كيف تشترون أجهزة تدوم سنوات؟

الإلكترونيات الاستهلاكية يمكن أن تعمل لزمن أطول

كيف تشترون أجهزة تدوم سنوات؟
TT

كيف تشترون أجهزة تدوم سنوات؟

كيف تشترون أجهزة تدوم سنوات؟

عندما نشتري جهازاً إلكترونياً هذه الأيّام، غالباً ما نفترض أنّه لن يدوم طويلاً؛ إذ يتوقّع الناس استخدام منصّة ألعاب الفيديو حتّى تتوقّف الشركة عن إنتاج ألعاب لها، والاستمرار في استخدام الهاتف الذكي أو اللابتوب حتّى تصاب البطارية بالتقادم أو توقف الشركة الجهاز عن العمل ببرنامج معيّن.
وفي مرحلة معيّنة، يشعر المستهلك بأنّه أصبح بحاجة للتجديد للحصول على أفضل وأحدث كاميرا، وتشغيل التطبيقات بسرعة أكبر، والاستمتاع بأكثر الشاشات تطوّراً.
ولكنّ كلّ ما ورد أعلاه هو من صنع محترفي التسويق، وقد أصبح مطبوعاً في حالة اللاوعي لدينا. والحقيقة هي أنّ الإلكترونيات الاستهلاكية كالهاتف والكومبيوتر والجهاز اللوحي يمكن أن تدوم لسنوات، وأن شراء التقنيات المتينة لا يحتاج إلا للقليل من البحث.
- الصيانة والبطارية
كلّ ما عليكم فعله هو شراء ما تحتاجونه وليس ما تقول الشركات إنّكم تحتاجونه.
فيما يلي، ستجدون بعض الأمور التي يجب أن تفكّروا بها قبل شراء جهاز جديد:
> سهولة الصيانة: في المرّة المقبلة التي تذهبون فيها لتبضّع جهاز إلكتروني، جرّبوا هذا التمرين: قبل شرائه، استفسروا عما إذا كانت صيانته سهلة من قبلكم أو لدى خبير تقني. وإذا كان كذلك، فاشتروه. أمّا إذا كانت صيانته صعبة، فابحثوا عن منتجٍ آخر.
يقدّم لكم فنسنت لاي، الذي يعمل في نادي «فيكست كولكتيف» الاجتماعي المختص بصيانة الأجهزة المتقادمة في نيويورك، مقاربات كثيرة لمعرفة من إذا كانت صيانة جهاز ما سلسة أم معقّدة:
- زوروا موقع «آي فيكست (iFixit)» الذي يزوّدكم بتعليمات حول صيانة الأجهزة. يلجأ الموقع إلى فصل قطع بعض أنواع الأجهزة لتقييم سهولة صيانتها. على سبيل المثال، منح الموقع هاتف «آيفون SE» من «أبل» تقييم «6 من 10» على مقياس سهولة الصيانة (10 هو الأسهل للصيانة)، مما يعني أنّه خيار جدير إذا كنتم تريدون شراء جهاز يدوم لفترة طويلة.
- تحققوا مما إذا كانت ورشات الصيانة المحيطة بكم قادرة على التعامل مع الجهاز الذي تريدون شراءه. يملك معظم التقنيين القطع والخبرة المطلوبة لصيانة الهواتف الشهيرة مثل «آيفون» و«سامسونغ غالاكسي»، ولكنّ الأمر أصعب مع الأجهزة الأقل شيوعاً مثل «وان بلاس» و«موتورولّا».
- تحققوا من وجود مجموعة من المتحمسين للجهاز الذي ترغبون في شرائه، لأنّكم قد لا تجدون خبراء صيانة محليين لتصليح بعض أنواع المنتجات.
> إمكانية استبدال البطارية: تعدّ إمكانية استبدال البطارية المؤشّر الأوضح على متانة الجهاز وطول عمره. تستمدّ الأجهزة اللاسلكية طاقتها من بطارية أيون الليثيوم التي يمكن شحنها مرّات كثيرة، ولكنها تنتهي بالتلف بعد مدّة محدّدة.
لحسن الحظّ، تعمل غالبية الأجهزة المتوفّرة اليوم في الأسواق من هواتف ذكية ولابتوبات ببطاريات قابلة للاستبدال لدى الخبراء التقنيين. ولكنّ الأجهزة الأصغر حجماً تحتوي على مكونات متصلة بعضها ببعض وغير قابلة للفصل، ما يحول دون استبدال بطاريتها.
تشكّل سماعات «إيربود» من «أبل» و«كوايت كومفورت 35 (QuietComfort 35)» من «بوز (Bose)» أشهر الأمثلة على المنتجات ذات البطاريات غير القابلة للاستبدال، مما يعني أنّكم ستضطرون إلى شراء زوج جديد من هذه السماعات فور تلف البطارية.
لهذا السبب، إذا كنتم تريدون شراء أي جهاز يعمل بالبطارية، كإطارات الصور الرقمية والكاميرات الأمنية ومكبرات الصوت البلوتوث، يفضّل أن تقوموا ببعض البحث لمعرفة ما إذا كانت بطاريته قابلة للتغيير، وإذا لم تكن كذلك، فاستعيضوا عنه بجهاز آخر.
- منتجات موثوقة
> موثوقية المنتج: من نقائص الأجهزة التقنية أن لها معدلات فشل، تماماً كما الأجهزة المنزلية، أو ما تعرف بـ«نسبة الفعالية» أو «العيب». تمنحكم هذه التصنيفات أو النسب فكرة عن فعالية الجهاز وموثوقيته.
يمكنكم مثلاً زيارة موقع «كونسيومر ريبورتس Consumer Reports (تقارير المستهلك)» الذي ينشر نسب الموثوقية الخاصة بالأجهزة المنزلية، ويجمع بيانات مماثلة خاصة بالهواتف الذكية واللابتوبات والأجهزة اللوحية والتلفزيونات والطابعات من خلال استطلاع آراء المشتركين الذين يملكون الأجهزة.
> إنفاق مزيد من المال: عند البحث عن جهاز جديد، يجب أن تراعوا قاعدة أساسية ومهمّة؛ هي إنفاق مبلغ أكبر لشراء منتج يدوم أكثر. ولكنّ هذا الأمر لا يعني بالضرورة أن تبتاعوا أغلى هاتف ذكي أو كومبيوتر في السوق، بل الاستثمار بشراء تركيبة داخلية تكون مرضية لكم على المدى الطويل.
على سبيل المثال، إذا كنتم تبحثون عن جهاز «آيباد»، فيمكنكم شراء الموديل العادي منه بـ329 دولاراً للحصول على سعة تخزينية 32 غيغابايت. ولكنّ الفكرة الأفضل طبعاً هي إنفاق 429 دولاراً أعلى نموذج بسعة تخزينية تصل إلى 128 غيغابايت؛ أي أكبر بأربعة أضعاف يمكنكم استغلالها لتحميل مزيد من التطبيقات والألعاب والصور والفيديوهات لسنوات مقبلة.
- تحديث البرامج
سهولة تحديث البرامج: يفتقر معظم الأجهزة الحديثة، كالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، إلى الأجزاء المتحرّكة، مما يترك الدور الأكبر في تحديد مدّة صلاحيتها لبرامجها. بعد توقّف شركة ما عن تأمين تحديثات برمجية لجهاز معين، توقّعوا الاصطدام بمشكلات، كتوقف تطبيقاتكم المفضّلة عن العمل بشكل طبيعي.
وهنا يبرز تفوّق «آيفون» على «آندرويد». كلّ عام، تطلق شركة «أبل» نظاماً تشغيلياً جديداً لجهاز «آيفون» يعمل على جميع الهواتف الصادرة في السنوات الخمس التي سبقته (تفيد التقارير بأنّ برنامج «iOS 14» المزمع إطلاقه الخريف المقبل سيدعم الأجهزة من «آيفون 6S» الصادر عام 2015)، مما يعني أنّ شراء جهاز «آيفون» سيتيح لكم الحصول على ميزات جديدة وتحسينات مستمرّة لخمس سنوات مقبلة.
أمّا مستخدمو «آندرويد»، فسيواجهون صعوبات أكثر؛ لأنّ صانعي الأجهزة العاملة بهذا البرنامج يزوّدونه بتحديثات برمجية كلّ سنتين أو ثلاث.
لتفادي هذه المشكلات، يستطيع مستخدمو «آندرويد» اللجوء لجماعات مختصة تضمّ بعضاً من عشّاق «آندرويد» الذين يقدّمون أنظمة تشغيلية مطوّرة لتحميلها بشكل دوري وضمان حصول الجهاز على آخر التحديثات. زوروا موقع «إكس دي إي ديفيلوبر» لمعرفة ما إذا كان هؤلاء قد طوّروا برنامجاً تشغيلياً خاصاً لهاتف «آندرويد» الذي تنوون شراءه.
وتذكّروا أنّ الأمر يعتمد على حاجتكم، مما يعني أنّ منتجاً «غبياً» قد يفي بالغرض في بعض الأحيان.
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

تكنولوجيا «غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة لتعزيز الخصوصية ومشاركة البيانات الصحية (غوغل)

«غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة

أطلقت «غوغل» النسخة التجريبية الأولية من آندرويد 16 للمطورين، وهي خطوة تمهد الطريق للتحديثات الكبيرة المقبلة في هذا النظام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا «أبل» تؤكد مشكلة اختفاء الملاحظات بسبب خلل بمزامنة (iCloud) وتوضح خطوات استعادتها مع توقع تحديث (iOS) قريب (أبل)

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

وفقاً لتقرير رسمي من «أبل»، فإن المشكلة تتعلق بإعدادات مزامنة الآيكلاود (iCloud).

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص يحول الذكاء الاصطناعي الطابعات من مجرد خدمة بسيطة إلى أداة أكثر ذكاءً واستجابة لحاجات المستخدمين (أدوبي)

خاص كيف يجعل الذكاء الاصطناعي الطابعات أكثر ذكاءً؟

تلتقي «الشرق الأوسط» الرئيسة العامة ومديرة قسم الطباعة المنزلية في شركة «إتش بي» (HP) لفهم تأثير الذكاء الاصطناعي على عمل الطابعات ومستقبلها.

نسيم رمضان (بالو ألتو - كاليفورنيا)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».