تسريب ملفات «سوني» السرية وقرصنة أفلامها قبل العرض

أدى إلى مشاهدة عدد من أفلام الشركة وهي بحال جيدة

«لا زلت أليس» بطولة جوليان مور.. الفيلم الذي قد يمكنها من الفوز بالأوسكار قريبًا
«لا زلت أليس» بطولة جوليان مور.. الفيلم الذي قد يمكنها من الفوز بالأوسكار قريبًا
TT

تسريب ملفات «سوني» السرية وقرصنة أفلامها قبل العرض

«لا زلت أليس» بطولة جوليان مور.. الفيلم الذي قد يمكنها من الفوز بالأوسكار قريبًا
«لا زلت أليس» بطولة جوليان مور.. الفيلم الذي قد يمكنها من الفوز بالأوسكار قريبًا

في الخامس والعشرين من هذا الشهر ينطلق في صالات لبنان والولايات المتحدة عرض فيلم كوميدي من إخراج سث روغن وإيفان غولدبيرغ عنوانه «المقابلة» وفحواه أن صحافيين أميركيين (جيمس فرانكو وروغن) رضيا بالعمل لصالح الحكومة الأميركية واغتيال الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أن، خلال المقابلة المنتظرة بينهما وبينه.
أخبار الفيلم كانت تسربت إلى الحكومة الكورية الشمالية فأعربت عن غضبها واعتبرت الفيلم «فعل حرب». وقبل قرابة أسبوع بحث المحققون الفيدراليون في احتمال أن تكون كوريا الشمالية ردت على ما اعتبرته «فعل حرب» بشن حرب إلكترونية خلعت عن الشركة المنتجة، «سوني»، ثيابها وتركتها في العراء.
فالذي حدث في مطلع هذا الشهر أن الوسط السينمائي أفاق على تسريبات من النوع المضر جدا: القائمة السرية (أو هكذا كانت) لرواتب كبار المشرفين على الشركة الكبرى في هوليوود. سوني، وهي شركة يابانية في الأساس، كانت ابتاعت شركة وستديوهات كولمبيا قبل أكثر من عقدين لتؤسس لنفسها مركز قوة سينمائي. وقسم من الوثائق المسربة يكشف عن المراسلات التي يقوم بها المشرفون على الشركة الأميركية مع هؤلاء المشرفين على الشركة الأم. وكيف يقوم الأميركيون بعصر النفقات واحتواء التضخم وإدارة اقتصادات الشركة ككل.
هذه المراسلات غير المعدة للنشر، هي جزء طبيعي من حركة العمل بين الإدارات، لكن حقيقة أن أفرادًا استطاعوا الدخول إلى النظام الإلكتروني الخاص والكشف عن تلك المراسلات هو الأمر الخطر، خصوصًا وأن هذا الكشف ليس أخطر ما تمت سرقته. فإلى جانبه تم الحصول على معلومات شخصية حول 3803 موظفين من كل المرافق وطبقات واختصاصات العمل بما في ذلك أرقام بطاقاتهم الاجتماعية.
هنا تدخل المحققون الفيدراليون (FBI) لمعرفة ما الذي حدث. التركيز، حاليًا، هو على مخترقين مهرة ربما كانوا يعملون من داخل الولايات المتحدة، بل ومن داخل الشركة ذاتها. أو أن يكون أحد المفصولين في غضون الأشهر القليلة الماضية استطاع أن يحمّل على جهازه كل الأرقام والشفرات السرية التي يمكن بها فتح الملفات كاملة.
هذا، في نظر خبير تكنولوجي اسمه همانشو نيغام، وحسب تصريح صحافي مقتضب، هو الاحتمال الأعلى، خصوصًا وأن كولمبيا وشركتها الأم «سوني» كانا سرحا مئات الموظفين من أعمالهم في العام الماضي ومطلع هذا العام، وهي الفترة التي تمكن منها الرئيس الجديد مايكل لاندون من ممارسة مهامه على النحو الذي يراه واجبًا.
الأمر رغم فداحته لم يتوقف عند هذا الحد. في مطلع الشهر الحالي أيضًا، بات في متناول طلاب المواقع الإلكترونية المخصصة بعرض الأفلام السينمائية مشاهدة عدد من أفلام الشركة مقرصن وبحال جيد. من بين هذه الأفلام «مستر تيرنر» الذي فاز عنه ممثله الأول تيموثي سبول بجائزة مهرجان «كان» الأخير والذي تهيأ للعروض التجارية الأميركية في التاسع عشر من الشهر الحالي على أساس أن يساعده ذلك في ترشيحات الأوسكار المقبلة.
الخسارة المتوقعة من تسريب «مستر تيرنر» لا تتعدّى، نظرًا لنوعية الفيلم الفنية، أكثر من بضع عشرات من ملايين الدولارات، على عكس «فيوري»، فيلم براد بت الجديد، الذي تمت قرصنته ولو بعد أسابيع قليلة على بدء عروضه التجارية، مما يعني أنها قضمت من حصيلته التجارية ما لا يقل عن 60 مليون دولار كان مفترضًا به أن يضيفها إلى نحو 200 مليون دولار أنجزها محليًا وعالميًا (علما بأنه تكلف أقل من 70 مليون دولار).
الخسارة الأكبر هي في السطو على فيلم تكلف أكثر من 150 مليون دولار لإنجازه ولم يعرض بعد هو «آني»، الفيلم الغنائي المأخوذ عن المسرحية الاستعراضية الشهيرة. وهذا ما كان حدث سابقاً مع فيلم «المستهلكون 3» (إنتاج وتوزيع «ليونزغايت») الذي انتشر على شاشات الإنترنت قبل أقل من شهر من إطلاقه في صالات السينما في الصيف الماضي.
ومثل «آني» في حداثته وسرعة قرصنته قبل وصوله إلى شاشات دور السينما «ما زلت أليس» الذي تقود بطولته جوليان مور والذي يُقال إنه الفيلم الذي سيمكنها من الفوز بالأوسكار قريبًا.
هذه الأفلام المذكورة (باستثناء «المستهلكون 3») تم تحميلها على الأجهزة الفردية مليوني مرة في غضون الأيام الخمسة الأولى، وعلى رأس قائمة هذه الأفلام انتشارًا «فيوري» الذي تسرب قبل «آني» و«مستر تيرنر» و«ما زلت أليس» ببضعة أيام.
التحقيق الجاري حاليًا، غير قادر على معرفة ما إذا كانت هذه القرصنة قام بها الأشخاص أنفسهم الذين تسللوا إلى ملفات «سوني» وكشفوا أوراقها الخاصة. فالقرصنة قد تمت في وقت صادف فيه تعرض الشركة المنتجة لسقوط أنظمتها الدفاعية الشخصية، أو ربما من تنسيق متواز يتبع الجهة الغامضة ذاتها ولو أن تقنية كل من هذين الاختراقين تختلف عن الأخرى.
الأفلام المقرصنة تم تحميلها من أسطوانات DVD تحمل في مقدمتها إنذارًا مباشرًا ضد استخدام الأسطوانات للتداول والاستنساخ بأي شكل. كما تحمل إشارة تؤكد أنها من النسخ التي يتم إرسالها في مثل هذا الوقت من العام إلى كل أعضاء المؤسسات المانحة للجوائز بهدف المشاهدة الفردية رغبة في المنافسة والحصول على جوائز هذه المؤسسات.
بالمناسبة، كان تم، قبل أكثر من 10 أعوام، اكتشاف أن أحد الممثلين الأعضاء في أكاديمية العلوم والفنون السينمائية، موزعة الأوسكار كان يبيع هذه الأسطوانات الأصلية والنظيفة إلى استوديو صغير في مدينة شيكاغو كانت هي من تطبعها وتبيعها في السوق السوداء. الحال ذاته قد يكون ماثلا اليوم، رغم أن هذا مستبعد، لأن كل نسخة تذهب إلى أي صحافي أو عضو في أي من هذه المؤسسات المهنية مذكور عليها اسمه ورقمه. الأكثر احتمالا أن يكون التسريب حدث في دار الشركة المنتجة ذاتها.

* بين فيلمين

* النسخ المنتشرة نظيفة فعلا. القرصنة تمت عن أصول على عكس ما ينتشر غالبًا من نشر أفلام يتم تصويرها داخل صالات السينما بنتائج تقنية رديئة تشمل الصوت والصورة. وهي وإن لم تكن المرة الأولى، إلا أن ما يقلق أنها غالبًا لن تكون الأخيرة.
لعل «آني» يلخص الوضع القائم تمامًا. هو الفيلم الثاني الذي أقدمت عليه هوليوود اقتباسًا عن تلك المسرحية التي تتحدث عن طفلة يتيمة يتبناها ملياردير ويحقق لها كل ما تحلم به من ثراء. الفيلم الأول ورد سنة 1982 عندما تصدى المخرج جون هيوستون للمهمة في إنتاج مسبق لشركة كولمبيا. حينها لم يكن هناك ما يدعو للقلق. الفيلم السينمائي كان لا يزال يحمل قيمه الخاصة وبعض هذه القيم حقيقة أنه كيان خاص يُصنع بغاية العرض السينمائي ويُصدر بغاية العرض السينمائي ويعرض في صالات السينما.
«آني» الجديد ينتمي إلى عصر متعدد الوسائط والاحتمالات. ما حدث له الآن لم يكن ليحدث قبل 20 سنة أو أكثر. ومخاوف انتشاره كفيروس قائمة. ها هي شركة «فوكس» تقترح على موظفيها تغيير شفراتهم وعناوينهم، وديزني من بين تلك الشركات التي كلفت مؤسسات أمنية خاصة بمراجعة تحصيناتها الدفاعية ضد حالات تسلل مماثلة.
أما في سوني، وحسب تصريح لأحد كبار الموظفين فإن المعنويات «أدنى من الحضيض» والمساعي ما زالت قائمة لاكتشاف الفاعلين ولسد الثغرات وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».