استخراج الحمض النووي من ذبابة مصرية قديمة

وسام «الثلاث ذبابات» للملكة أياح حتب (متحف الأقصر)
وسام «الثلاث ذبابات» للملكة أياح حتب (متحف الأقصر)
TT

استخراج الحمض النووي من ذبابة مصرية قديمة

وسام «الثلاث ذبابات» للملكة أياح حتب (متحف الأقصر)
وسام «الثلاث ذبابات» للملكة أياح حتب (متحف الأقصر)

ربما يبدو غريباً أن تكون الذبابة المنزلية، والمعروفة علمياً باسم «موسكا دومستيكا»، موضعاً لدراسة تستهدف استخراج الحمض النووي الخاص بها؛ لكن المعلومات التي حصل عليها فريق بحثي بريطاني عن العلاقات بين مصر القديمة والعالم عبر دراسة الذبابة، ربما قد تساعد في إزالة الحيرة والتعجب.
وخلال الدراسة التي تنشر في عدد الشهر القادم من دورية «جورنال أوف أركيولوجيكال ساينس»، وتم نشر ملخص عنها قبل أيام بالموقع الإلكتروني للدورية، نجح الفريق البحثي من كلية «علوم الأرض» بجامعة «إدنبرة»، وقسم الآثار بجامعة «دورهام»، ومعهد «ماكدونالد» للبحوث الأثرية بجامعة «كامبريدج»، في استخراج الحمض النووي الميتوكوندري من الذبابة المنزلية (موسكا دومستيكا) التي تم العثور عليها في منطقة قصر إبريم بالنوبة (على الضفة الشرقية للنيل شمال شرقي مدينة أبو سمبل بمحافظة أسوان جنوب مصر)، ثم قاموا بمقارنة التطور الوراثي للذبابة المصرية القديمة مع الذباب الحديث، ووجدوا أنها متشابهة وراثياً مع الذباب الحديث، الموجود في مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة والمملكة العربية السعودية والهند.
ويقول الباحثون في مقدمة دراستهم، إنه «يمكن تفسير هذه النتائج بالقول إن هذا التشابه الوراثي يكشف عن وجود غزوات وروابط بيولوجية عبر البحر الأحمر، من مصر إلى شبه الجزيرة العربية، وتبادلات تجارية بين الهند ومصر، وهو ما يعني أن دراسة أنواع الحشرات المخلقة يمكن أن تخبرنا عن الحركة البشرية والتجارة والبيئات الماضية».
وأضاف الباحثون أن «استخراج الحمض النووي من الحشرات القديمة ليس أمراً معتاداً، ولكن دراستهم أثبتت أنه من الممكن فعل ذلك؛ حيث تم تقييم تأثير المتغيرات التجريبية المختلفة على استرداد الحمض النووي القديم، مما يؤكد أنه من الممكن استخراجه، مع الحفاظ على الهيكل الخارجي للحشرة».
ويذكر أن الذباب المنزلي، وهو حشرة لحوحة تصنف ضمن قائمة الحشرات الأكثر إزعاجاً وسوءاً في العالم، كان لها وضع مختلف عند المصري القديم الذي وجد في صفة الإصرار الموجودة عندها مبرراً ليجعلها تمثل أحد أرفع الأوسمة التي تمنح للعسكريين والجنود العظام.
وكانت الملكة أياح حتب، زوجة الملك سقنن رع التي تعود إلى نهاية الأسرة السابعة عشرة، ووالدة أحمس، أول من حاز وسام «الثلاث ذبابات» لدورها في دحر الهكسوس عن مصر.


مقالات ذات صلة

الوجبة الأخيرة القاتلة: أسرار حياة ونفوق تمساح مصري محنّط

يوميات الشرق المومياء تعود إلى فترة تتراوح بين 2000 و3000 سنة حينما كان تحنيط الحيوانات في مصر القديمة في ذروته (جامعة مانشستر)

الوجبة الأخيرة القاتلة: أسرار حياة ونفوق تمساح مصري محنّط

كشف الباحثون، أخيراً، رؤى جديدة ومثيرة حول حياة ونفوق تمساح مصري قديم محنّط، مسلطين الضوء على وجبته الأخيرة وتفاصيل أخرى مذهلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا إحدى القطع الأثرية التي عرضت بمزادات خارجية (الدكتور عبد الرحيم ريحان)

مصر: تحرك برلماني لمواجهة بيع الآثار «أونلاين»

عادت قضية الاتجار في الآثار المصرية إلى الواجهة من جديد، بعد تحرك برلماني لمواجهة بيع الآثار «أونلاين» عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

محمد الكفراوي (القاهرة )
سفر وسياحة تلسكوب برج القاهرة يمنحك رؤية بانورامية للقاهرة (الهيئة العامة للاستعلامات)

من أعلى نقطة... إطلالات بانورامية على القاهرة

تتمتع القاهرة بمزيج فريد من التاريخ العريق والحياة العصرية النابضة، ما يجذب إليها ملايين الزوار من حول العالم، الذين يبحثون ويفتشون عن سحرها كل من منظوره الخاص.

محمد عجم (القاهرة )
يوميات الشرق يقول أحد العلماء إنه حل لغز «لعنة توت عنخ آمون» بعد أكثر من 100 عام (رويترز)

بعد 100 عام... دراسة تقدم تفسيراً لـ«لعنة مقبرة توت عنخ آمون»

مستويات الإشعاع السامة المنبعثة من اليورانيوم والنفايات السامة ظلت موجودة داخل المقبرة منذ أن تم إغلاقها قبل أكثر من 3000 عام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق أيقونات البشارة في متحف شرم الشيخ بمصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض مصري للأيقونات القبطية يوثّق أحداث «عيد البشارة»

بجوار الركن البيزنطي في قاعة الحضارات بمتحف شرم الشيخ (شرق مصر)، نظمت إدارة المتحف معرضاً للأيقونات القبطية.

محمد الكفراوي (القاهرة)

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا
TT

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)