خطط إسرائيلية لتوسيع الاستيطان في الضفة.. وحملة لهدم المنازل في القدس

مخاوف من تصاعد الحرب ضد الفلسطينيين خلال الانتخابات الإسرائيلية المقبلة

فلسطينيات يشاركن في المظاهرة التي عرفتها شوارع غزة أول من أمس احتجاجا على تأخر عملية الإعمار (أ.ف.ب)
فلسطينيات يشاركن في المظاهرة التي عرفتها شوارع غزة أول من أمس احتجاجا على تأخر عملية الإعمار (أ.ف.ب)
TT

خطط إسرائيلية لتوسيع الاستيطان في الضفة.. وحملة لهدم المنازل في القدس

فلسطينيات يشاركن في المظاهرة التي عرفتها شوارع غزة أول من أمس احتجاجا على تأخر عملية الإعمار (أ.ف.ب)
فلسطينيات يشاركن في المظاهرة التي عرفتها شوارع غزة أول من أمس احتجاجا على تأخر عملية الإعمار (أ.ف.ب)

كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية النقاب عن خطة إسرائيلية قديمة، تهدف إلى تحويل 35 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية، التي جرى تصنيفها سابقا على أنها أراضي دولة تستخدم للتدريبات العسكرية، لأغراض توسيع الاستيطان. وقالت الصحيفة إن «الإدارة المدنية، التابعة للجيش الإسرائيلي، أنهت وسلمت خرائط بهذه المساحات للجهات المختصة لأغراض توسيع الاستيطان، أو بناء مستوطنات عليها».
وتسيطر إسرائيل على مساحات شاسعة من أراضي الضفة، تحت اسم «أراضي دولة»، ويستخدم معظمها في أغراض التدريب العسكري، أو بناء معسكرات. وكانت إسرائيل قد سيطرت على نحو مليون دونم منذ عام 1970 لأغراض عسكرية، قبل أن تتقلص هذه المساحة بعد اتفاقية أوسلو في بداية التسعينات، حيث جرى نقل معسكرات تدريب إلى النقب، وتم الاحتفاظ بأخرى في الضفة. كما أن إسرائيل تمنع الفلسطينيين حتى الآن من الاقتراب من أراضيهم التي تستخدم لأغراض التدريب العسكري، مستغلة في ذلك القانون الدولي الذي يسمح باستخدام بعض الأراضي للأغراض العسكرية فقط. وقد كانت هذه الأراضي لفترات طويلة محل خلاف وصراع سياسي وقانوني بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وحسب ما جاء في «هآرتس» فإن إسرائيل عملت على هذه الخطة منذ عام 1999، وقد أجرت فحصا موسعا على جميع الأراضي لتحييد 35 ألف دونم لصالح المستوطنات، وهو ما شكل عقدة وعقبة أساسية في طريق استئناف المفاوضات، إذ يطالب الفلسطينيون بتجميده تماما، كأحد الشروط للعودة إلى طاولة المفاوضات، لكن الإسرائيليين يرفضون ذلك.
وخلال هذا الأسبوع فقط حولت الحكومة الإسرائيلية أكثر من 200 مليون شيقل إسرائيلي لمستوطنات في الضفة الغربية، بينها مستوطنات نائية في الجنوب، وحرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو على موافقة لجنة المالية في الكنيست الإسرائيلي على تحويل الأموال قبل وقت قليل من حل الكنيست، وهو ما وصفه، أمس، وزير المالية المقال يائير لابيد بأنه رشوة انتخابية تهدف إلى استقطاب وكسب أصوات المستوطنين لصالح نتنياهو.
وفيما تضع إسرائيل خططا لدعم وتوسيع المستوطنات في الضفة، أطلقت أمس حملة في القدس لتنفيذ عمليات هدم منازل عربية، حيث شوهدت طواقم البلدية تقتحم مناطق سلوان، والطور، والعيسوية، والمكبر، وتوزع إخطارات على أصحاب منازل ومحلات عربية لهدمها في وقت لاحق.
وبهذا الخصوص قال مركز معلومات «وادي حلوة» إن «عائلات عويسات وأبو الجمل وعليان والعباسي، وأبو دياب، وزيداني والرشق، تسلمت إخطارات بهدم منازلهم، إضافة إلى إخطارات أخرى بهدم منشآت تجارية في سلوان».
وتعد عمليات هدم المنازل في القدس واحدة من بين عدة سياسات، تتخذها إسرائيل في المدينة للتضييق على الفلسطينيين، وتغيير الوضع الديموغرافي هناك. كما تلجأ إسرائيل إلى سياسة هدم محلات الفلسطينيين، وسحب الهويات، وفرض ضرائب باهظة، إضافة إلى التمييز في تلقي الخدمات المختلفة.
من جانبها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، ما وصفته بـ«الحرب الشاملة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية يوميا ضد القدس ومقدساتها ومواطنيها الفلسطينيين»، محذرة من تصاعدها خلال الانتخابات الإسرائيلية المقبلة.
واستنكرت الخارجية في بيان «سياسة هدم منازل الفلسطينيين التي تمارسها سلطات الاحتلال، كجزء لا يتجزأ من العقوبات الجماعية ضد أهلنا في القدس»، وعدت «استمرار الحكومة الإسرائيلية في تنظيم وتشجيع المتطرفين اليهود، وعصابات المستوطنين على اقتحام المسجد الأقصى، إمعانا إسرائيليا رسميا في الدعوة إلى لحرب الدينية، وتمردا على القانون الدولي وعلى إرادة السلام الدولية، التي تدعو إسرائيل لوقف استفزازها وأنشطتها الاستيطانية».
وانتقدت الخارجية «صمت المجتمع الدولي إزاء جرائم الاحتلال المستمرة في القدس»، ودعت إلى «التحرك العاجل لحماية الشعب الفلسطيني، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بإلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على احترام القانون الدولي واتفاقيات جنيف».
كما طالبت الخارجية من مجلس الأمن الدول، بالتحرك الفوري والعاجل لإنقاذ القدس، وحل الدولتين قبل فوات الأوان.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.