أو يتصرف بتهور؛ وهو ما يجعله قادراً على التغلب بسرعة على الأخطاء النادرة التي يرتكبها، مثل تشتيته الكرة بشكل خاطئ أمام آرسنال والتي أدت إلى الهدف الذي سجله ريس نيلسون في شباكه.
يقول اشتيربيرغ «كان أليسون يعرف جيداً أن الخيار الأفضل هو تسديد الكرة باتجاه منتصف الملعب، لكنه ربما ارتكب هذا الخطأ لأنه لم يكن في كامل تركيزه – وقد حدث هذا في أعقاب حسم لقب الدوري - لكنه يعرف تماماً أنه إذا لم تسر الأمور في صالحك في لعبة ما فإنه يتعين عليك أن تنسى ذلك سريعاً وتستعيد تركيزك؛ لأنك إذا لم تفعل ذلك فإنك ستتسبب في خسارة فريقك، بالإضافة إلى أنه لم يعد بإمكانك أن تفعل أي شيء تجاه الخطأ الذي ارتكبته بالفعل».
ويضيف «يتميز أليسون دائماً بالهدوء؛ ولهذا فهو قادر على اتخاذ قرارات جيدة في لحظات الضغط الشديد. كما أن هذا الهدوء يمنح الثقة لزملائه داخل الملعب وللجمهور، فالجميع يثقون به». ويعترف اشتيربيرغ بأن أليسون «أصيب بالإحباط تماماً» خلال فترة غيابه عن الملاعب لمدة 10 أسابيع بعد تعرضه للإصابة في الجولة الافتتاحية للموسم أمام نوريتش سيتي (وشارك أدريان بديلاً له)، لكنه كان يركز بشكل كامل على استعادة عافيته ولياقته البدنية حتى يعود في أفضل مستوى ممكن. وربما يكون أفضل أداء قدمه أليسون مع ليفربول كان في مباراة الدور نصف النهائي لكأس العالم للأندية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أمام نادي مونتيري المكسيكي، عندما أنقذ عدداً من الفرص المحققة.
وقد تألق أليسون في الكثير من المباريات الأخرى – بالشكل الذي أظهره مقطع الفيديو الذي أشرنا إليه في البداية – وأنقذ الكثير من الكرات الخطيرة، مثل إنقاذه الرائع للكرة من أمام تيمو بوكي الذي كان على وشك تسجيل هدف شبه مؤكد لنوريتش سيتي في فبراير (شباط) الماضي. وعندما سئل اشتيربيرغ عما إذا كان لديه مباراة مفضلة لأليسون، رد قائلاً «لا؛ لأن كل تصدٍ لهجمة خطيرة مهم للغاية، خاصة تلك التصديات عندما تكون نتيجة المباراة تشير إلى التعادل السلبي أو التقدم بهدف دون رد؛ لأن هذه قد تكون اللحظة الفارقة بين الفوز والهزيمة».
ويضيف «خلال الموسم الماضي، على سبيل المثال، أنقذ أليسون الكثير من الفرص المحققة أمام برشلونة، والتي لولاها لما تمكّنا من الصعود للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا. وإذا عدت أكثر إلى الوراء، يمكننا أن نتذكر التصدي الرائع الذي ساعدنا على الفوز أمام نابولي. وكان التصدي أمام نوريتش سيتي مهماً أيضاً؛ لأن نتيجة المباراة كانت التعادل السلبي في ذلك الوقت». وكان أليسون قد فاز بجائزة «القفاز الذهبي» الموسم الماضي، بعدما ساعد فريقه على الخروج بشباك نظيفة في 21 مباراة. لكن خلال الموسم الحالي، خرج أليسون بشباك نظيفة في 13 مباراة، متخلفاً بفارق مباراتين عن كل من نيك بوب وإديرسون حارسي بيرنلي ومانشستر سيتي على الترتيب، اللذان يتنافسان على الجائزة هذا الموسم.
وأخيراً، يقول اشتيربيرغ «لا يمكن لأي حارس مرمى عادي أن يدافع عن عرين ليفربول، ويجب أن تكون رائعاً مثل أليسون حتى تقوم بذلك، ومن حسن حظنا أننا لدينا أليسون».


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.