توتر واحتجاجات في أثينا لزيارة رئيس الوزراء التركي

بابولياس يطلب من أوغلو ضرورة اتباع علاقات حسن الجوار

رئيس الوزراء اليوناني أنطونيوس ساماراس يوقع مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو اتفاقية خلال زيارته لأثينا أمس (إ. ب.أ)
رئيس الوزراء اليوناني أنطونيوس ساماراس يوقع مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو اتفاقية خلال زيارته لأثينا أمس (إ. ب.أ)
TT

توتر واحتجاجات في أثينا لزيارة رئيس الوزراء التركي

رئيس الوزراء اليوناني أنطونيوس ساماراس يوقع مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو اتفاقية خلال زيارته لأثينا أمس (إ. ب.أ)
رئيس الوزراء اليوناني أنطونيوس ساماراس يوقع مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو اتفاقية خلال زيارته لأثينا أمس (إ. ب.أ)

تسود العاصمة اليونانية أثينا حالة من التوتر والاحتجاجات بدأت أول من أمس الجمعة وتستمر حتى اليوم الأحد، بالتزامن مع الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس الوزراء التركي أحمد داود وأغلو إلى أثينا، وأيضا مع تنظيم تجمعات ومسيرات احتجاجية إحياء للذكرى السادسة لمصرع الصبي أليكسي غريغوروبولوس على يد شرطي عام 2008 أطلق عليه النار وأرداه قتيلا، كما تصل الاحتجاجات إلى ذروتها اليوم الأحد السابع من ديسمبر (كانون الأول) مع مناقشة ميزانية العام المقبل 2015 والتصويت عليها في البرلمان، حيث تنظم النقابات تجمعا احتجاجيا في ميدان سيندغما قبالة مبنى البرلمان.
وفرضت الشرطة اليونانية إجراءات أمنية مشددة، بسبب زيارة داود وأغلو، وأغلقت شرطة المرور العديد من محطات مترو الأنفاق وسط أثينا لدواع أمنية، كما منعت التجمهر في المناطق المحيطة بتحرك رئيس الوزراء التركي، إلا أن العديد من التحالفات السياسية أكدت المشاركة في التظاهر والتجمهر، ولذلك دعا وزير الأمن العام فاسيليس كيكيلياس الجميع للالتزام بالقانون.
من جهة أخرى، استولت مجموعة من الفوضويين اللاسلطويين على مبنى الاتحاد العام لعمال اليونان بشارع باتيسيون وسط أثينا، تضامنا في ما يبدو مع أحد المتهمين بالسطو والسرقة وارتكاب عمليات إرهابية، وهو نيكوس رومانو صديق الصبي الذي قتل على يد الشرطة والمشار إليه. ورفض الفوضويون الخروج من مبنى الاتحاد، كما استولت بعض المجموعات الأخرى على مبان ومؤسسات مختلفة تضامنا مع الأحداث الساخنة التي تشهدها أثينا حاليا.
وفي مستهل زيارة أوغلو لليونان، استقبله الرئيس اليوناني كارلوس بابولياس في قصر الرئاسة. وأعرب بابولياس خلال اللقاء عن أمانيه أن تعقد اجتماعات مجلس التعاون التركي اليوناني رفيع المستوى بشكل ناجح، لافتا إلى أن الاجتماعات من شأنها تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال الرئيس اليوناني «إن تلك الاجتماعات ستسهم في تطوير علاقات حسن الجوار». وتوجه بابولياس بكلامه لداود أوغلو قائلا «سيادة رئيس الوزراء؛ نحن بلدان جاران جيدان، وسنبقى كذلك، ومن أجل استمرار ذلك يجب وجود علاقات حسن الجوار».
بدوره، قال داود أوغلو إن الشيء الذي لا يمكن تغييره أبدا هو الجوار الجغرافي. وأشار إلى أنه دعا بابولياس لزيارة تركيا؛ إبان توليه منصب وزير الخارجية، وأنه يرغب في إعادة تلك الدعوة حاليا بصفته رئيسا للوزراء.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.