«دبي كانفس» ينطلق بـ «السفر عبر الفن» نهاية يوليو

جانب من أعمال الدورة السابقة لمهرجان «دبي كانفس» (وام)
جانب من أعمال الدورة السابقة لمهرجان «دبي كانفس» (وام)
TT

«دبي كانفس» ينطلق بـ «السفر عبر الفن» نهاية يوليو

جانب من أعمال الدورة السابقة لمهرجان «دبي كانفس» (وام)
جانب من أعمال الدورة السابقة لمهرجان «دبي كانفس» (وام)

تمضي مدينة دبي الإماراتية في التدرج بعودة الحياة إلى طبيعتها في مرحلة ما بعد «كوفيد - 19» من خلال الإعلان عن تنظيم الدورة الخامسة من مهرجان الرسم ثلاثي الأبعاد العالمي «دبي كانفس»، والتي تنطلق في نهاية يوليو (تموز) الحالي؛ بهدف المساهمة في نشر الإبداع، وتشجيع الجمهور على المشاركة في الأعمال ذات الطابع إلا بداعي.
وبحسب المعلومات الصادرة أمس، فإن دورة هذا العام من المهرجان وبمشاركة رواد الفن المعاصر والمبدعين من الإمارات ومختلف أنحاء العالم، ستسلط الضوء على مجموعة متنوعة من الأشكال الفنية الجديدة ضمن مفهوم «السفر عبر الفن»، كمصدر لإلهام الزوار، مع زيادة وتيرة النشاط السياحي الداخلي والخارجي نسبياً في دبي، وعودة الحياة الطبيعية إلى القطاعات الاقتصادية والترفيهية، بالتوازي مع فتح المرافق العامة والأسواق والمراكز التجارية والشواطئ ودور السينما والترفيه، وعودة حركة الطيران، في ظل التدابير الاحترازية ومعايير السلامة التي تطبقها دبي لمواجهة تداعيات انتشار فيروس «كوفيد – 19».
وقالت شيماء السويدي، مدير المشاريع الإبداعية في براند دبي - منظم المهرجان، إن الدورة الخامسة ستكون امتداداً لما كوّنه الحدث من رصيد طيب لدى جمهوره على مدار 5 دورات متعاقبة، نجح خلالها في التعريف بأنماط فنية جديدة لم تكن معهودة في المنطقة من قبل، مشيرة إلى أنها تستمر لمدة شهر كامل خلال الفترة من 31 يوليو الحالي، وحتى 31 أغسطس (آب) المقبل.
ووجهت السويدي، الدعوة للجمهور من محبي الفنون الإبداعية من جميع الأعمار لزيارة منطقة المهرجان في منطقة «سيتي ووك» بوسط الإمارة، بداية من 31 يوليو الحالي لمشاهدة الفنانين أثناء تنفيذ أعمالهم مباشرة على مدار اليوم، مع ضرورة الالتزام بالضوابط الوقائية ضمن الإجراءات الاحترازية المطبقة للحد من انتشار فيروس «كوفيد – 19» في الأماكن العامة، وأهمها تطبيق التباعد الجسدي في موقع المهرجان، وارتداء الكمامات؛ لضمان أعلى مستويات الحماية للزوار. وأشارت المعلومات إلى أن المشاركة المحلية تمثل ركناً رئيسياً من أركان المهرجان، حيث إن أحد الأهداف الرئيسية التي يسعى لتحقيقها هو التعريف بالمبدعين الإماراتيين، خاصة الشباب منهم، وإيجاد مساحة جديدة لعرض أعمالهم، ومد مزيد من الجسور التي تعزز تواصلهم مع الخبرات العالمية.
ويُسلّط المهرجان في دورة هذا العام الضوء على مجموعة متنوعة من الأشكال الفنية الجديدة ضمن مفهوم «السفر عبر الفن»، كمصدر لإلهام الزوار في الوقت الذي اضطر فيه معظم الناس إلى تأجيل خطط السفر لقضاء إجازة الصيف، بسبب تداعيات أزمة «كوفيد – 19» العالمية، حيث يتيح «دبي كانفس» أعمال الفن المعاصر، إلى جانب فن الرسم ثلاثي الأبعاد، الذي يُعدُّ السمة الأبرز للمهرجان منذ انطلاقه في عام 2015، حيث يشارك في هذه الدورة من المهرجان الفنان الإسباني خواندريس فيرا، المتخصص في اللوحات ثلاثية الأبعاد.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».