الحمض النووي لعشرات آلاف الأميركيين يكشف مفاجآت بشأن العبودية

أفراد عائلة أميركية من أصل أفريقي في الأربعينيات (أرشيفية-لوس أنجليس ديلي نيوز)
أفراد عائلة أميركية من أصل أفريقي في الأربعينيات (أرشيفية-لوس أنجليس ديلي نيوز)
TT

الحمض النووي لعشرات آلاف الأميركيين يكشف مفاجآت بشأن العبودية

أفراد عائلة أميركية من أصل أفريقي في الأربعينيات (أرشيفية-لوس أنجليس ديلي نيوز)
أفراد عائلة أميركية من أصل أفريقي في الأربعينيات (أرشيفية-لوس أنجليس ديلي نيوز)

تمكنت دراسة جديدة واسعة من تقفي أثر تجارة الرقيق بين أفريقيا والقارة الأميركية والاستغلال الاقتصادي والجنسي لملايين الرجال والنساء حتى القرن التاسع عشر، بفضل تحليل الحمض النووي (دي إن إيه) للمتحدرين منهم.
وأجريت الدراسة استنادا على الخصائص الجينية التي جمعتها شركة «23اندمي»، وشارك أكثر من 50 ألف شخص في القارة الأميركية وأوروبا وأفريقيا في هذه الدراسة اللافتة التي تجمع بين تحاليل الحمض النووي الفردي ومحفوظات مفصلة حول السفن التي نقلت العبيد وعددهم 12.5 مليون رجل وامرأة وطفل بين عامي 1515 و1865، أنزل 70 في المائة منهم في أميركا اللاتينية و300 إلى 500 ألف في أميركا الشمالية القارية، وقضى أكثر من مليونين خلال الرحلة.
وأوضح ستيفن ميكيليتي الأخصائي في علم الوراثة في الشركة «أردنا مقارنة نتائجنا الجينية مع سجلات النقل لرصد أي اختلافات محتملة وهو أمر ظهر في بعض الحالات بشكل فاضح نسبيا».
فمع أن الرجال كانوا يشكلون غالبية العبيد، تبين للباحثين أن النساء الأفريقيات على مر القرون ساهمن أكثر بكثير جينيا في السكان، وقد توصلوا إلى هذه النتيجة من خلال تحليل جينات الصبغية اكس المزدوجة لدى النساء.
وأضاف الباحث: «في بعض المناطق نقدر أن 17 امرأة أفريقية كن ينجبن في مقابل رجل أفريقي واحد ما كنا لنظن أن هذا المعدل سيكون مرتفعا إلى هذا الحد».
ويعود ذلك إلى سياسة «التبييض العرقي» التي مورست في أميركا اللاتينية والهادفة إلى «تبييض» بشرة السكان من خلال التشجيع على الإنجاب بين أوروبيين بيض وسكان سود ولا سيما في البرازيل آخر بلد في القارة الأميركية يقضي على العبودية في عام 1888.
وكتب الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة «أميريكن جورنال أوف هيومن جينيتكس»، «مورست سياسة التبييض (برانكيامنتو) في دول مختلفة في أميركا اللاتينية بتمويل ودعم رحلات لمهاجرين أوروبيين بنية تخفيف الهيمنة الأفريقية من خلال إنجاب الأطفال مع أوروبيين يتمتعون ببشرة فاتحة»، في المقابل، يتكاثر الرجال والنساء الأفارقة في الولايات المتحدة بالمعدلات نفسها.
وتقول جوانا ماونتن من شركة «23اندمي»: «سجل ميل لتشجيع الإنجاب بين العبيد أنفسهم من أجل زيادة عدد العبيد فيما كانت عمليات اغتصاب عبدات من قبل مالكيهن منتشرة أيضا».
وكشفت الدراسة أيضا أن الأميركيين من أصول أفريقية في الولايات المتحدة مرتبطون بغالبيتهم جينيا بمجموعات كانت تقيم في منطقة أفريقية هي نيجيريا الحالية في حين أن هذه المجموعات كانت تشكل أقلية بين العبيد المرسلين إلى الولايات المتحدة.
وكانت هذه المجموعات وصلت إلى منطقة الكاريبي ومن ثم نقلت إلى الولايات المتحدة في مرحلة كان الاتجار بالرقيق يتم بين دول القارة الأميركية.
أما التمثيل الضعيف للإرث الجيني لما يعرف بسينيغامبيا في الولايات المتحدة فله تفسير مريب، ويوضح ستيفن ميكيليتي: «بما أن سكان منطقة سينيغامبيا كانوا بغالبيتهم مزارعي أرز في أفريقيا فغالبا ما كانوا ينقلون إلى مزارع أرز في الولايات المتحدة، وكانت الملاريا غالبا ما تجتاح هذه المزارع مع نسبة وفيات عالية الأمر الذي أدى على الأرجح إلى تمثيل ضعيف للمتحدرين من سينيغامبيا بين الأميركيين السود حاليا».


مقالات ذات صلة

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

يوميات الشرق زاهي حواس (حسابه على فيسبوك)

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

أكد الدكتور زاهي حواس، أن رفض مصر مسلسل «كليوباترا» الذي أذاعته «نتفليكس» هو تصنيفه عملاً «وثائقي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

وجد علماء الأنثروبولوجيا التطورية بمعهد «ماكس بلانك» بألمانيا طريقة للتحقق بأمان من القطع الأثرية القديمة بحثًا عن الحمض النووي البيئي دون تدميرها، وطبقوها على قطعة عُثر عليها في كهف دينيسوفا الشهير بروسيا عام 2019. وبخلاف شظايا كروموسوماتها، لم يتم الكشف عن أي أثر للمرأة نفسها، على الرغم من أن الجينات التي امتصتها القلادة مع عرقها وخلايا جلدها أدت بالخبراء إلى الاعتقاد بأنها تنتمي إلى مجموعة قديمة من أفراد شمال أوراسيا من العصر الحجري القديم. ويفتح هذا الاكتشاف المذهل فكرة أن القطع الأثرية الأخرى التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ المصنوعة من الأسنان والعظام هي مصادر غير مستغلة للمواد الوراثية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

يُذكر الفايكنغ كمقاتلين شرسين. لكن حتى هؤلاء المحاربين الأقوياء لم يكونوا ليصمدوا أمام تغير المناخ. فقد اكتشف العلماء أخيرًا أن نمو الصفيحة الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر أدى إلى فيضانات ساحلية هائلة أغرقت مزارع الشمال ودفعت بالفايكنغ في النهاية إلى الخروج من غرينلاند في القرن الخامس عشر الميلادي. أسس الفايكنغ لأول مرة موطئ قدم جنوب غرينلاند حوالى عام 985 بعد الميلاد مع وصول إريك ثورفالدسون، المعروف أيضًا باسم «إريك الأحمر»؛ وهو مستكشف نرويجي المولد أبحر إلى غرينلاند بعد نفيه من آيسلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

لا تزال مدينة مروي الأثرية، شمال السودان، تحتل واجهة الأحداث وشاشات التلفزة وأجهزة البث المرئي والمسموع والمكتوب، منذ قرابة الأسبوع، بسبب استيلاء قوات «الدعم السريع» على مطارها والقاعد الجوية الموجودة هناك، وبسبب ما شهدته المنطقة الوادعة من عمليات قتالية مستمرة، يتصدر مشهدها اليوم طرف، ليستعيده الطرف الثاني في اليوم الذي يليه. وتُعد مروي التي يجري فيها الصراع، إحدى أهم المناطق الأثرية في البلاد، ويرجع تاريخها إلى «مملكة كوش» وعاصمتها الجنوبية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 350 كيلومتراً عن الخرطوم، وتقع فيها أهم المواقع الأثرية للحضارة المروية، مثل البجراوية، والنقعة والمصورات،

أحمد يونس (الخرطوم)
يوميات الشرق علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

اتهم علماء آثار مصريون صناع الفيلم الوثائقي «الملكة كليوباترا» الذي من المقرر عرضه على شبكة «نتفليكس» في شهر مايو (أيار) المقبل، بـ«تزييف التاريخ»، «وإهانة الحضارة المصرية القديمة»، واستنكروا الإصرار على إظهار بطلة المسلسل التي تجسد قصة حياة كليوباترا، بملامح أفريقية، بينما تنحدر الملكة من جذور بطلمية ذات ملامح شقراء وبشرة بيضاء. وقال عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولة تصوير ملامح كليوباترا على أنها ملكة من أفريقيا، تزييف لتاريخ مصر القديمة، لأنها بطلمية»، واتهم حركة «أفروسنتريك» أو «المركزية الأفريقية» بالوقوف وراء العمل. وطالب باتخاذ إجراءات مصرية للرد على هذا

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

استعادة التراث الحضاري المصري في معرض للحرف اليدوية

منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
TT

استعادة التراث الحضاري المصري في معرض للحرف اليدوية

منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

في خطوة لاستعادة التراث الحضاري المصري، عبر تنشيط وإحياء الحرف اليدوية والتقليدية، افتتح رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الدورة السادسة لمعرض «تراثنا»، الخميس، التي تضم نحو ألف مشروع من الحرف اليدوية والتراثية، بالإضافة إلى جناح دولي، تشارك فيه دول السعودية والإمارات والبحرين وتونس والجزائر والهند وباكستان ولاتفيا.

المعرض الذي يستمر حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يضم معروضات من الجمعيات الأهلية، من مختلف محافظات مصر، والمؤسسات الدولية شركاء التنمية، بهدف «إعادة إحياء الحرف اليدوية والصناعات التقليدية والتراثية، بما يُعزز من فرص تطورها؛ لكونها تُبرز التراث الحضاري المصري بشكل معاصر، يلبي أذواق قاعدة كبيرة من الشغوفين بهذا الفن داخل مصر وخارجها، كما تُسهم في تحسين معيشة كثير من الأسر المُنتجة»، وفق تصريحات لرئيس الوزراء المصري على هامش الافتتاح، كما جاء في بيان نشره مجلس الوزراء، الخميس.

رئيس الوزراء المصري يتفقد أجنحة المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

ووفق تصريحات صحافية للرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، باسل رحمي، يقدم المعرض مجموعة من الفنون المصرية المُتفردة، مثل: السجاد والكليم اليدوي، والمنسوجات، والتلّى، ومفروشات أخميم، والإكسسوار الحريمي، والحرف النحاسية والزجاجية، وأعمال التطريز، والخيامية، والصدف، والتابلوهات، والخزف، والجلود، ومنتجات الأخشاب، والخوص، والأثاث، إلى جانب الملابس التراثية، والمكرميات، وأعمال الرسم على الحرير، والبامبو، ومنتجات سيناء، وغيرها.

منتجات متنوعة في أجنحة المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

وعرض جناح هيئة التراث السعودية، منتجات عددٍ من أمهر الحرفيين المتخصصين في الصناعات اليدوية التقليدية، كما عرض جناح غرفة رأس الخيمة، منتجات محلية تراثية، وكذلك جناح الديوان الوطني للصناعات التقليدية في الجمهورية التونسية.

وأعلن رحمي عن توقيع بروتوكولات تعاون مع عدة دول، من بينها الهند، لتبادل الخبرات والتنسيق في المعارض المشتركة؛ بهدف نشر الصناعات اليدوية والعمل على تسويقها داخل مصر وخارجها، مؤكداً على عقد بروتوكول تعاون مع شركة ميناء القاهرة الدولي؛ لتوفير منصات تسويقية تحت العلامة التجارية «تراثنا» داخل صالات مطار القاهرة الدولي، وإتاحة مساحات جاذبة لجمهور المسافرين والزوار لعرض وبيع منتجات الحرفيين المصريين اليدوية والتراثية.

معرض «تراثنا» يضم كثيراً من المنتجات المصنوعة يدوياً (رئاسة مجلس الوزراء)

كما سيتم توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية بين جهاز تنمية المشروعات، والشركة المسؤولة عن تشغيل المتحف المصري الكبير، وكذلك الشركة المسؤولة عن تنظيم عمليات إنتاج وعرض المنتجات الحرفية داخل متجر الهدايا الرسمي بالمتحف لدعم وتأهيل أصحاب الحرف اليدوية والتراثية وتطوير منتجاتهم، تمهيداً لعرضها بعدد من المتاجر في مناطق سياحية مختلفة داخل وخارج البلاد، في إطار تعزيز التكامل بين الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص.