انفتاح أميركي «حذر» تجاه شرق ليبيا... و«الوفاق» تجدد تهديدها بدخول سرت

أبو الغيط يدعو إلى تثبيت وقف النار بين طرفي النزاع

موالون لحكومة {الوفاق} في تدريب عسكري استعداداً لمعركة سرت (رويترز)
موالون لحكومة {الوفاق} في تدريب عسكري استعداداً لمعركة سرت (رويترز)
TT

انفتاح أميركي «حذر» تجاه شرق ليبيا... و«الوفاق» تجدد تهديدها بدخول سرت

موالون لحكومة {الوفاق} في تدريب عسكري استعداداً لمعركة سرت (رويترز)
موالون لحكومة {الوفاق} في تدريب عسكري استعداداً لمعركة سرت (رويترز)

في مؤشر جديد على انفتاح أميركي حذر على «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، أعلنت السفارة الأميركية في ليبيا، تأكيدا لما نشرته «الشرق الأوسط» مؤخراً، عن زيارة قام بها مساء أول من أمس وفد أميركي برئاسة القائم بأعمالها، جوشوا هاريس، إلى مدينة بنغازي بشرق ليبيا.
وقالت السفارة في بيان لها إن الزيارة استهدفت التشاور مع مجموعة من المسؤولين الليبيين لتحقيق «حلّ منزوع السلاح» في سرت والجفرة، وتمكين مؤسسة النفط الموالية لحكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج، من استئناف عملها الحيوي على الصعيد الوطني، واغتنام الفرصة التي وفّرها الحوار الذي تيسّره الأمم المتحدة للتوصل إلى صيغة نهائية لوقف دائم لإطلاق النار، وخريطة طريق لانسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة. وبحسب البيان، فقد أكد جوشوا في لقاءاته مع مسؤولين من مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لم يحدد أسماءهم، مجدّدا أنّه مع رفع الحصار المفروض على النفط، وتعهد بأن تظل السفارة ملتزمة التزاما كاملا بتعزيز الإدارة الشفافة لعائدات النفط والغاز، حتى يثق جميع الليبيين في أنّ هذه الموارد الحيوية ستستخدم بحكمة لصالح الشعب الليبي.
وطبقا لنص البيان، فقد أكدت الزيارة التي سبقتها زيارات مماثلة مؤخرا إلى مدينتي زوارة ومصراتة، التزام الولايات المتحدة الأميركية بإشراك مجموعة واسعة من القادة الليبيين من كل أرجاء البلاد، وخصوصا المستعدين لدعم السيادة الليبية، ورفض التدخل الأجنبي والتجمّع في حوار سلمي.
وكانت مؤسسة النفط الموالية لحكومة الوفاق قد طالبت مجددا بإخلاء المرتزقة الأجانب، الموجودين بالمنشآت النفطية، وإنهاء عسكرتها حتى يتمكن موظفوها من أداء عملهم، دون تعريض حياتهم للخطر، وحفاظا على سلامتهم وسلامة المواقع النفطية.
من جانبها، واصلت قوات حكومة «الوفاق» إطلاق تهديدات جديدة بشن هجوم على مواقع «الجيش الوطني» بمدينتي سرت والجفرة، في تحد جديد للمساعي الدولية والإقليمية، الرامية إلى منع نشوب حرب بين الطرفين.
واعتبر العقيد محمد قنونو، المتحدث الرسمي باسم قوات السراج، أن حديث حفتر عن الحوار محاولة لكسب الوقت، وقال إن «الدعوات للحوار لا تشمل (المرتزقة)، ولا الدول المتورطة في استجلابهم ودعمهم».
وتابع في تصريحات له مساء أول من أمس: «سرت مدينة ليبية، والليبيون وحدهم من لهم الحق في الدفاع عنها وتطهيرها من المرتزقة»، مشددا على أن قوات «الوفاق» لن تتوانى حتى تبسط سيطرتها على الجفرة لتصبح القاعدة، التي تنطلق منها لبسط السيطرة على كامل تراب ليبيا، وحقولها وموانئها ومصادر ثرواتها.
في السياق ذاته، دعا أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، مجدداً إلى تثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا، والتوصل إلى اتفاق رسمي وشامل لإيقاف القتال، والأعمال العسكرية في إطار المفاوضات، التي ترعاها البعثة الأممية. وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية المصرية، إن أبو الغيط أعاد التأكيد بهذه المناسبة على ضرورة توقف كافة أشكال التدخلات الخارجية في الأزمة الليبية، مجدداً رفض وإدانة الجامعة العربية للخروقات المتكررة لحظر السلاح، المفروض من قبل مجلس الأمن، والاستقدام المنهجي للمقاتلين والمرتزقة الأجانب والعناصر الإرهابية إلى البلاد.
ونقل المصدر عن أبو الغيط تشديده على ضرورة إخراج كافة القوات الأجنبية من الأراضي الليبية، والتوصل إلى حل دائم وجذري للتهديد، الذي تمثله الميليشيات والجماعات المسلحة، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأي مسار سياسي يهدف إلى التوصل إلى تسوية وطنية خالصة ومتكاملة للوضع الليبي أن ينجح، دون أن يتم وضع حد لهذه التدخلات الأجنبية، والاستهداف الإقليمي لأمن واستقرار هذا البلد العربي المهم.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.