«الداخلية» المصرية تعلن توقيف «إخوانيين» حرضوا ضد الدولة

قالت إنهم خططوا لإعداد تقارير «مفبركة» وترويجها على «الإنترنت»

TT

«الداخلية» المصرية تعلن توقيف «إخوانيين» حرضوا ضد الدولة

أعلنت السلطات المصرية توقيف 6 عناصر تابعين لجماعة «الإخوان» التي تُصنفها مصر «إرهابية»، «خططت لإعداد تقارير وبرامج إعلامية (مفبركة) عن الأوضاع في البلاد». وقالت وزارة الداخلية في بيان لها أمس، إنها «أحبطت مخططاً (إخوانياً) لإثارة الإشاعات في أوساط المصريين، تزامناً مع بدء الاستحقاقات الانتخابية»، بينما أكد مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، اللواء فاروق المقرحي لـ«الشرق الأوسط»، أن «(الداخلية) تواصل جهودها عبر توجيه ضربات استباقية لعناصر (الإخوان) المدعومين من الخارج، لإجهاض أي محاولات تضر بأمن مصر».
ووفق بيان صادر عن «الداخلية» أمس، فإن «قطاع الأمن الوطني رصد معلومات حول إصدار قيادات الجماعة تعليمات لعدد من العناصر (الإخوانية) والمتعاونين معهم في البلاد، بالعمل على تنفيذ مخططهم الذي يستهدف إثارة الإشاعات والبلبلة، من خلال إعداد وإنتاج تقارير وبرامج إعلامية (مفبركة)، تتضمن أخباراً مغلوطة عن الأوضاع الداخلية في البلاد ومؤسسات الدولة، وترويجها عبر (الإنترنت)، وبعض القنوات الفضائية التابعة لـ(الإخوان) والتي تبث من الخارج». وأضاف بيان وزارة الداخلية أنه «أمكن تحديد العناصر (الإخوانية) القائمة على إدارة هذا المخطط من الهاربين بتركيا، أبرزهم: عماد البحيري، وحسام الشوربجي، والسيد توكل، وحمزة زوبع». وبحسب البيان: «أكدت المعلومات اضطلاع العناصر (الإخوانية)، في إطار تنفيذ مخططها، باستغلال شقة سكنية بمدينة الإسكندرية، وتجهيزها لاستخدامها كاستوديو، لإعداد أعمال المونتاج الخاصة بالمادة الإعلامية الـ(مفبركة)؛ حيث تم استهداف وضبط القائمين على هذا المخطط، وهم: هشام متولي، وإسلام علواني، وإبراهيم سعيد، ومحمد محمد سعيد، ومحمد أحمد شحاتة، وصهيب سامي».
وقالت وزارة الداخلية أمس، إنه «عثر داخل الاستوديو على عديد من الكاميرات، وأدوات الحاسب الآلي والمونتاج، وعدد من الفيديوهات حول الأوضاع الداخلية للبلاد، تمهيداً لترويجها».
من جانبه، قال اللواء المقرحي، إن «التحركات الاستباقية لأجهزة الأمن المصرية لتعقب وتوقيف عناصر جماعة (الإخوان) تتم بناءً على كم كبير من المعلومات»، مضيفاً أن «عناصر الجماعة الهاربة في الخارج دائماً ما تختار توقيتات الأعياد، أو الاستحقاقات الانتخابية مثل انتخابات (مجلس الشيوخ)، للتحريض ضد الدولة، في محاولة لتنفيذ مخططاتها».
وأعلنت القوات المسلحة المصرية مساء الثلاثاء الماضي، إحباط هجوم إرهابي على أحد المرتكزات الأمنية بشمال سيناء بمنطقة بئر العبد، باستخدام 4 عربات، منها 3 مفخخة، ما أسفر عن مقتل 18 «تكفيرياً» منهم فرد كان يرتدى حزاماً ناسفاً.
وعُزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة «الإخوان» عن الحكم في 3 يوليو (تموز) من عام 2013 عقب احتجاجات شعبية. وتؤكد «الداخلية» على «الاستمرار في التصدي بكل حسم لأي محاولات تستهدف إثارة الفوضى والنيل من استقرار البلاد».
وبحسب التحقيقات الأولية وفق تقارير مصرية أمس، فقد «اعترف المتهمون بأن مهامهم جمع المعلومات عن بعض القضايا التي تشغل المصريين، وفي مقدمتها مستجدات فيروس (كورونا المستجد)، وأزمة (سد النهضة)، والأزمة الليبية، وبثها عقب (تغيير مضمونها) على صفحات (السوشيال ميديا) وبعض القنوات الفضائية، بهدف الإثارة والتحريض ضد المؤسسات المصرية، مقابل مبالغ مالية».
في سياق آخر، غادر 2130 سجيناً السجون المصرية، أمس، بموجب عفو رئاسي؛ وذلك إعمالاً لتنفيذ قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الصادر بشأن العفو عن بقية مدة العقوبة بالنسبة لبعض المحكوم عليهم، بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لثورة «23 يوليو»، وعيد الأضحى المبارك. وقالت «الداخلية» في بيان لها، إن «قطاع السجون قام بعقد اللجان لفحص ملفات نزلاء السجون على مستوى ربوع البلاد لتحديد مستحقي الإفراج؛ حيث انتهت أعمال اللجان إلى الإفراج عن 2130 نزيلاً، من بينهم 221 نزيلاً إفراجاً شرطياً»؛ مؤكدة أن «ذلك يأتي استمراراً لتطبيق أطر السياسة العقابية بمفهومها الحديث، وتوفير أوجه الرعاية المختلفة لنزلاء السجون، وتفعيل الدور التنفيذي لأساليب الإفراج عن المحكوم عليهم الذين تم تأهيلهم للانخراط في المجتمع».


مقالات ذات صلة

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

أوروبا العلم الألماني في العاصمة برلين (أ.ب)

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

صادرت الشرطة الألمانية أجهزة كومبيوتر محمولة وأموالاً، خلال عمليات مداهمة استهدفت جمعية إسلامية تم حظرها حديثاً، ويقع مقرّها خارج برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان استقبل السيسي في مطار أنقرة في إسطنبول (من البث المباشر لوصول الرئيس المصري) play-circle 00:39

السيسي وصل إلى أنقرة في أول زيارة لتركيا

وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، الأربعاء، في أول زيارة يقوم بها لتركيا منذ توليه الرئاسة في مصر عام 2014

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قوات من الأمن بميدان التحرير في القاهرة (أ.ف.ب)

مصر: توقيف المتهم بـ«فيديو فيصل» وحملة مضادة تستعرض «جرائم الإخوان»

أعلنت «الداخلية المصرية»، الثلاثاء، القبض على المتهم ببث «فيديو فيصل» الذي شغل الرأي العام، مؤكدة «اعترافه» بارتكاب الواقعة، بـ«تحريض» من عناصر «الإخوان».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا الإعلامي بقناة «الشرق» الإخوانية عماد البحيري تم توقيفه بسبب التهرب الضريبي (من حسابه على  «فيسبوك»)

تركيا توقف إعلامياً في قناة إخوانية لتهربه من الضرائب

أحالت السلطات التركية، (الخميس)، المذيع بقناة «الشرق» المحسوبة على «الإخوان المسلمين»، عماد البحيري، إلى أحد مراكز التوقيف بدائرة الهجرة في إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة )
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

الجزائر: فصيل «الإخوان» يرشح الرئيس تبون لعهدة ثانية

أعلنت حركة البناء الوطني (فصيل الإخوان في الجزائر)، الجمعة، عن ترشيحها الرئيس عبد المجيد تبون للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في 7 سبتمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.