الحكومة الفلسطينية تطالب إسرائيل بإغلاق المعابر لمكافحة «كورونا»

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (أرشيفية - رويترز)
TT

الحكومة الفلسطينية تطالب إسرائيل بإغلاق المعابر لمكافحة «كورونا»

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (أرشيفية - رويترز)

طالبت الحكومة الفلسطينية، إسرائيل، اليوم (الاثنين)، بإغلاق المعابر مع الأراضي الفلسطينية، لمواجهة التزايد المطرد في أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد.
وسجلت الضفة الغربية المحتلة 4267 إصابة، بينها 16 وفاة، فيما أحصى قطاع غزة 72 إصابة ووفاة واحدة.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، قبيل اجتماع الحكومة، الاثنين، «نطالب إسرائيل بإغلاق جميع المعابر مع فلسطين (...) ونطالب العمال الفلسطينيين العاملين في إسرائيل بالمبيت في أماكن عملهم، وعدم الانتقال إلى الأراضي الفلسطينية»، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأكد رئيس الوزراء أن عدم سيطرة السلطة الفلسطينية على معابرها وحدودها، والتصنيفات السياسية للأراضي الفلسطينية (أ، ب، ج)، من الأسباب التي ساهمت في انتشار الفيروس. وأضاف أشتية: «بلغت معدلات الإصابة مستويات غير مسبوقة في فلسطين بسبب أمور عديدة، منها أننا لا نسيطر على معابرنا وحدودنا، وأرضنا مفتتة. مثلاً الخليل مقسمة بين (إتش 1) و(إتش 2)، نسيطر على جزء منها ولا نسيطر على الجزء الآخر، والقدس مطوقة بجدار ومنعنا من العمل فيها». وتابع: «بقية المناطق مقسمة، وتم منع قواتنا من إقامة حواجز في مناطق (ج) أو على المعابر ومسالك العمال».
وكانت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية «كوغات»، أعلنت أواخر الشهر المنصرم السماح بدخول العمال الفلسطينيين، والبقاء في إسرائيل لمدة ثلاثة أسابيع.
وقال أشتية: «سنرسل طلباً إلى قوة الأمم المتحدة لمراقبة تنفيذ ذلك على حدود عام 1967». وكان الناطق باسم وزارة العمل الفلسطينية رامي مهداوي، صرح بأن نحو 98 ألف فلسطيني كانوا يعملون بشكل قانوني في إسرائيل قبل تفشي الوباء.
ويضاف إليهم، تبعاً لأمين عام نقابات عمال فلسطين شاهر سعد، نحو 35 ألف عامل في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. وأوضح أشتية أن 18 في المائة من مجمل الإصابات بالفيروس في المدن الفلسطينية سببها مخالطة العمال الفلسطينيين الذين يعملون في إسرائيل، أو بسبب مخالطة أقارب يسكنون في إسرائيل قدموا إلى الأراضي الفلسطينية لزيارة أقاربهم.
ودعا رئيس الوزراء إلى توقيع «ميثاق شرف» لالتزام عدم إقامة حفلات زفاف أو فتح بيوت العزاء.
وأكد أشتية أن 82 في المائة من الإصابات جاءت نتيجة مخالطة المصابين بالفيروس في حفلات الأعراس وبيوت العزاء. وتساءل: «هل يعقل أن تقيم إحدى البلدات التي سجلت فيها أكثر من 172 إصابة، السبت الماضي، ستة أعراس؟ نحن لن نسمح بذلك». واضاف أن السلطة الفلسطينية ستلجأ إلى استخدام «القوة» لمنع إقامة هذه الحفلات. وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأحد، تمديد حال الطوارئ للمرة الخامسة، ولمدة شهر كامل.
كانت السلطة الفلسطينية أعلنت إغلاق المدن الفلسطينية لمدة خمسة أيام تنتهي مساء غد الثلاثاء، مع إمكان التمديد تبعاً للحال الوبائية. وفي إسرائيل، تم تسجيل أكثر من 30 ألف إصابة بالفيروس، بينها 330 وفاة.
من جانبه، قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الاثنين، إنه من الواضح أن الوباء «ينتشر». وأضاف: «إذا لم نتحرك الآن فسيكون لدينا مئات وربما أكثر من ألف حالة خطرة في الأسابيع المقبلة، ما سيؤدي إلى شل أنظمتنا».
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، في وقت لاحق، جملة من التدابير الوقائية، بينها إغلاق النوادي والحانات وصالات الرياضة والمسابح العامة التي أعيد افتتاحها في الأسابيع الأخيرة. وضمن الإجراءات المعلنة أيضاً، فرض قيود جديدة على عدد الأشخاص المسموح بوجودهم في المطاعم وأماكن العبادة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».