​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

تغير المناخ أثّر بشدة على تربية النحل

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT
20

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)
100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)
شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)
الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.


مقالات ذات صلة

اليمن: تجارة النفط مع الحوثيين تُعد تعاملا مباشرا مع «منظمة إرهابية»

الخليج وزير الاعلام اليمني معمر الإرياني (سبأ)

اليمن: تجارة النفط مع الحوثيين تُعد تعاملا مباشرا مع «منظمة إرهابية»

أكد وزير الاعلام اليمني معمر الإرياني، الأحد، أن أي تعامل لتجار المشتقات النفطية وملاك السفن والناقلات مع مليشيا الحوثي يُعد تعاملا مباشرا مع «منظمة إرهابية».

«الشرق الأوسط» (عدن)
دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين على أثر غارات أميركية (د.ب.أ)

الضربات الأميركية ضد الحوثيين توسّع أهدافها في 5 محافظات يمنية

صعّدت الجماعة الحوثية من هجماتها باتجاه إسرائيل، في حين وسع الجيش الأميركي بنك ضرباته على الجماعة مستهدفاً صنعاء و4 محافظات يمنية بعشرات الغارات

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي مسؤولو الخارجية اليمنية والسورية خلال مراسم رفع العلم بمقر السفارة اليمنية في دمشق (سبأ)

اليمن يعلن إعادة فتح سفارته في دمشق... وينتظر من إيران «بادرة حُسن نية»

أكدت وزارة الخارجية اليمنية إعادة فتح أبواب سفارتها في العاصمة السورية دمشق، الأحد، وممارسة مهامها بشكل رسمي بعد أن سيطرت الميليشيات الحوثية الإرهابية عليها…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي تصاعد دخان وألسنة لهب إثر غارات أميركية على ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين في اليمن (رويترز)

الحوثيون يزعمون إصابة 3 بحارة روس جراء الضربات الأميركية

وسط تحذيرات يمنية لعمال ميناء رأس عيسى من العودة للعمل تحت إكراه الحوثيين، زعمت الجماعة المدعومة من إيران إصابة 3 بحارة روس جراء ضربات أميركية على الميناء.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي عنصران حوثيان يقفان على آثار إحدى الغارات الأميركية في صنعاء (أ.ف.ب)

يمنيون ينزحون جراء تصاعد القمع الحوثي والغارات الأميركية

دفع تدهور الأوضاع المعيشية وحملات الاعتقال الحوثية والضربات الأميركية المكثفة، سكاناً في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إلى ترك منازلهم والنزوح القسري.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

«القيادة المركزية»: قصفنا أكثر من 800 هدف حوثي وسنواصل الضغط

مقاتل يمني يحرس أنقاض مبنى دمرته الغارات الأميركية على صنعاء (إ.ب.أ)
مقاتل يمني يحرس أنقاض مبنى دمرته الغارات الأميركية على صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

«القيادة المركزية»: قصفنا أكثر من 800 هدف حوثي وسنواصل الضغط

مقاتل يمني يحرس أنقاض مبنى دمرته الغارات الأميركية على صنعاء (إ.ب.أ)
مقاتل يمني يحرس أنقاض مبنى دمرته الغارات الأميركية على صنعاء (إ.ب.أ)

أعلنت القيادة المركزية الأميركية يوم الأحد أنها قصفت أكثر من 800 هدف تابع للحوثيين في المحافظات اليمنية منذ مارس (آذار) ما أسفر عن مقتل مئات العناصر الحوثية والعديد من قادتهم.

وقالت القيادة في بيان إن الغارات الأميركية دمرت قدرة ميناء رأس عيسى اليمني على استقبال الوقود ما أثر على تنفيذ الحوثيين للهجمات وكسب المال. وأضافت القيادة المركزية أن عمليات قواتها ضد الحوثيين خفضت وتيرة إطلاقهم للصواريخ الباليستية بنسبة 69%، كما قلصت هجماتهم باستخدام الطائرات المسيرة بنسبة 55%.

وأشارت القيادة المركزية الأميركية إلى أن إيران ما زالت تقدم الدعم للحوثيين، وشددت على أنها ستواصل الضغط على الجماعة حتى استعادة حرية الملاحة البحرية، واستعادة قوة الردع الأميركية. وتنفذ الولايات المتحدة عملية عسكرية موسعة ضد الحوثيين، أسفرت بحسب جماعة الحوثي عن مقتل وإصابة العشرات. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الهجمات على الحوثيين ستتواصل حتى إزالة ما وصفه بالخطر الذي يمثلونه على الملاحة البحرية.

وتشن جماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران وتسيطر على معظم أنحاء اليمن، هجمات على السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 دعما للفلسطينيين في غزة.