دراسة ترجّح نشر الأطفال فيروس «كوفيد ـ 19» على نطاق واسع

كمية الفيروس عالية لدى من هم دون الخامسة

سيدة فيتنامية تنتظر مع طفليها الحصول على فحص «كورونا» في هانوي أمس (أ.ف.ب)
سيدة فيتنامية تنتظر مع طفليها الحصول على فحص «كورونا» في هانوي أمس (أ.ف.ب)
TT

دراسة ترجّح نشر الأطفال فيروس «كوفيد ـ 19» على نطاق واسع

سيدة فيتنامية تنتظر مع طفليها الحصول على فحص «كورونا» في هانوي أمس (أ.ف.ب)
سيدة فيتنامية تنتظر مع طفليها الحصول على فحص «كورونا» في هانوي أمس (أ.ف.ب)

كشفت دراسة طبية، نشرت الخميس، أن أنوف الأطفال دون سنّ الخامسة تحتوي على مواد وراثية من فيروس كورونا المستجد أكثر بـ10 إلى 100 مرة، مما لدى الأطفال الأكبر سناً أو من البالغين.
وأوضح معدّو الدراسة التي نشرتها مجلة «جاما بيدياتريكس» الطبية، أن هذا الأمر يعني أن الأطفال من هذه الفئة العمرية يمكن أن يكونوا ناقلين فاعلين لفيروس كورونا المستجد في المجتمعات التي يعيشون فيها، وهو استنتاج يتناقض مع الأدبيات الطبية السائدة حتى اليوم، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
تأتي هذه الدراسة التي أعدّها فريق بقيادة الدكتور تايلور هيلد سارجنت، من مستشفى آن وروبرت لوري للأطفال، في وقت تدفع إدارة الرئيس دونالد ترمب، بقوة، لإعادة فتح المدارس والحضانات بهدف إطلاق الحركة الاقتصادية مجدداً. وأجرى الباحثون اختبارات مسحة الأنف ما بين 23 مارس (آذار) و27 أبريل (نيسان) المنصرمين على 145 مريضاً من شيكاغو، كانت درجة مرضهم معتدلة في غضون أسبوع واحد من ظهور الأعراض. وقُسّم المرضى ثلاث مجموعات، ضمت أولاها 46 طفلاً دون الخامسة، والثانية 51 طفلاً تراوح أعمارهم بين الخامسة والسابعة عشرة، فيما تشمل الثالثة 48 بالغاً بين الثامنة عشرة والخامسة والستين.
ولاحظ فريق الباحثين أن الجهاز التنفسي العلوي لدى الأطفال دون الخامسة يحتوي على كمية من فيروس «سارس - كوف - 2» (الاسم العلمي للفيروس المسبب لمرض «كورونا»)، أكبر بما بين عشرة أضعاف ومائة ضعف من الكمية الموجودة لدى الفئتين الأخريين من المرضى المشمولين بالاختبارات.
وأضاف معدّو البحث أن دراسة مخبرية حديثة بيّنت أن تكاثر الفيروس المعدي، مرتبط بكمية المواد الوراثية الفيروسية الموجودة لدى الشخص. كذلك، سبق أن بيّنت الدراسات أن الأطفال الذين تظهر لديهم شحنة فيروسية عالية من الفيروس المخلوي التنفسي هم أكثر عرضة لنشر المرض. واستنتج معدّو الدراسة أن «الأطفال دون الخامسة يمكن أن يكونوا تالياً ناقلين مهمين لفيروس (سارس - كوف - 2»، وأن ينشروه في المجتمع ككلّ». وأضاف الباحثون أن «العادات السلوكية للأطفال الصغار والمسافات القريبة بين الأماكن المخصصة لهم في المدارس ودور الرعاية النهارية تزيد المخاوف من تفشّي (سارس - كوف - 2) في صفوفهم، مع تخفيف القيود الصحية».
وتتناقض هذه الاستنتاجات مع الاعتقاد السائد راهناً لدى السلطات الصحية بأن الأطفال الصغار لا ينقلون الفيروس إلى غيرهم، كما يفعل الأكبر سناً، علماً أنهم أصلاً أقل عرضة للإصابة به بشكل حاد. غير أن الدراسات في هذا الشأن لا تزال قليلة إلى الآن. وقد أظهرت دراسة حديثة في كوريا الجنوبية أن الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين العاشرة والتاسعة عشرة نقلوا «كوفيد - 19» داخل عائلاتهم بقدر ما فعل البالغون، في حين أن الأطفال دون سن التاسعة نقلوه بدرجة أقل.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.