السعودية تبدأ مرحلة «استقلال» الجامعات

تتضمن جامعة الملك سعود والملك عبد العزيز والإمام عبد الرحمن الفيصل

جامعة الإمام عبد الرحمن الفيصل في الدمام (الشرق الأوسط)

تبدأ ثلاث جامعات سعودية شريطة البدء في تفعيل نظام الجامعات الجديد، لتدخل عصر استقلال الجامعات، وتكون باكورة تطبيق النظام في المرحلة الأولى. حيث أعلن وزير التعليم حمد آل الشيخ، أمس، تسمية ثلاث جامعات، وهي: جامعة الملك سعود بالرياض، وجامعة الملك عبد العزيز بجدة، وجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالدمام.
وأكدت وزارة التعليم أن ذلك لن يؤثر على مجانية التعليم في جميع برامج البكالوريوس، مبينة أن نظام الجامعات لم يتطرق إلى أي تعديل أو حجب في مكافآت الطلبة، مع تأكيد الوزارة على استمرار أعضاء هيئة التدريس والموظفين في الجامعات، ممن هم على رأس العمل على أوضاعهم الحالية. ويصف الدكتور عبد الله الجغيمان، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى السعودي، ذلك بأنه نقلة نوعية في تاريخ التعليم العالي في السعودية، قائلاً «على هذه الجامعات مسؤولية كبيرة، حيث تحمل لواء التغيير المنشود والتطور النوعي في التعليم الجامعي وما فوق الجامعي والبحث العلمي في الجامعات». ويؤكد الجغيمان لـ«الشرق الأوسط» أنه بهذا القرار أصبحت هذه الجامعات الثلاث مستقلة استقلالا منضبطاً، وسيتولى مجلس الأمناء لكل جامعة إدارة شؤونها بشكل مباشر، مما يتيح لها الاستقلال المالي والإداري، وتتحمل هي بنفسها مسؤولية تطوير مواردها الذاتية، وتحسين عملياتها التعليمية والبحثية، وتتنافس مع غيرها في جودة مخرجاتها، كما يوضح.
من ناحيته، اعتبر الدكتور عبد الرحمن الشلاش، وهو أكاديمي وكاتب مهتم بشؤون التعليم، استقلال الجامعات من المطالب التي ترددت كثيراً في السنوات الماضية بما في ذلك من آمال وطموحات.
وأشار الشلاش خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى كون الجامعات السعودية مرموقة عالمية وتصدرت قوائم البحث على مستوى العالم، مبيناً أن هذه الجامعات صارت قادرة اليوم على أن تخطو خطوات أوسع. مضيفاً «الاستقلالية تعطي نوعا من التمكين والصلاحيات، إضافة إلى الإبداع في المجال، لأنه دائماً ما نرى البيروقراطية والمركزية تحدان كثيراً من الانطلاقة»، متمنياً أن تعمل الجامعات المستقلة على ما تقتضيه مصلحة الطالب خاصة.
وكان وزير التعليم أكد، أمس، أن الجامعات الثلاث ستتمكن من الاستقلالية المنضبطة في بناء لوائحها الأكاديمية والمالية والإدارية، وإقرار تخصصاتها وبرامجها وفق الاحتياجات التنموية وفرص العمل في المنطقة التي تخدمها، وذلك وفق السياسات العامة التي تقرها الدولة من خلال مجلس شؤون الجامعات.
وأفاد الوزير بأن مجلس شؤون الجامعات اعتمد 23 معياراً و74 مؤشراً لتحديد مدى جاهزية الجامعات لتطبيق نظام الجامعات عليها؛ وفق ثلاثة مجالات تشمل الجوانب الأكاديمية، والإدارية والمالية، وشكلت لجنة للمراجعة والفحص والتدقيق تضم خبراء من عدد من الجامعات لعملية تحليل الجاهزية. وأشار الوزير إلى ترقب انضمام عدد آخر من الجامعات السعودية إلى النظام الجديد مستقبلاً.
جدير بالذكر أن مجلس الوزراء السعودي كان قد أقر نظام الجامعات الجديد في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والذي يمنح الجامعات استقلالية منضبطة، ويتيح لها تفعيل مواردها الذاتية. ويتكوّن النظام من 14 فصلاً ويشتمل على 58 مادة، على أن يبدأ تطبيق النظام بشكل تدريجي على 3 جامعات في المرحلة الأولى.