اقتحامات واسعة للأقصى والأردن يحتج على الاستفزازات

اشتباكات بين فلسطينيين ومستوطنين خارج المسجد وداخله

اقتحامات جماعية من مستوطنين لباحات المسجد الأقصى (وفا)
اقتحامات جماعية من مستوطنين لباحات المسجد الأقصى (وفا)
TT

اقتحامات واسعة للأقصى والأردن يحتج على الاستفزازات

اقتحامات جماعية من مستوطنين لباحات المسجد الأقصى (وفا)
اقتحامات جماعية من مستوطنين لباحات المسجد الأقصى (وفا)

اشتبك فلسطينيون في المسجد الأقصى وخارجه، مع مجموعات كبيرة من المستوطنين، اقتحموا المسجد بهدف إحياء ما تسمى ذكرى «خراب الهيكل» الذي ينشد الإسرائيليون بناءه مكان المسجد، بينما احتج الأردن بأن ما جرى في المسجد الأقصى تصرف عبثي غير مسؤول ومرفوض، يمثل استفزازاً لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وتدفق مئات المستوطنين إلى الأقصى تحت حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، ما أدى إلى مواجهات للفلسطينيين مع قوات الشرطة والمستوطنين، انتهت باعتداءات. واعتقلت الشرطة 6 فلسطينيين من المسجد الأقصى، بينهم أحد حراس المسجد، أثناء اشتباكات لإبعادهم عن مسار الاقتحامات.
والاعتقالات في القدس جزء من اعتقالات أوسع في كل الضفة. وقال نادي الأسير إن ستة مقدسيين اعتُقلوا في باحات المسجد الأقصى، وذلك عقب اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، إضافة إلى آخرين من نابلس وقلقيلية وبيت لحم ورام الله، بينهم أسرى سابقون، ومنسق حركة المقاطعة BDS.
وعززت الشرطة الإسرائيلية سلفاً قواتها خارج وداخل المسجد، وفرضت تقييدات مشددة على دخول الفلسطينيين إلى المكان، قبل أن تعتدي على نساء ورجال حاولوا منع المستوطنين من أداء صلوات في باحات المسجد تحت حراسة شرطة الاحتلال. وأفاد شهود عيان بأن مستوطنين من جماعة «العودة إلى جبل الهيكل»، قاموا بالصلاة العلنية في منطقة باب الرحمة متحدِّين مشاعر المسلمين.
والاشتباكات داخل الأقصى كانت استمراراً لاشتباكات حصلت خارجه، بين مصلين فلسطينيين وآخرين إسرائيليين. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها أبعدت من الحرم «عشرة زوار يهود على الأقل، بعد أن خالفوا الأنظمة المتبعة في المكان، كما تم إبعاد اثنين من المصلين المسلمين بعد أن رددا هتافات معادية تجاه اليهود».
وعادة يحاول يهود متطرفون إقامة شعائر ومراثٍ في الأقصى، في اليوم الذي يقولون إنه تم فيه تخريب الهيكل. ويقوم آلاف من اليهود بالصلاة في «حائط البراق» المعروف بـ«حائط المبكى»، حداداً على ما يقولون إنه «تخريب الهيكل الأول عام 586 قبل الميلاد على أيدي البابليين، والثاني في عام 70 ميلادياً على يد الرومان».
وحذرت السلطة، الأربعاء، من دق إسرائيل طبول حرب دينية، بينما دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، اليوم الخميس، استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، والتي كان آخرها سماح السلطات الإسرائيلية لمئات المتطرفين اليهود بتنفيذ اقتحامات للمسجد الأقصى بحماية من الشرطة الإسرائيلية.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير ضيف الله علي الفايز، في بيان، أن ما جرى في المسجد الأقصى تصرف عبثي غير مسؤول ومرفوض، يمثل استفزازاً لمشاعر المسلمين في أنحاء العالم، وانتهاكاً سافراً لالتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال وفقاً للقانون الدولي.
وحذر من مغبة استمرار هذه الانتهاكات، وطالب بوقفها، وباحترام الوضع القائم التاريخي والقانوني، مشدداً على أن المسجد الأقصى هو مسجد خالص للمسلمين بكامل مساحته البالغة 144 دونماً، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الأردنية هي السلطة الحصرية المسؤولة عنه وعن تنظيم الدخول إليه والإشراف على شؤونه. وطالب المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته، والتحرك للضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات المخالفة للوضع القائم والقانون الدولي.
كما رفض مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس الإجراءات التعسفية بحجة الأعياد اليهودية، وقال إنها لم ولن تنشئ للمعتدين أي حق في المسجد الأقصى. واعتبر المجلس في بيان أصدره اليوم «أن هذا التصعيد الممنهج حلقة في سلسلة متصلة من الانتهاكات الهادفة إلى زعزعة الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم في المسجد الأقصى المبارك»، مشيراً إلى أن ذلك يستدعي دق نواقيس الخطر، ورص الصفوف على مستوى حكومات وشعوب العالم الإسلامي.


مقالات ذات صلة

مئات المستعمرين يقتحمون «الأقصى»

المشرق العربي مئات المستعمرين في المسجد الأقصى بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية (وفا)

مئات المستعمرين يقتحمون «الأقصى»

أفادت مصادر محلية فلسطينية بـ«اقتحام  مئات المستعمرين، اليوم (الخميس)، المسجد الأقصى المبارك، وأدوا طقوساً، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي».

«الشرق الأوسط» (القدس)
الخليج فلسطينيون يتفقدون الدمار جراء القصف الإسرائيلي على بيت لاهيا في شمال غزة (أ.ف.ب)

السعودية تدين القصف الإسرائيلي لبيت لاهيا في غزة واقتحام الأقصى

أعربت الخارجية السعودية عن إدانة المملكة بأشد العبارات قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية منازل في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، واقتحام المستوطنين باحات الأقصى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية فتاة فلسطينية أمام مسجد قبة الصخرة في باحة المسجد الأقصى المبارك بالقدس القديمة بعد صلاة ظهر الجمعة الماضية (أ.ف.ب)

نتنياهو يمنع وزراءه من الوصول إلى «الأقصى» دون إذن مسبق

في جلسة للمجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر «الكابينت»، قال نتنياهو إنه «لا يوجد تغيير في الوضع القائم بالحرم القدسي».

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية صحيفة «ييتد نئمان» الناطقة باسم حزب «ديغل هتوراة» الحريدي صدرت الثلاثاء بعنوان بالعبرية والعربية يؤكد تحريم زيارة الأقصى

نتنياهو يدفع بمشروع «مضاعفة الاقتحامات» اليهودية لباحات «الأقصى»

بعد يوم من إعلان الوزير بن غفير، أنه يسعى لإقامة معبد يهودي في باحة المسجد الأقصى، دفع نتنياهو بمشروع «مضاعفة الاقتحامات».

«الشرق الأوسط» (القدس)
الخليج السعودية جددت دعوتها للمجتمع الدولي بتفعيل آليات جادة لمساءلة المسؤولين الإسرائيليين على الانتهاكات المتواصلة (الشرق الأوسط)

السعودية تدين دعوة وزير إسرائيلي إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة لتصريح وزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي دعا فيه لإقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى المبارك.


تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.