أطلقت تركيا رسائل متناقضة تأرجحت بين الحرب والسلام في ليبيا. وبينما أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عزم بلاده على حسم حملتها العسكرية في ليبيا، لصالح حلفائها المحليين (حكومة الوفاق)، واستمرار جهودها «حتى النهاية» في سبيل حماية مصالحها في شرق البحر المتوسط وبحر إيجه، قال وزير دفاعه خلوصي أكار، إن تركيا ستواصل دعم «حكومة الوفاق»، وتتعاون مع جميع الأطراف الداعمة للحل السياسي في ليبيا.
وأضاف أكار أن تركيا تؤمن بأن السلام والاستقرار في المنطقة يمكن تحقيقهما عبر الحوار. واتهم أكار القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، بعرقلة الجهود المبذولة لإحلال السلام.
في سياق متصل، أعلنت السفارة الأميركية في ليبيا عن زيارة قام بها وفد أميركي، برئاسة القائم بأعمالها جوشوا هاريس، إلى مدينة بنغازي (شرق) مساء أول من أمس، في مؤشر على انفتاح أميركي حذر على «الجيش الوطني» بقيادة حفتر. وقالت السفارة، في بيان، إن الزيارة استهدفت التشاور مع مجموعة من المسؤولين الليبيين لتحقيق «حلّ منزوع السلاح» في سرت والجفرة، وتمكين مؤسسة النفط الموالية لحكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج، من استئناف عملها الحيوي على الصعيد الوطني، واغتنام الفرصة التي وفّرها الحوار الذي تيسّره الأمم المتحدة للتوصل إلى صيغة نهائية لوقف دائم لإطلاق النار، وخريطة طريق لانسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة.
وأكد جوشوا في لقاءاته مع مسؤولين من مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لم يحدد البيان أسماءهم، مجدّداً أنه مع رفع الحصار المفروض على النفط؛ حيث تعهد أن تظل السفارة ملتزمة التزاماً كاملاً تعزيز الإدارة الشفافة لعائدات النفط والغاز. وطبقاً لنص البيان، فقد أكدت الزيارة التي سبقتها زيارات مماثلة مؤخراً إلى مدينتي زوارة ومصراتة التزام الولايات المتحدة إشراك مجموعة واسعة من القادة الليبيين من كل أرجاء البلاد.
من جانبها، واصلت قوات حكومة «الوفاق» إطلاق تهديدات جديدة بشن هجوم على مواقع «الجيش الوطني» بمدينتي سرت والجفرة، في تحد جديد للمساعي الدولية والإقليمية، الرامية إلى منع نشوب حرب بين الطرفين.
واعتبر العقيد محمد قنونو، المتحدث الرسمي باسم قوات السراج، أن حديث حفتر عن الحوار محاولة لكسب الوقت، وقال إن «الدعوات للحوار لا تشمل (المرتزقة)، ولا الدول المتورطة في استجلابهم ودعمهم».