«كورونا» يحجّم وظيفة المرشد مع انتعاش السياحة في السعودية

قرية رجال ألمع جنوب السعودية (تصوير: عبد العزيز مخافة)
قرية رجال ألمع جنوب السعودية (تصوير: عبد العزيز مخافة)
TT

«كورونا» يحجّم وظيفة المرشد مع انتعاش السياحة في السعودية

قرية رجال ألمع جنوب السعودية (تصوير: عبد العزيز مخافة)
قرية رجال ألمع جنوب السعودية (تصوير: عبد العزيز مخافة)

«الناس مقبلة على السياحة المحلية، بلا مرشد سياحي». بهذه الكلمات تصف عبير النجار، مرشدة سياحية مرخصة في السعودية، حال القطاع الذي عاد للنهوض بقوة في الآونة الأخيرة بعد عودة الحياة الطبيعية في البلاد بحذر، إلا أنّ هذا الانتعاش الكبير رافقه بعض التوجّس من مرافقة المرشد السياحي، تطبيقاً لمبدأ التباعد الاجتماعي تحرزاً من تفشي فيروس «كورونا» المستجد.
وتتابع النجار، التي تزاول المهنة في منطقة المدينة المنورة، أن كثيرين يطلبون إرسال الأماكن السياحية في المدينة، رافضين خروج المرشد السياحي معهم، بحيث يتجوّلون بمفردهم، فهناك تخوّف احترازي ملحوظ. وتؤكد أنّ شبكات التواصل الاجتماعي على الهواتف الذكية أكملت الأمر بعد أن أصبحت النافذة التي يعتمد عليها الناس حالياً لمعرفة المواقع السياحية.
ويتزامن ذلك مع الانتعاش غير المسبوق الذي تشهده هذه الأيام السياحة الداخلية، على اعتبار أنها الملاذ الآمن في زمن «كورونا»، حيث يتسابق السعوديون على السؤال عن الفنادق والمطاعم والوجهات السياحية والأثرية في شبكات التواصل الاجتماعي، للاكتفاء بجهودهم الذاتية أثناء الجولات السياحية، عوضاً عن مرافقة مرشد سياحي يعينهم على ذلك، علماً بأن مهنة الإرشاد السياحي تعد من المهن الحرة التي ترتبط بالأجر نظير عدد من الساعات مُتفق عليه.
ويوضح فواز الرشيدي، المدير التنفيذي للجمعية السعودية للإرشاد السياحي، لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً إنّ السعودية تضم حالياً نحو 650 مرشدا ومرشدة مرخصين للعمل، مؤكداً أن عودة انتعاش القطاع السياحي تقابلها كثير من الفرص لهم، بعد توقف سابق دام لأشهر بسبب الإجراءات الاحترازية لفيروس «كورونا» المستجد.
وعلى ما يبدو فإنّ شكل التعاطي السياحي ما بعد «كورونا» مختلفاً عمّا سبقه بصورة عامة، إذ يوضح عدد من السيّاح السعوديين الذين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أنّهم أصبحوا يفضلون السفر البري في السيارة مقارنة بالطيران الجوي، على اعتبار أنّها أكثر أمانا وخصوصية، رغم مشقة الطريق وطولها. في حين يجمع معظم السياح على أنّ المواقع المعتدلة جواً، خاصة في جنوب البلاد، هي الوجهة المنعشة الأكثر جاذبية لهم في هذه الأيام.
جدير بالذكر أنّ وزارة السياحة والهيئة السعودية للسياحة أعلنتا عن إطلاق صيف السعودية (تنفس) لاكتشاف الوجهات السياحية المتعددة في البلاد وما تحويه من كنوز تاريخية وطبيعية وثقافية، ويستمر إلى 30 سبتمبر (أيلول) المقبل، ويركز على نقاط جذب سياحية متنوعة في السعودية بما يتوافق مع طبيعة المكان وطقسه في عشر وجهات سياحية هي: الرياض، والشرقية، وتبوك، والباحة، وعسير، وجدة، والطائف، وينبع، وأملج، ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.