سيكون ملعب «سان باولو» اليوم على موعد مع مواجهة مثيرة، في المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري الإيطالي لكرة القدم، بين نابولي وميلان اللذين لا يفصل بينهما في المركزين السادس والسابع على التوالي سوى نقطتين، علماً بأن الأول ضمن مشاركته القارية في «يوروبا ليغ» نتيجة إحرازه لقب الكأس على حساب يوفنتوس.
ومن خلال انتصارين رائعين في غضون أربعة أيام، أسعد فريق ميلان الإيطالي جماهيره، ولكن هذين الانتصارين لم يخرجا النادي العريق من حالة الحيرة والارتباك بشأن خططه للموسم المقبل. وتتضمن خطط ميلان للموسم المقبل تغيير المدرب الحالي للفريق، وربما تشمل التغييرات مسؤولين آخرين بالنادي بينما يحلم المشجعون الآن بتكرار المواسم الذهبية للفريق على مستوى المسابقات المحلية والأوروبية.
وقلب ميلان تأخره بهدفين نظيفين أمام يوفنتوس حامل اللقب ومتصدر جدول المسابقة إلى فوز كبير 4 - 2 الثلاثاء الماضي بفضل ثلاثة أهداف في غضون خمس دقائق وهدف متأخر في المباراة. وجاء هذا الفوز بعد ثلاثة أيام فقط من الفوز الكبير 3 - صفر على لاتسيو صاحب المركز الثاني في جدول الدوري الإيطالي. وكان الفوز على يوفنتوس هو الثاني على التوالي لميلان والرابع مقابل تعادل واحد فقط في خمس مباريات خاضها الفريق منذ استئناف فعاليات الموسم الحالي في 22 من الشهر الماضي بعد فترة توقف لأكثر من ثلاثة أشهر بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا.
ويتطلع ميلان إلى حجز مقعد له في دور المجموعات بمسابقة الدوري الأوروبي في الموسم المقبل. لكن استعدادات الفريق قبل مواجهة يوفنتوس الثلاثاء صاحبتها بعض التقارير التي تؤكد تعاقد النادي في الموسم المقبل مع المدرب الألماني رالف رانغنيك ليتولى منصبي المدير الفني للفريق والمدير الرياضي مما يعني إقالة المدرب ستيفانو بيولي وأيقونة الكرة الإيطالية باولو مالديني الذي قضى 25 موسماً كلاعب في صفوف ميلان. وقال مالديني قبل دقائق من مباراة الفريق أمام يوفنتوس: «هل سيكون هناك مكان لي ؟ لا أعلم. أود إنهاء هذا الموسم بشكل جيد... ما زالت أمامنا العديد من المباريات. يمكننا تحقيق بعض النتائج الجيدة. وبعدها، يمكننا التفكير في مستقبلنا».
وتولى بيولي تدريب الفريق في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي خلفاً للمدرب ماركو جانباولو. ولدى سؤاله مؤخراً عن الموسم المقبل، أكد بيولي أنه يركز في الموسم الحالي والمباريات التي يخوضها الفريق في الوقت الحالي. وقال بيولي: «أترقب نهاية الموسم بشكل جيد وتحقيق النتيجة التي نصبو إليها (بحجز مقعد في مسابقة الدوري الأوروبي)... رغبتي هي التدريب. أود الوجود مع فرق أجيد معها ووجدت هذا الفريق. وسنرى الوضع في 3 أغسطس (آب) المقبل (اليوم التالي لنهاية فعاليات الدوري)».
وقاد بيولي فريق ميلان من المركز الرابع عشر إلى احتلال المركز السادس حالياً وتقديم مستويات رائعة في المباريات الأخيرة للفريق بعد استئناف فعاليات الموسم رغم ضغط المباريات وتواليها. كما نجح المهاجم السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش، الذي انضم للفريق في يناير (كانون الثاني) الماضي في الاندماج مع كتيبة اللاعبين الشبان بالفريق.
والآن، يتساءل مشجعون ومعلقون عن الهدف من البدء مجدداً من الصفر، وإن كان ذلك في ظل المدرب المتميز رانغنيك على نطاق واسع. وسبق لرانغنيك أن تولى تدريب فرق هوفنهايم وشالكه ولايبزغ الألمانية، كما كان مديراً رياضياً في ناديي ريد بول سالزبورغ ولايبزغ المملوكين لشركة «ريد بول» لمشروبات الطاقة التي يمثلها راغنيك حالياً مديراً لشؤون الرياضة وتنمية كرة القدم. وأصبح تغيير المدربين في ميلان أمراً متكرراً ومستمراً منذ انتهاء مسيرة المدرب ماسيميليانو أليغري مع الفريق في 2014 بعد ثلاثة أعوام ونصف العام قضاها مع الفريق، حيث قاد خلالها ميلان للفوز بآخر ألقابه في الدوري الإيطالي وذلك في 2011. وبعد رحيل أليغري عن قيادة الفريق، تناوب على تدريب ميلان كل من ماورو تاسوتي وكلارنس سيدورف وفيليبو إنزاغي وسينيسا ميهايلوفيتش وكريستيان بروكي وفنشنزو مونتيلا وجينارو غاتوزو. ولكن الفريق كان يفشل دائماً في التأهل لدوري الأبطال الأوروبي، علماً بأن الفريق أحرز لقب هذه البطولة الأوروبية سبع مرات سابقة منها خمس مرات خلال مسيرة مالديني كلاعب في صفوف الفريق. وفي 2019. لم يستطع ميلان خوض فعاليات مسابقة الدوري الأوروبي بسبب خرق قواعد اللعب المالي النظيف رغم كون النادي مملوكاً لشركة «إليوت» الأميركية العملاقة. وعينت «إليوت» إيفان غازيديس مديراً إدارياً لميلان في 2018 ولكن غازيديس، الذي كان مسؤولاً سابقاً بنادي آرسنال الإنجليزي، لم يستطع إيجاد مسار ثابت للنادي. وكشفت الجماهير عن سخطها عندما استقال زفونيمير بوبان كبير مسؤولي كرة القدم في مارس (آذار) الماضي بسبب خلافات مزعومة مع غازيديس ولن يتحسن مزاج الجماهير حال ترك مالديني مكانه. والأسوأ من هذا أن الجماهير لا تستطيع الوجود في الاستاد لتحية بيولي واللاعبين وذلك بسبب الإجراءات الوقائية الصارمة المطبقة بسبب أزمة وباء كورونا.
ويُنظر إلى بيولي، الذي يحظى باحترام كبير، بأنه مدرب رحالة فقد عمل المدرب البالغ عمره 54 عاماً مع العديد من الأندية الإيطالية على مدار نحو 20 عاماً وتضمن ذلك قيادة لاتسيو وفيورنتينا وإنتر ميلان لكنه لم يحصد أي لقب. وينظر في المقابل إلى رانغنيك باعتباره يملك رؤية وأحد أبرز المدربين في تنفيذ الضغط المتقدم.
ميلان يعيش بين صحوة متأخرة ومستقبل غامض
الفريق ومشجعوه يحلمون بتكرار المواسم الذهبية على مستوى المسابقات المحلية والأوروبية
ميلان يعيش بين صحوة متأخرة ومستقبل غامض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة