الدراجات الكهربائية تعيش عصرها الذهبي

تتألّق عن جدارة في زمن الجائحة

اختبار دراجة كهربائية
اختبار دراجة كهربائية
TT

الدراجات الكهربائية تعيش عصرها الذهبي

اختبار دراجة كهربائية
اختبار دراجة كهربائية

إذا وضعنا إيجابيات وسلبيات الدراجة الكهربائية في ميزان، فسنجد أنّ كفّة إيجابياتها سترجح أكثر بكثير من كفّة سلبياتها، ولا سيّما في زمن الجائحة. وقد رأى الكثير من الأميركيين أنّ حلّ جزء من مشاكلهم التي طرأت بسبب الجائحة يكمن في شراء دراجة كهربائية، إذ أصبحت الدراجة العاملة بالبطارية بديلاً مغرياً للمسافرين اليوميين الذين يخافون استخدام وسائل المواصلات العامّة ومركبات «أوبر»، بينما رأى فيها آخرون الوسيلة الأمثل للتزوّد بالهواء المنعش الذي يحتاجونه بعد أشهر من الحجر المنزلي.
وشهد شهر مارس (آذار) ارتفاع مبيعات الدراجات الكهربائية بنسبة 85 في المائة عن العام الماضي، بحسب أرقام نشرتها مجموعة «إن.بي.دي». البحثية. وتعكس هذه الأرقام تحوّلاً ملحوظاً في صناعة الدراجات الكهربائية، بعد أنّ اعتبرت هذه المركبات لسنوات وسيلة نقل للكسالى وكبار السنّ. وتستمدّ هذه الدراجات طاقتها من بطارية ومحرّك يسهّل عملية الدوس، وتتيح زيادة سرعتها بكبسة زرّ تحوّل ركوبها من تمرين مجهد إلى نزهة ممتعة. ويقول تاكو كارلير، الرئيس التنفيذي لشركة «فان موف» في أمستردام: «كنتُ مقتنعاً بأنّ الدراجات الكهربائية ستحدث تغييراً جذرياً في المدن حول العالم خلال عشر سنوات، ولكن يبدو أنّ أزمة الوباء التي نمرّ بها ستقودنا إلى هذا التغيير خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة».
- اختبار الدراجات
إذا كنتم تفكّرون جدياً بشراء دراجة كهربائية، فتوجد بعض السلبيات التي يجب أن تأخذوها بعين الاعتبار، أبرزها الحجم والوزن اللذان يضيفهما المحرّك والبطارية على المركبة، والجاذبية التي تشكّلها هذه الدراجات الفاخرة للسارقين.
اختبرتُ دراجتين كهربائيتين مختلفتين على طرقات وتلال سان فرنسيسكو المنخفضة خلال الأسبوعين الماضيين. يمكن طلب هاتين الدراجتين عبر الإنترنت: دراجة «فان موف إس 3» VanMoof S3. الذكية المتصلة بالإنترنت (سعرها: 1998 دولارا)؛ ودراجة «رايد 1 آب 700 سيريز» Ride1Up 700 Series (سعرها: 1495 دولارا) التي تبدو كدراجة هوائية عادية ولكنّها مزوّدة ببطارية ومحرّك.
بعد الاختبارات، اقتنعتُ تماماً بجدوى هذه المركبات واستنتجتُ أنّها تستهدف الأشخاص الذين يريدون التنقّل بسرعة وبأقلّ مجهود ممكن، أي الشريحة الأكبر من المجتمع. فيما يلي، ستجدون ما يجب أن تعرفوه حول هذه الدراجات.
- مقارنة الدراجات الكهربائية
تأتي الدراجات الكهربائية بأشكال كثيرة وخصائص متنوعة وتتراوح أسعارها بين بضع مئات الدولارات وعشرات آلاف الدولارات.
بشكل عام، تنقسم الدراجات الكهربائية إلى فئتين:
> الدراجات الكهربائية المدعومة بدواسات: يستخدم هذا النوع نظام محرّك وأجهزة استشعار ترصد سرعة أو شدّة الدوس لتحديد كمية الطاقة التي يجب تأمينها. بمعنى آخر، عندما تدوسون بخفّة أو جهد أثناء السير على تلّة ما، يدعمكم المحرّك بتوليد طاقة إضافية. تجدون في هذه الفئة علامات تجارية عدّة أبرزها «تريك» Trek و«سبيشلايزد» Specialized و«فوجي» Fuji.
> الدراجات الكهربائية المدعومة بصمام خانق: تضمّ هذه المركبات صمام خانق كذلك المتوفّر في الدراجات النارية والدراجات المزوّدة بدواسات. للسير بسرعة أكبر، عليكم الضغط على زند في ذراع الدراجة أو من خلال مقبض اليد في المقود. وتضمّ معظم الدراجات الكهربائية المزوّدة بصمام خانق دواسات مساعدة. تجدون في هذه الفئة علامات تجارية عدّة أبرزها «راد باور» Rad Power و«لونا سايكل» Luna Cycle و«أفينتون» Aventon.
تضمّ دراجة «فان موف إس 3» التي أطلقت رسمياً في أبريل (نيسان) الماضي، دواسة مساعدة بدل الصمّام الخانق، بالإضافة إلى زرّ «توربو بوست» على الجهة اليمنى من المقود يمنحكم دفعة طاقة آنية. تصل سرعة هذه الدراجة إلى حوالي 32 كلم - الساعة (20 ميلا - الساعة) وتسير لمسافة 145 كلم (90 ميلاً) في الشحنة الواحدة.
- خصائص ومزايا
> دراجة «فان موف» الكهربائية، تشتهر بتقنيتها الأمنية المتينة التي تصعّب سرقتها، إذ يكفي أن تضغطوا على زرّ موجود على الفرامل الخلفية لتشغيل قفل إلكتروني يشلّ حركة العجلة الخلفية. وفي حال حاول أحدهم نقل الدراجة المقفلة، تصدر فوراً صوت إنذار قويا. علاوة على ذلك، تضمّ الدراجة اتصالاً خلوياً لمساعدة السائق في العثور عليها بواسطة تطبيق «فان موف» للهواتف الذكية إذا تمّت سرقتها.
> أمّا دراجة «رايد 1 آب 700 سيريز»، فتضمّ صماما خانقا ودواسات في وقت واحد. تجدون على الجهة اليسرى من مقودها شاشة صغيرة وأزرارا تتيح لكم اختيار مستوى دعم الدواسة، بينما تجدون ناقلاً للحركة على الجهة اليمنى. تعمل هذه الدراجة بمحرّك أكبر وأسرع من سابقتها، وتصل سرعتها إلى حوالي 45 كلم - الساعة (28 ميلا - الساعة) وتسير لمسافة 80.5 كلم (حوالي 50 ميلاً) في الشحنة الواحدة.
> الاختبار. بعد أسبوعين، تنقّلتُ خلالهما بين دراجتي «فان موف» و«رايد 1 آب»، وجدتُ أنّ الإنسان ينال بقدر ما يدفع: يشتري لكم مبلغ 1500 دولار دراجة كهربائية جيّدة تحتاجون وقتاً للاعتياد على استخدامها كـ«رايد 1 آب»، ويمكنكم دفع 500 دولار إضافية لشراء «فان موف»، دراجة كهربائية أكثر ذكاءً وأسهل لجهة الاستخدام.
يشعركم نظام المحرّك في «فان موف» براحة طبيعية أكثر أثناء الدوس وكأنّكم تركبون دراجة هوائية تقليدية ولكن مع سرعة إضافية، فضلاً عن أنّه يتميّز بهدوء تام ينسيكم غالباً أنّكم تركبون دراجة كهربائية. وفي بعض المناطق التي يصبح فيها الدوس أصعب، كالتلال مثلاً، يمكنكم الاستعانة بزرّ «توربو بوست» للحصول على دفعة دعم إضافية.
في المقابل، وجدتُ أنّ دراجة «رايد 1 آب» أقلّ مرونة. تتيح لكم لوحة التحكّم الموجودة على المقود الاختيار بين تسعة مستويات مختلفة من دعم الدوسات. خلال الاختبار، شعرتُ أنّ المستوى الثالث كافٍ للسير في الشوارع، وأنّ المستوى الخامس هو الخيار الأفضل للتلال. في إحدى المرّات، وخلال تجربة السير بالدواسات بعد فترة من الاستراحة، نسيتُ تخفيف الدعم عن المستوى الخامس، فاندفعت الدراجة بسرعة مجنونة إلى الأمام بشكل مخيف.
تقدّم «رايد 1 آب» مقطع فيديو على يوتيوب حول الإعدادات المتقدّمة فيها لمساعدة الأشخاص في تعديل مستويات قوة الدواسات حسب الحاجة. في نهاية الاختبار، اعتمدتُ المستويين الرابع والخامس مما ساعدني على تسهيل عملية الدوس وتخفيف الجهد الذي يتطلّبه ذلك.
أمّا بالنسبة للصمام الخانق فيها، الذي يأتي على شكل زند على الطرف الأيسر من المقود، فقد وجدتُ أنّه خيار مناسب لتسريع المركبة دون استخدام الدواسات عند الشعور بالتعب، مع أنني شعرتُ عندها وكأنني أغشّ في الاختبار.
- السلبيات
> الدراجات الكهربائية ثقيلة الوزن: تزن دراجة «فان موف» حوالي 18.5 كلغم بينما تزن «رايد 1 آب» حوالي 30 كلغم، أي أكثر من ضعف متوسط وزن الدراجة الهوائية التقليدية التي تزن غالباً حوالي 9 كلغم. لهذا السبب، قد لا تكون الدراجة الكهربائية الخيار الأمثل للأشخاص الذين يرتقون الكثير من السلالم في بيوتهم.
> صيانة معقّدة: تقول الشركتان المصنعتان إنّ دراجتيهما مصممتان بشكل يتيح للمستخدم صيانتهما وإنّ أي ميكانيكي يجب أن يكون قادراً على صيانة قطعها الصغيرة كوسادات الفرامل.
ولكن بشكل عام، يحتاج مستخدمو الدراجات الكهربائية إلى مساعدة الشركة المصنعة عند مواجهة عطل مؤثر في المكونات الإلكترونية التي صنعتها الشركة. لهذا السبب، يُفضّل أن تشتروا دراجتكم الكهربائية من متجر محلّي قادر على صيانتها.
> جاذبة للسارقين: عند ركن دراجة «فان موف»، كنتُ أشعر بالقلق. ففي كلّ مرّة كنتُ أقفلُها، كنتُ أشعر أنّ الناس من حولي ينظرون إليها بسبب جمال تصميمها وتقدّمها التقني الواضح.
> بطاريات باهظة الثمن: كما الهواتف الذكية، تستخدم الدراجات الكهربائية بطاريات استهلاكية تحتاج إلى استبدالها من وقت إلى آخر. نتيجة للاستخدام اليومي والمنتظم، تحتاج بطاريات الدراجتين المذكورتين غالباً إلى التغيير كلّ ثلاث إلى خمس سنوات، وتصل تكلفتها إلى 350 دولارا.
> إيجابيات أكبر. ولكنّ الإيجابيات تتفوّق على السلبيات. صحيح أن الدراجات الكهربائية تشوبها بعض السلبيات، ولكنّ تجربتي جعلتني أقتنع أنّ المكاسب التي تقدّمها للمستخدم أكثر بكثير من سلبياتها.
والأهمّ هو أنّ الدراجة الكهربائية أبقتني بعيداً عن سيارتي. ففي كلّ مرّة كنتُ أحتاج للخروج لزيارة متجر البقالة أو توصيل غرض ما إلى منزل صديق، كنتُ أفضّل استخدام الدراجة الكهربائية.
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

تقرير أميركي: وفاة 10 أطفال بسبب جرعات التطعيم ضد فيروس «كورونا»

صحتك طفلة تتلقى جرعة من لقاح «موديرنا» لفيروس «كورونا» بصيدلية سكيباك في شوينكسفيل - بنسلفانيا (رويترز)

تقرير أميركي: وفاة 10 أطفال بسبب جرعات التطعيم ضد فيروس «كورونا»

قال مارتي ماكاري، مفوض إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية، اليوم (السبت)، إن البيانات أظهرت وفاة 10 أطفال؛ بسبب جرعات التطعيم ضد فيروس «كورونا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رجل في المكسيك يتلقى جرعة من لقاح الحصبة (رويترز)

لقاحات شائعة تمنع الأمراض المزمنة وبعض أنواع السرطان... تعرّف عليها

لا تقتصر فوائد اللقاحات على حمايتك من أمراض معدية محددة أو تخفيف حدة الأعراض عند الإصابة بالمرض، بل يمكنها أيضاً الوقاية من الأمراض المزمنة الشائعة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شخص يجهز جرعة من لقاح «كوفيد-19» (رويترز)

تقرير: «الغذاء والدواء» الأميركية تربط وفاة 10 أطفال بلقاحات «كوفيد»

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس (الجمعة) أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية ذكرت في مذكرة داخلية أن 10 أطفال على الأقل لقوا حتفهم على «بسبب» لقاحات «كوفيد-19».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك اغلاق كورونا تسبب في ارتفاع كبير في عدد الرضع والأطفال الصغار الذين يعانون من مشاكل في النطق (رويترز)

دراسة: إغلاقات «كورونا» أعاقت قدرة الأطفال على تعلم الكلام

ارتبطت عمليات الإغلاق التي نتجت عن تفشي كوفيد 19 بارتفاع كبير في عدد الرضع والأطفال الصغار الذين يعانون من مشاكل في النطق وتعلم الكلام وغيرها من مشاكل النمو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم رجل يرتدي قناعاً وسط جائحة «كوفيد-19» (رويترز)

هل تدين الصين للعالم بتعويضات عن جائحة «كوفيد»؟

صعّدت ولاية ميسوري الأميركية مساعيها لمصادرة أصول صينية في الولايات المتحدة، سعياً للحصول على تعويض مقداره 24 مليار دولار، في قضية تُتهم فيها بكين بالكذب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».