مدرسة بحرينية تخرج طلابها افتراضياً بموكب لسيارات أولياء الأمور

برعاية رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان

جانب من حفل التخريج الافتراضي (الشرق الأوسط)
جانب من حفل التخريج الافتراضي (الشرق الأوسط)
TT

مدرسة بحرينية تخرج طلابها افتراضياً بموكب لسيارات أولياء الأمور

جانب من حفل التخريج الافتراضي (الشرق الأوسط)
جانب من حفل التخريج الافتراضي (الشرق الأوسط)

أقامت مدرسة بحرينية حفل تخريج طلابها من الثانوية العامة في الهواء الطلق بحضور أولياء الأمور الذين بقوا في سياراتهم يتابعون الحفل، حيث قررت المدرسة إقامة الحفل بهذه الطريقة بسبب جائحة كورونا وعدم السماح بإقامة التجمعات في البحرين.
وتحت رعاية من الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس الوزراء البحريني، خرجت مدرسة ابن خلدون الوطنية الفوج التاسع والعشرين من طلبتها والبالغ عددهم 95 طالباً، حيث أنهى 39 منهم متطلبات برنامج دبلوم البكالوريا الدولية، وذلك وسط احتفال افتراضي أقيم يوم أمس (الأربعاء) في خليج البحرين.
وتضمن برنامج الحفل عدة فقرات، حيث بدأ بموكب دخول سيارات أولياء أمور الخريجين إلى موقع الحفل للاصطفاف في الأماكن المحددة مسبقاً، وذلك تطبيقاً للاحترازات والتدابير الوقائية الصادرة عن الفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد - 19) لضمان سلامة جميع الحضور.
وقد تمت الاستعانة بالتقنيات المتطورة لضمان سلامة الحضور، حيث بث الحفل على الإذاعة واقتصر عدد السيارات المسموح بها على سيارة واحدة لكل خريج مع الحرص على بقاء الطلبة داخل سيارتهم طوال فترة الحفل باستثناء وقت تسلم الشهادات، وذلك بعد العبور من خلال جهاز التعقيم للصعود إلى المسرح لالتقاط صورة تذكارية مع رئيس المدرسة مع الحرص على إبقاء مسافة تباعد مقدارها متران على الأقل، قبل عودة الطالب إلى سيارته مرة أخرى. كذلك تم بث الحفل مباشرة عبر قناتي المدرسة على الإنستغرام واليوتيوب لإتاحة الفرصة لجميع أفراد عائلة الخريجين وأصدقائهم لمشاهدة الحفل.
وألقى كلمة الخريجين القدامى الشيخ عبد الله بن راشد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأميركية، خريج عام 1997.
يذكر أن مدرسة ابن خلدون الوطنية هي إحدى أعرق المؤسسات التعليمية في مملكة البحرين، وقد حازت على تقدير ممتاز في دورات مراجعة هيئة التعليم والتدريب، وتعتز المدرسة بتمكين طلبتها وإعدادهم لمواصلة دراسات الجامعية وفق مناهج دولية باعتماد أفضل الممارسات والأساليب التعليمية التي تواكب احتياجات الناشئة لتخريج نخب الطلبة الذين يتقلدون عدداً من المناصب القيادية على المستوى المحلي والإقليمي.



«أرزة» ينافس على جائزة «الأوسكار» لعام 2025

المخرجة ميرا شعيب أثناء تصوير الفيلم (ميرا شعيب)
المخرجة ميرا شعيب أثناء تصوير الفيلم (ميرا شعيب)
TT

«أرزة» ينافس على جائزة «الأوسكار» لعام 2025

المخرجة ميرا شعيب أثناء تصوير الفيلم (ميرا شعيب)
المخرجة ميرا شعيب أثناء تصوير الفيلم (ميرا شعيب)

بارقة أمل أحدثها اختيار فيلم «أرزة» ليمثّل لبنان في القائمة الأولية للمنافسة على جائزة «الأوسكار» لعام 2025. وبذلك ينضمّ إلى لائحة طويلة من الأعمال السينمائية اللبنانية التي سبق أن رُشّحت في هذا الحدث العالمي عن فئة «أفضل فيلم أجنبي».

مخرجته والمشاركة في كتابته وإنتاجه، ميرا شعيب، لم تتوقّع هذا الخبر كما تقول لـ«الشرق الأوسط». وتعلّق: «فوجئت بخطوة وزارة الثقافة هذه، رغم الحرب الدائرة في لبنان. فبذلك تكون قد عبّرت عن الإرادة الصلبة التي يتمتع بها لبنان، ليبقي صورته الفنية المتوهجة».

بيتي توتل وديامان بو عبود في مشهد من الفيلم (ميرا شعيب)

وتعلّق شعيب لـ«الشرق الأوسط»: «فخورة بترشيحه، خصوصاً لكونه رَسَم ابتسامة أمل على وجوه اللبنانيين؛ فهذا الخبر الجميل اخترق عتمة حرب يعيشونها ليزوِّدهم بنفحة رجاء. وفرحة أبناء بلدي بمثابة مكافأة لي».

يُقام حفل توزيع جوائز «الأوسكار»، في 5 مارس (آذار) من العام المقبل، على مسرح «دولبي» في لوس أنجليس. وقد باشر أعضاء اللجنة المسؤولة عن اختيار الأسماء المُرَشَّحة لنيل الجوائز عن فئات مختلفة، من بينها فئة «أفضل فيلم أجنبي». وتتنافس أفلام سينمائيّة طويلة (أكثر من 40 دقيقة)، أُنتجت خارج الولايات المتّحدة. وترتكز على لُغة حواريّة لا تكون الإنجليزيّة فيها أساسيّة. ويمكن أن تكون أعمالاً وثائقيّة أو رسوماً متحرّكة. ومن البلدان العربية المتنافسة على هذه الجائزة، الجزائر والمغرب وفلسطين ومصر والعراق.

وفي هذه الأثناء يُنظّم فريق فيلم «أرزة» حملات مكثفة لعرضه في مهرجانات سينمائية تسبق الحدث، للترويج له؛ إن في ولاياتٍ أميركية أو في كندا، وبلدان أوروبية وعربية.

وتشرح ميرا شعيب: «جولات عدّة نُنفّذها في هذا الصدد. وبينها في ولاية كاليفورنيا وضمن مهرجانات لوس أنجليس ومونتريال. واللافت أن الجاليات اللبنانية تقطع مسافات طويلة تفصل بين ولاية وأخرى لحضور العروض، وقد نفُذت معظم بطاقاتها وعروضها صارت كاملة العدد».

وتحكي شعيب عن ردود فعل اللبنانيين الذين التقتهم في عروض الفيلم. «أنا حالياً موجودة في مهرجان (نيوبورت بيتش) بكاليفورنيا. ولا أستطيع وصف فرحة اللبنانيين الذين شاهدوا عرض (أرزة). فهناك من قال لي إنه أخذهم برحلة إلى بيروت التي يفتقدونها، فيما رأى آخرون أنه يمثّل طائفة لبنان الواحد. بعضهم بكى تأثراً وغيرهم خرجوا مبتسمين. إنها مشهديات مختلفة تركت أثرها الكبير داخلي».

لقطة من فيلم «أرزة» (ميرا شعيب)

يحكي «أرزة» عن أم عزباء (ديامان بو عبود) تعيش مع ابنها المراهق الوحيد في بيروت. وتكسب رزقها من توصيل الطعام على دراجة نارية. وفي أحد الأيام، سُرقت دراجتها النارية. وبينما نصحها الجميع بتجاوز الأمر وشراء واحدة جديدة، رفضت أرزة وأصرّت على تطبيق خطتها الرئيسية للعثور على الدراجة واسترجاعها.

صُوّر الفيلم في مناطق عدّة من العاصمة بيروت وضواحيها، من بينها الأوزاعي والطريق الجديدة وبدارو والمنارة. وهو ما ولّد لدى مشاهده هذه العلاقة الدافئة بينه وبين الفيلم. فقصته تنبع من واقع حياة يعيشها اللبنانيون على اختلاف مشاربهم. وهنا تعلّق شعيب: «صحيح أن تنوّعنا يولّد اختلافاً في الآراء والتوجهات السياسية وغيرها، بيد أنه في الوقت نفسه ينمو في ظلّ حبّ نكنّه لبعضنا. هذه الرسالة تلقّفها مُشاهد الفيلم وأفرحته، وولدّت داخله شعور الافتخار ببلده وأهله».

شعيب ابنة إحدى بلدات الجنوب التي دمّرها القصف مؤخراً تقول: «يُحزنني مشهد هذه الحرب كثيراً. عائلتي أيضاً خسرت بيوتها وأرزاقها. ولكن يكفيني أن أستيقظ كل صباحٍ وأسمع أصواتهم؛ بأنهم بخير في بيروت. ولو كنت حالياً في لبنان لحملت كاميرتي لأوثّق ما يحدث بالصوت والصورة».

صُوّر «أرزة» في مناطق بيروتية عدّة (ميرا شعيب)

وعمّا إذا كانت تُعدّ نصّ فيلم يحكي عن لبنان في هذه المرحلة تردّ: «لا مزاج عندي اليوم للكتابة أو لتنفيذ فيلم عن لبنان. علينا الانتظار لبعض الوقت لنصنع أفلاماً عن حقبة الحرب هذه. ولكن في الوقت نفسه نحضّر لأفلام تحكي عن واقعنا وعن دور المرأة اللبنانية في مجتمعاتنا».

فريق الممثلين في فيلم «أرزة» يغيب بعضهم عن عروضه الأجنبية. وعما إذا سيحضرون وقائع حفل «الأوسكار» توضح شعيب: «لا نعرف حتى الآن مَن ستتسّنى له المشاركة في ظل حرب تمنع بعضهم من مغادرة لبنان. فالممثلة بيتي توتل رفضت أن تترك عائلتها في لبنان للمشاركة في العروض السابقة لعرض الفيلم. أما ديامان بوعبود فحضرت في عروض باريس والسويد. ونأمل أن نحضر جميعنا في (مهرجان القاهرة السينمائي). وكذلك في (مهرجان قرطاج السينمائي) الذي دُعينا إليه. ونتوجه (ديامان وأنا) إلى تونس في 14 ديسمبر (كانون الأول) المقبل للمشاركة في عرضه هناك». وتبحث شعيب عن سُبل عرض الفيلم أثناء «مهرجان القاهرة السينمائي»، في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) بدار الأوبرا المصرية.