موسكو تستأنف الطيران الدولي وترفع الحجر الصحي الإلزامي للقادمين

معدلات الانتشار مستقرة... و8 بلدان تفتح حدودها أمام الروس

طاقم طبي ينتظر مرضى بـ«كوفيد - 19» خارج مستشفى بموسكو أول من أمس (إ.ب.أ)
طاقم طبي ينتظر مرضى بـ«كوفيد - 19» خارج مستشفى بموسكو أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

موسكو تستأنف الطيران الدولي وترفع الحجر الصحي الإلزامي للقادمين

طاقم طبي ينتظر مرضى بـ«كوفيد - 19» خارج مستشفى بموسكو أول من أمس (إ.ب.أ)
طاقم طبي ينتظر مرضى بـ«كوفيد - 19» خارج مستشفى بموسكو أول من أمس (إ.ب.أ)

أعلنت السلطات الروسية، أمس، رفع القيود المفروضة على رحلات الطيران الدولي، في أوسع خطوة لاستعادة الحياة الطبيعية بعد مرور أربعة شهور على الإغلاق الكامل. وتزامنت الخطوة مع إعلان ثمانية بلدان إطلاق حركة الطيران مع روسيا.
وأكّدت نائبة رئيس الوزراء الروسي، تاتيانا غوليكوفا، أن عملية رفع القيود عن الرحلات الدولية انطلقت مع الدول التي لا يزيد فيها عدد الإصابات بفيروس «كورونا» عن 40 شخصا بالنسبة إلى مائة ألف مواطن، على ألا يكون معدل الارتفاع اليومي في حصيلة الإصابات فيها خلال الأسبوعين الأخيرين أعلى من واحد في المائة.
وتزامن الإجراء مع إعلان الهيئة الفيدرالية المعنية بحماية حقوق المستهلك عن استبدال نظام الحجر الصحي الإلزامي لمدة 14 يوما للقادمين إلى روسيا من دول أخرى من خلال فحوصات طبية إلزامية، وأوضحت الهيئة أنه سيتعين على المواطنين الأجانب القادمين إلى روسيا حيازة وثائق طبية حديثة تؤكد عدم إصابتهم بـ«كورونا». ولفتت غوليكوفا إلى أن غرفة العمليات الخاصة بمحاربة انتشار فيروس «كورونا» التي تترأسها، بحثت خلال الأسبوعين الماضيين بالتفصيل مسألة استئناف الرحلات، مشيرة إلى أن مناقشة هذا الملف أصبحت ممكنة على خلفية التراجع المستمر على مدى فترة ملموسة في وتيرة تفشي الفيروس في روسيا. وكانت الحكومة الروسية قد علقت الرحلات الجوية الخارجية اعتبارا من 27 مارس (آذار) الماضي، على خلفية تفشي الفيروس.
وتزامن الإعلان الروسي عن فتح المطارات مع تأكيد ثمانية بلدان استعدادها لاستقبال السائحين الروس «مع الالتزام بشروط محددة». وقالت مايا لوميدزي، المديرة التنفيذية لرابطة منظمي الرحلات السياحية الروسية، إن تركيا ومصر وكوبا وجمهورية الدومينيكان والمكسيك وجزر المالديف وكرواتيا والإمارات، أبلغت الجانب الروسي باستعدادها لاستقبال أفواج سياحية. وسيحتاج الزائرون الروس إلى إبراز شهادات تؤكد خلوهم من المرض لدى وصولهم، كما سيخضعون لقياس الحرارة عند عبور الحدود. ولفتت المسؤولة الروسية إلى أنه في بعض البلدان، ثمة متطلبات إلزامية إضافية بينها تحميل تطبيق يمكن من تتبع موقع السائح (الإمارات)، أو تعبئة استمارة خاصة على الحدود (المكسيك).
وتأمل الهيئة الروسية للرقابة في أن تتسع هذه اللائحة بحلول نهاية الشهر الجاري. وتزامن إعلان بدء تخفيف قيود السفر، مع تأكيد وزارة الدفاع الروسية أمس، أن نتائج الدراسات التي أجرتها بالتعاون مع مركز «غامالي» الوطني لبحوث علم الأوبئة والأحياء الدقيقة، تشير إلى أن اللقاح الروسي ضد الفيروس، الذي تمت تجربته خلال الأسابيع الأخيرة «آمن ولم يتم تسجيل أي مؤشرات سلبية على المتطوعين للاختبارات».
وقال بيان أصدرته الوزارة إنه «بعد 28 يوما من بدء التجارب على اللقاح، لا تزال العلامات الحيوية للمتطوعين ضمن الحدود الطبيعية، ولم يتم تسجيل أي مؤشرات سلبية خطيرة أو شكاوى صحية أو مضاعفات أو ردود فعل سلبية». وأوضحت الوزارة أن المجموعة الأولى من المتطوعين المشاركين في اختبارات اللقاح، تم إخراجها من مستشفى بوردنكو العسكري. وأضافت الدفاع الروسية، أنه سيتعين على المتطوعين في اليوم الثاني والأربعين بعد اللقاح الأول، العودة إلى المستشفى ليوم واحد للخضوع لفحوص التشخيص الطبي النهائي، وكذلك إعداد جميع الوثائق اللازمة. وكانت وزارة الصحة الروسية، منحت منتصف الشهر الماضي إذناً لإجراء التجارب السريرية على اللقاح في مستشفى «بوردينكو» العسكري.
إلى ذلك، واصلت معدلات الانتشار في روسيا استقرارها للأسبوع الثالث على التوالي، وبرغم أن الأرقام ما زالت كبيرة نسبيا بمعدل يومي لا يقل عن ستة آلاف إصابة، لكن استقرار هذه المعدلات دفع السلطات إلى إبداء ارتياح واسع بسبب عدم وقوع انتكاسة بعد سلسلة من الفعاليات الحاشدة التي شهدتها روسيا الشهر الماضي.
وأعلنت السلطات الصحية الروسية، أمس، عن تسجيل 156 وفاة و6422 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» المستجد خلال الساعات الـ24 الأخيرة، مقابل 175 وفاة و6248 إصابة في اليوم السابق. وبذلك يبلغ حجم الإصابات المؤكدة في روسيا 746 ألف حالة، منها 11770 حالة وفاة. فيما بلغ إجمالي عدد المتعافين في البلاد 523249 شخصا.
وأعلنت روسيا التي تحتل المرتبة الرابعة عالميا في معدلات الانتشار الإجمالية بعد الولايات المتحدة والبرازيل والهند، أنها أجرت 23.7 مليون فحص لتشخيص الإصابات بـ«كورونا».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».