هل يجفف «كورونا» نصف كوب «تراجع الوفيات» الممتلئ؟

يومان دون الألف في أميركا... وأقل حصيلة في مصر منذ 22 يوماً

هل يجفف «كورونا» نصف كوب «تراجع الوفيات» الممتلئ؟
TT

هل يجفف «كورونا» نصف كوب «تراجع الوفيات» الممتلئ؟

هل يجفف «كورونا» نصف كوب «تراجع الوفيات» الممتلئ؟

ينظر الخبراء إلى الانخفاض الحالي في معدلات الوفيات بسبب فيروس «كورونا المستجد»، المسبب لمرض «كوفيد – 19»، على أنه «نصف الكوب الممتلئ» في هذه الجائحة التي دخلت شهرها السادس، ولكن في المقابل أضحت هناك مخاوف من خسارة هذا النصف الممتلئ، ليصبح الكوب كله فارغاً، كما حدث في بدايات الجائحة.
ومع بدايات الجائحة لم يكن العالم يعرف الكثير عن فيروس «كورونا المستجد»، الأمر الذي أدى إلى زيادة معدلات الوفيات مقارنة بعدد الإصابات، ومع تحسن المعرفة حول سلوك الفيروس وآليات انتشاره في الجسم، وانضمام أدوية جديدة لبروتوكولات العلاج نتيجة لذلك، انخفضت معدلات الوفيات، الأمر الذي أدى إلى «اطمئنان زائف» لدى المواطنين الذين خرجوا إلى الشارع بعد فترة من فرض القيود، ويخشى أن يتسبب ذلك في خسارة هذه الميزة.
وبدأت السلطات الصحية حول العالم تدق ناقوس الخطر بخصوص هذا الاطمئنان الزائف، والذي لخصة تقرير نشره موقع «ميدسكيب» الطبي الأميركي في 2 يوليو (تموز) الحالي، ذهب إلى أن «الزيادة في الوفيات قد تأتي قريباً».
وسجلت أميركا انخفاضاً ملحوظاً في معدل الوفيات، وكان هناك يومان الأسبوع الماضي توفي خلالها أقل من 300 أميركي، وأعلنت المملكة المتحدة أول من أمس تسجيل 22 حالة، في أدنى معدل منذ نحو أسبوعين، وسجلت مصر في نفس اليوم 63 حالة، وهو أقل مستوى منذ 22 يوماً، وسجلت إيطاليا في 29 يونيو (حزيران) الماضي هبوطاً قياسياً في عدد الوفيات وصل إلى 6 حالات، وهو أدنى مستوى له منذ 21 فبراير (شباط) الماضي.
وبينما كان الرئيس الأميركي متباهياً بالانخفاض، والذي جعله يغرد على «تويتر» قائلاً: «معدل الوفيات بأميركا هو واحد من أدنى المعدلات في العالم... اقتصادنا يزأر مرة أخرى ولن يتم إغلاقه»، كانت السلطات الصحية الأميركية تحذر من هذا الاطمئنان.
ويقول ريتشارد بيسر، العضو المنتدب، المدير التنفيذي لمؤسسة روبرت وود جونسون، المدير السابق لمركز السيطرة على الأمراض، في التقرير الذي نشره موقع «ميد سكيب»: «قد تكون المستشفيات مستعدة بشكل أفضل حالياً من بعض النواحي، وبالتأكيد أصبحت لديها خبرة الآن في التعامل مع الفيروس، عما كانت عليه قبل بضعة أشهر، وهذا ساعد على تقليل عدد الوفيات، ولكن قد لا تستطيع تقديم هذه الخدمة مع زيادة عدد الإصابات»، مضيفاً: «صحيح أن معدل الوفيات أقل، ولكن القلق من أن مزيداً من الشباب أظهرت نتائج الاختبارات التي أجريت لهم أنهم حاملون للفيروس، وهم قادرون على إصابة الآخرين، بما في ذلك الأشخاص الأكثر ضعفاً الذين يتعاملون معهم، بما يهدد قدرة المستشفيات على استيعاب الأعداد».
وتشير تقارير أميركية أشار إليها موقع «Covid Exit Strategy.org» إلى اقتراب بعض الولايات من هذه الأزمة، ففي 29 يونيو، كان إشغال أسرة العناية المركزة في 33 ولاية بنسبة 80 في المائة، وهو رقم مرتفع جداً مقارنة مع 23 في المائة في يوم 28 مايو (أيار). الماضي.
ولفت تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في أكثر من مناسبة إلى خطورة التراخي في اتخاذ الإجراءات الوقائية، بسبب انخفاض معدلات الوفيات. وقال أثناء موجز صحافي في 19 يونيو الماضي: «الفيروس لا يزال يواصل تفشيه بسرعة ولا يزال فتاكاً، فيما لا يزال معظم الناس عرضة لخطره».
ويشدد الدكتور محمد عواد، استشاري الأمراض الصدرية بوزارة الصحة المصرية، على «ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية من التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، لأن انخفاض معدلات الوفيات ليس مبرراً للتراخي». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الانخفاض يعني أن المنظومة الصحية قادرة على التعامل مع أعداد الإصابات، ولكن قد لا يكون ذلك مضموناً مع زيادتها بسبب التراخي».


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.