استطلاع يعكس بالأرقام مدى تأثر الأسر المغربية بـ«كورونا»

عامل يقيس درجة حرارة مصلٍّ خارج مسجد بالرباط الأربعاء الماضي (أ.ب)
عامل يقيس درجة حرارة مصلٍّ خارج مسجد بالرباط الأربعاء الماضي (أ.ب)
TT

استطلاع يعكس بالأرقام مدى تأثر الأسر المغربية بـ«كورونا»

عامل يقيس درجة حرارة مصلٍّ خارج مسجد بالرباط الأربعاء الماضي (أ.ب)
عامل يقيس درجة حرارة مصلٍّ خارج مسجد بالرباط الأربعاء الماضي (أ.ب)

أظهرت نتائج استطلاع رأي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط في المغرب (هيئة إحصاء)، مدى تأثير جائحة «كورونا» على الوضعية الاقتصادية للأسر المغربية؛ سواء من حيث تراجع الدخل أو تراجع الإنفاق. وحسب نتائج الاستطلاع، فإن ثلثي السكان النشيطين المشتغلين (66.2 في المائة)، توقف نشاطهم مؤقتاً. وكانت الفئات الأكثر تضرراً هم الأشخاص الذين يشتغلون بصفة مستقلة (74 في المائة)، ثم المأجورون (65 في المائة).
وتظهر النتائج أن ما يزيد عن نصف الأسر (58 في المائة)، لديها على الأقل فرد واحد اضطر للتوقف عن العمل جراء الحجر الصحي، وأن ثلث المستجوبين فقط استأنفوا نشاطهم، بينما ما زال 53 في المائة متوقفين عن العمل، و11 في المائة يبحثون عن عمل جديد. وحسب الاستطلاع الذي تم الكشف عنه مساء أول من أمس، والذي أجري خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 24 يونيو (حزيران)، وشمل عينة تمثيلية تضم 2169 أسرة، فإن 16 في المائة فقط من السكان النشيطين اعتمدوا «العمل عن بعد»، وخصوصاً الأطر العليا بنسبة 62 في المائة. كما أظهر الاستطلاع تأثر دخل الأشخاص الذين استمروا في عملهم في ظل الجائحة؛ حيث صرح 62 في المائة بأن دخلهم انخفض خلال فترة الحجر الصحي. وسُجل أكبر انخفاض في الدخل في القرى بنسبة 70 في المائة، مقابل 59 في المائة في المدن. وحسب مستوى المعيشة، تضررت 74 في المائة من الأسر الأقل يسراً بانخفاض الدخل، بينما كانت الأسر الأكثر يسراً أقل تضرراً بنسبة 44 في المائة. وبلغ انخفاض الدخل الشهري وسط النشيطين إلى 50 في المائة، و74 في المائة لدى الحرفيين.
وبخصوص التعويضات التي منحتها الدولة عن فقدان الشغل، فقد طلب 30 في المائة من الأشخاص في سن النشاط مساعدة الدولة في إطار برامج الدعم للأشخاص الذين فقدوا عملهم في القطاع الخاص المنظم أو غير المنظم، واستفاد منهم 73 في المائة، وهو ما يمثل 22.4 من الأشخاص في سن النشاط، أي 6 ملايين مستفيد. ومكنت مجمل المساعدات التي منحتها الدولة من تغطية 35 في المائة من مداخيل النشاط المفقودة.
وبشأن تأثير الجائحة على نفقات الأسر على المواد الاستهلاكية الأساسية، مثل الدقيق والحبوب والخضراوات والفواكه واللحوم الحمراء واللحوم البيضاء والأسماك، أظهرت الدراسة أن أسرة واحدة من بين اثنتين خفضت نفقاتها الخاصة ببعض المواد الغذائية، وعلى رأسها اللحوم الحمراء والأسماك والفواكه، وأن 3 أسر من كل 10، أي 30 في المائة حافظت على مستوى الإنفاق نفسه لاقتناء هذه المواد. كما أن 3 أسر من كل 10، بنسبة 31.2 في المائة، صرحت بأنها خفضت نفقات شراء الفواكه. وأكثر من أسرة من كل 4 أسر أي 28.3 في المائة، خفضت نفقاتها الخاصة باللحوم الحمراء والأسماك. وسجلت أبرز الانخفاضات لدى الأسر الأقل يسراً.
وبخصوص تأثير الجائحة على وفاء الأسر المغربية بالتزاماتها المالية، مثل قروض السكن ورسوم التمدرس، تبين الدراسة أن من بين 6.7 في المائة من الأسر التي حصلت على قرض بنكي لشراء سكن، تمكن نصفها فقط من تسديد مستحقاته دون صعوبة، في حين لم تتمكن 21.6 في المائة من الأسر من الوفاء بالتزاماتها. ومن بين 11 في المائة من الأسر المستجوبة التي لديها أفراد يدرسون في المدارس الخاصة، لم تتمكن 34.5 في المائة منهم من دفع الرسوم المدرسية، واستطاعت 30.9 في المائة من الأسر أداء الرسوم من دون صعوبة، و20 في المائة نجحوا في التفاوض على الاستفادة من تسهيلات بخصوص المبالغ المتبقية.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.