إطلاق سراح أكاديمي انتقد الرئيس الصيني بعد أسبوع من احتجازه

الأكاديمي الصيني شو جانغرون (صحيفة ساوث شينا مورنينغ بوست)
الأكاديمي الصيني شو جانغرون (صحيفة ساوث شينا مورنينغ بوست)
TT

إطلاق سراح أكاديمي انتقد الرئيس الصيني بعد أسبوع من احتجازه

الأكاديمي الصيني شو جانغرون (صحيفة ساوث شينا مورنينغ بوست)
الأكاديمي الصيني شو جانغرون (صحيفة ساوث شينا مورنينغ بوست)

أطلقت السلطات الصينية سراح أكاديمي كتب موضوعاً حمّل فيه استبدادية الرئيس شي جينبينغ والرقابة التي تمارسها حكومته مسؤولية تفشي وباء «كوفيد - 19». وذلك بعد نحو أسبوع على اعتقاله، وفق ما أفاد أصدقاؤه وكالة الصحافة الفرنسية.
واقتادت مجموعة تضم أكثر من 20 شخصاً أستاذ القانون في جامعة «تسينغ - هوا» شو جانغرون من منزله في العاصمة بكين في السادس من يوليو (تموز)، وفق ما أفاد مقرّبون منه.
وأكد اثنان من أصدقائه لوكالة الصحافة الفرنسية طلبا عدم الكشف عن هويتيهما أنه عاد إلى منزله أمس (الأحد) وكان بصحة جيّدة.
وكتب شو في موضوع نشرته مواقع إلكترونية خارج البلاد أن النظام الصيني في عهد شي «يدمّر بنية الحكم». وأفاد بأن غياب الانفتاح يساهم في تفشي فيروس كورونا المستجد الذي ظهر أول مرة في الصين أواخر العام الماضي قبل أن ينتشر في العالم بعدما حاول مسؤولون في الحزب الشيوعي الحاكم التعتيم على أولى الأنباء التي تحدّثت عن العدوى.
ولم يتضح بعد أن كانت السلطات ستتخذ إجراءات إضافية بحق شو.
ولم ترد شرطة بكين على طلب الصحافة الفرنسية الحصول على تعليق الاثنين.
وأفاد أحد أصدقاء شو وكالة الصحافة الفرنسية في السادس من يوليو (تموز) أن شخصاً عرّف نفسه على أنه شرطي اتصل بزوجة الأكاديمي لإبلاغها بأنه تم توقيفه للاشتباه بتورطه في تسهيل الدعارة. ووصف المصدر التهم بحق شو بـ«السخيفة والمعيبة». وقال انّ شو وضع رهن الإقامة الجبرية قبل أسبوع على اعتقاله. ويعرف عن الأستاذ الجامعي انتقاده الحكومة علناً، وهو أمر نادر في الأوساط الأكاديمية التي تخضع لرقابة مشددة في الصين.
وسبق أن تحدّث شو في موضوع آخر انتشر على الإنترنت ضد إلغاء الحد الأقصى لعدد الولايات الرئاسية في 2018. في إجراء يتيح لشي الحكم مدى الحياة.
وبعدما ذكرت تقارير أنّ جامعة «تسينغ - هوا» منعت شو من التدريس والقيام بأبحاثه في عام 2019. أرسل المئات من خريجي الجامعة والأكاديميين من حول العالم عريضة إلكترونية تطالب بإعادته.
ووصفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي اعتقال شو بأنه انتهاك لحقوق الإنسان وسط دعوات لإطلاق سراحه.
وقال الباحث المتخصص بالشأن الصيني لدى «هيومن رايتس ووتش» ياكوي وانغ إن «الإفراج عن الأستاذ شو خبر جيد، لكن ما كان ينبغي اعتقاله في الأساس».
ووصف تهمة الدعارة التي ألصقت بشو بـ«المضحكة»، مشيراً إلى استخدام الحكومة هذا النوع من التهم لتشويه سمعة معارضيها وإسكاتهم.
ويعد شو الأخير ضمن قائمة مثقّفين الذين تم استهدافهم في إطار حملة شي الأمنية على معارضيه من مختلف مناحي الحياة العامة.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.