«التعاون الإسلامي» تدين بشدة اغتيال الهاشمي

البرلمان العربي ندد بـ«العمل الإرهابي الجبان» الذي يستهدف الفكر والرأي

عراقيون يحملون نعش العراقي هشام الهاشمي الذي اغتيل على يد مجموعة مسلحة مجهولة خارج منزله (أ.ب.أ)
عراقيون يحملون نعش العراقي هشام الهاشمي الذي اغتيل على يد مجموعة مسلحة مجهولة خارج منزله (أ.ب.أ)
TT

«التعاون الإسلامي» تدين بشدة اغتيال الهاشمي

عراقيون يحملون نعش العراقي هشام الهاشمي الذي اغتيل على يد مجموعة مسلحة مجهولة خارج منزله (أ.ب.أ)
عراقيون يحملون نعش العراقي هشام الهاشمي الذي اغتيل على يد مجموعة مسلحة مجهولة خارج منزله (أ.ب.أ)

أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، بشدة، اغتيال الباحث السياسي والخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، من قبل مجموعة مسلحة وسط العاصمة العراقية بغداد.
وعبرت الأمانة العامة عن خالص تعازيها لحكومة وشعب العراق ولذوي الفقيد، داعية الحكومة العراقية إلى الكشف عن مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم إلى العدالة.
كما أكدت الأمانة العامة مجدداً وقوفها وتضامنها مع جمهورية العراق، في تصديها للعنف، وفي جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار.
من جانبه، أدان رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السُّلمي، اليوم الثلاثاء، اغتيال الباحث العراقي هشام الهاشمي. وذكر بيان للبرلمان العربي أن «السُّلمي ندد بأشد العبارات بجريمة اغتيال الباحث السياسي العراقي هشام الهاشمي على يد مسلحين مجهولين، مساء أمس الاثنين أمام منزله في بغداد»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء العراقية (واع)».
وأضاف البيان أن «رئيس البرلمان العربي أعرب عن بالغ تعازيه وخالص مواساته إلى العراق؛ رئيساً وبرلماناً وحكومةً وشعباً، وإلى أسرة الفقيد، سائلاً الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويلهم أسرته وذويه الصبر والسلوان».
وشدد رئيس البرلمان العربي، حسب البيان، «على دعمه وتأييده للجهود والإجراءات التي تتخذها الحكومة العراقية الرامية إلى جمع السلاح وجعله حصراً بيد الدولة لتحقيق الأمن والاستقرار وفرض سلطة القانون»، مؤكداً أن «هذه الجريمة التي تستهدف الفكر والرأي تمثل عملاً إرهابياً جباناً ترفضه كافة الأديان والأعراف والقوانين»، معرباً عن «دعمه للأصوات المطالبة بإيقاف الاغتيالات السياسية التي طالت عدداً من الناشطين العراقيين في الفترة الأخيرة، والكشف عن مرتكبيها وتقديمهم للعدالة الناجزة». وأكد أن «البرلمان العربي متضامن مع العراق في تحقيق أمنه واستقراره والوقوف معه في مواجهة التحديات الخطيرة التي تستهدف النيل من نسيجه الوطني، والحفاظ على السلم الأهلي فيه».
كانت عصابة مسلحة اغتالت، الخبير العراقي البارز في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي، مساء أمس (الاثنين)، أمام منزله في منطقة زيونة وسط بغداد.
وأكد مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة الداخلية العراقية اللواء سعد معن، في بيان مقتضب، وفاة الهاشمي إثر «اعتداء مسلح أدى إلى مقتله في الحال»، مشيراً إلى أن «عملية الاغتيال تمت بمسدس كاتم للصوت صوّب على الرأس والبطن».
ولم تكشف الداخلية عن الجهات التي نفذت الاغتيال.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.