«المستقبل» و«الاشتراكي» يهاجمان الحكومة ورئيسها

TT

«المستقبل» و«الاشتراكي» يهاجمان الحكومة ورئيسها

انهالت الانتقادات السياسية للحكومة اللبنانية، واتهمها رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط، بأنها لم تقدم على خطوة واحدة تسهم في تخفيف تداعيات الأزمة، كما دعا عضو «كتلة المستقبل» نزيه نجم، رئيس الحكومة حسان دياب، للرحيل، في مقابل دفاع عن الحكومة وهجوم على أخصامها شنه وزير الصناعة عماد حب الله بالقول إن «حكومتنا صابرة وتعمل بإصرار».
وقال تيمور جنبلاط، نجل رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، «في ظل كل هذه التراكمات الثقيلة التي تخنق حياة اللبنانيين، فإنّ الحكومة لم تقدم على خطوة واحدة تسهم في تخفيف تداعيات الأزمة وأعبائها على المواطنين، بل نراها تتخذ الخطوات التي تعمّق المشكلة المالية والمعيشية، وقد فشلت في كل ما يجب فعله لوقف الانهيار».
وتلاقى هذا الموقف مع تصريح للنائب نزيه نجم، دعا فيه دياب «للرحيل لأنه فشل في إدارة الملفات الحساسة المطروحة على الساحة اللبنانية راهناً». وتساءل نجم: «من أين أتى دياب بتحقيق نسبة 97 في المائة من الإنجازات، وعن أي إنجازات يتحدث؟»، وأكد أن دياب «كان يدرك مسبقاً حجم المشكلات التي تمر بها البلاد، وكان الأجدى به أن يبقى حيث هو، وأن تتولى شخصية أخرى هذا المنصب»، مشيراً إلى أنه على رئيس الحكومة العمل على حل المشكلات المطروحة، «فنحن وقفنا إلى جانبه، وأعطيناه مع حكومته فترة سماح، مع إدراكي المسبق أنه لن ينجح، ولكن اليوم لم يعد مقبولاً السكوت عن المحاصصة التي تضرب في عمق الدولة».
بدورها، اعتبرت عضوة «كتلة المستقبل» النائبة رولا الطبش، أن «التحديات اليوم هي في معظمها نتيجة السياسات الكيدية والانتقامية والمحاصصية لهذه الحكومة، التي ضربت رقماً قياسياً في معاداة شعبها، فلم تترك صديقاً للبنان في الخارج إلا وعادته، ولا شريكاً حقيقياً في الداخل إلا وحاربته، والمفاوضات مع صندوق النقد كشفت زيف كل ما قالته هذه الحكومة، خصوصاً رئيسها الذي لم يترك مناسبة إلا وأشبعنا فيها كلاماً عن مؤامرات وأشباح وانقلابات».
هذا الهجوم، قابله دفاع عن الحكومة من وزير الصناعة عماد حب الله، عبر حسابه في «تويتر»، قائلاً: «لمن يحملون المسؤولية لحكومتنا، نصيحة، وبالأقل حتى يبين وكأنكم موضوعيون، من الجيد أن تلمحوا إلى الحقيقة التي تعرفونها جيداً، وهي أن حكومتنا تحاول إزالة وسخ حكومات كنتم فيها ودعمتموها»، مضيفاً: «حكومتنا صابرة وتعمل بإصرار». وقال في تغريدة أخرى: «للذين يضعون أنفسهم في موقع المحاضرين ضد سياسات حكومتنا بفيديوهات غير موفقة، هاتوا اقتراحاتكم. فحكومتنا تتابع الموضوع وتقف وقفة حق ولم ترم ربع موظفيها في الشارع».
وجاءت تلك السجالات في مقابل انتقاد أقل حدة من عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب أنور الخليل، الذي توقف عند تصريح وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، «ساعدونا لنساعدكم». وقال: «كلام الوزير الفرنسي وانتقاده للحكومة جاء موجعاً ومباشراً. سقف خطاب الوزير الفرنسي كان عالياً، إذ صرح أمام زملائه النواب بأن الحكومة اللبنانية لم تبدأ حتى الآن بالمعالجات المطلوبة والملحة، لا في الكهرباء، ولا في تأمين استقلالية القضاء، ولا في قانون آلية التعيينات، ولم تحقق أي تقدم في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي». وتوجه بسؤال للحكومة ورئيسها: «هل ستستجيبون إلى صرخة وزير خارجية فرنسا المحب للبنان، الذي أنهى خطابه أمام البرلمان الفرنسي بكلمتين تمسان مشاعر كل لبناني بالصميم: ساعدونا لنساعدكم؟».



غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
TT

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)
عنصر حوثي خلال تجمُّع في صنعاء يحمل مجسماً يحاكي طائرة من دون طيار (إ.ب.أ)

في الوقت الذي جدد فيه المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة المدعومة من إيران مستهدفة محافظتي الحديدة والبيضاء.

جاءت هذه التطورات في وقت أفادت فيه هيئة بريطانية مختصة بالأمن البحري بأن سفينة أبلغت عن تعرُّضها لهجمات لم تصبها أثناء وجودها في جنوب البحر الأحمر، حيث يشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن منذ نحو عام تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

في هذا السياق، أفاد مكتب غروندبرغ في بيان، الثلاثاء، بأنه التقى في مسقط بكبار المسؤولين العُمانيين والمتحدث باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها محمد عبد السلام.

وبحسب البيان، ناقش المبعوث الأممي التدابير اللازمة لمعالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن، وتحسين الظروف المعيشية، والاستجابة للتطورات الإقليمية. كما استكشفت المناقشات سبل تعزيز الالتزامات نحو عملية سياسية يمنية شاملة.

وفي اجتماع غروندبرغ مع المتحدث باسم الحوثيين، ذكر البيان أنه طالب أيضاً بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من المعتقلين تعسفياً.

ويأمل المبعوث الأممي أن تقود جهوده إلى تحقيق اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي ازدادت تعقيداً مع هجمات الحوثيين البحرية ضد السفن وتصعيدهم إقليمياً، وهو ما أدى إلى تجمد التوصل إلى اتفاق للسلام.

غارات غربية

ضمن العمليات التي تقودها واشنطن في اليمن منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، أقرت الجماعة المدعومة من إيران بتلقيها، الثلاثاء، غارات لليوم الرابع على التوالي، وصفتها بـ«الأميركية البريطانية».

ونقل إعلام الحوثيين أن 3 غارات استهدفت منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.

واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

وإذ لم تشر الجماعة إلى الأضرار الناجمة عن هذه الغارات، قالت إن غارة استهدفت سيارة في مديرية الصومعة في محافظة البيضاء، كما استهدفت غارتان نفذتهما طائرة أميركية من دون طيار أهدافاً في مديرية ذي ناعم والصومعة في المحافظة نفسها الواقعة إلى الجنوب الشرقي من صنعاء.

وكانت الجماعة اعترفت أنها تلقت، الاثنين، 7 غارات، وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.

وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.

صاروخ استعرضته الجماعة الحوثية في صنعاء (رويترز)

وفي حين بلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي؛ لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة، في رسالة استعراضية فُهمت على أنها موجَّهة إلى إيران بالدرجة الأولى.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

هجوم دون أضرار

في سياق التصعيد الحوثي ضد السفن، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على مسافة 70 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن أبلغت، الثلاثاء، عن انفجارات عدة في محيطها.

وبينما أضافت الهيئة أنه لم يتم الإبلاغ عن أي أضرار بالسفينة، وأن الطاقم بخير، لم تتبنَّ الجماعة الحوثية من جهتها المسؤولية عن هذه الهجمات على الفور.

يشار إلى أنه منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

ويتهم مراقبون يمنيون الجماعة الحوثية بأنها وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية؛ إذ كان الطرفان قد وافقا، أواخر العام الماضي، على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعُمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن، وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

وخلال الأشهر الماضية تبنّت الجماعة إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

من آثار الضربات الإسرائيلية على مدينة الحديدة اليمنية الخاضعة للحوثيين (أ.ف.ب)

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة؛ وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.