مصر تحرك قضايا إغراق ضد منتجات تركية وصينية

الغرف التجارية تبدأ برامج «شهادة مزاولة التصدير» عبر الإنترنت

وافقت مصر على تحريك عدد من شكاوى الإغراق ضد منتجات تركية وصينية (رويترز)
وافقت مصر على تحريك عدد من شكاوى الإغراق ضد منتجات تركية وصينية (رويترز)
TT

مصر تحرك قضايا إغراق ضد منتجات تركية وصينية

وافقت مصر على تحريك عدد من شكاوى الإغراق ضد منتجات تركية وصينية (رويترز)
وافقت مصر على تحريك عدد من شكاوى الإغراق ضد منتجات تركية وصينية (رويترز)

وافقت وزيرة التجارة والصناعة المصرية نيفين جامع على بدء إجراءات تحقيق مكافحة الإغراق ضد الواردات من صنف السجاد الميكانيكي وأغطية الأرضيات من مواد نسيجية أو صناعية أو تركيبية وإن كانت جاهزة المصدرة من أو ذات منشأ دولة تركيا.
وأوضح رئيس قطاع المعالجات التجارية إبراهيم السجيني أن القطاع سبق وتلقى شكوى مؤيدة مستنديا من الصناعة المحلية تدعي فيها أن واردات الصنف المشار إليه ترد إلى مصر بأسعار مغرقة، وتُسبب ضررا ماديا للصناعة المحلية. وأشار إلى قيام القطاع بفحص دقة وكفاية البيانات التي وردت بالشكوى المقدمة، وتم إخطار حكومة تركيا بقبول الشكوى، كما تم رفع تقرير إلى اللجنة الاستشارية، والتي وافقت على توصيات القطاع.
ولفت السجيني إلى أنه سيتم إخطار منظمة التجارة العالمية عن بدء إجراءات تحقيق مكافحة الإغراق ضد الواردات من الصنف المُشار إليه، كما سيتم إرسال قوائم الأسئلة إلى الأطراف المعنية، وإجراء زيارات تحقق ميدانية للأطراف المعنية للتحقق من البيانات المقدمة في ردها على قوائم الأسئلة قبل اتخاذ القرار النهائي. وأوضح أنه سيتم إتاحة الفرصة لكافة الأطراف لإبداء وجهات نظرها وفقا للآلية التي حددها القانون الدولي والتشريع المحلي في هذا الصدد.
ومن جهة أخرى، أصدرت وزيرة التجارة والصناعة قرارا بمد العمل بالقرار الوزاري الخاص بفرض رسوم مكافحة إغراق نهائية على الواردات المغرقة من صنف البطانيات (عدا الكهربائية) المصنعة من الألياف التركيبية بمقاسات وأوزان مختلفة، وإن كانت على هيئة رولات، بنسبة تتراوح من 54 - 77 في المائة من القيمة CIF، وبما لا يقل عن 1.53 دولار- كيلوغرام إلى 1.89 دولار- كيلوغرام ذات المنشأ أو المصدرة من جمهورية الصين الشعبية، وذلك لمدة 5 سنوات أخرى تنتهي في 24 أغسطس (آب) من عام 2025.
وقال إبراهيم السجيني إن القطاع تلقى طلبا مؤيدا مستنديا خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من اتحاد الصناعات المصرية ممثلاً عن الصناعة المحلية لمراجعة رسوم مكافحة الإغراق النهائية المفروضة على الواردات المغرقة من صنف البطانيات المصنعة من الألياف التركيبية بدعوى أن إنهاء العمل برسوم مكافحة الإغراق النهائية المفروضة حاليا من شأنه أن يؤدي لاحتمال استمرار أو تكرار الإغراق والضرر على الصناعة المحلية. وأضاف أن لجنة التحقيق بالوزارة وفي ضوء ما توصلت إليه من نتائج تأكدت من أن الواردات من هذا الصنف، ما زالت ترد بأسعار مغرقة، ولذلك أوصت باستمرار فرض رسوم مكافحة الإغراق النهائية على هذه النوعية من البطانيات، والعمل بالقرار الوزاري الصادر في هذا الشأن لمدة 5 سنوات أخرى.
جدير بالذكر أن وزير التجارة والصناعة كان قد وافق على بدء إجراءات تحقيق المراجعة النهائية لرسوم مكافحة الإغراق النهائية المفروضة على الواردات المغرقة من صنف البطانيات المصنعة من الألياف التركيبية بمقاسات وأوزان مختلفة (عدا الكهربائية) وإن كانت على هيئة رولات ذات المنشأ أو المصدرة من الصين خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وقد تم إخطار منظمة التجارة العالمية خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي ببدء إجراءات تحقيق المراجعة النهائية ضد الواردات المُشار إليها، كما تم إتاحة الفرصة لكافة الأطراف لإبداء وجهات نظرها وفقا للآلية التي حددها القانون الدولي والتشريع المحلي في هذا الصدد من خلال قوائم الأسئلة التي تم إرسالها للصناعة المحلية والمستوردين والمنتجين والمصدرين الأجانب وللسفارة الصينية في القاهرة، كما تم التحقق من البيانات المقدمة في ردها على قوائم الأسئلة قبل اتخاذ القرار النهائي.
وفي سياق منفصل، بدأ الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية تنفيذ برامج حصول المستوردين والمصدرين علي شهادة المزاولة عبر الإنترنت (E - Learning) لجميع برامج مزاولة التصدير والاستيراد بغرف المحافظات المختلفة.
وتبدأ غرفة القاهرة التجارية الثلاثاء المقبل تنفيذ برنامج حصول المستوردين على شهادة مزاولة التصدير عبر الإنترنت، ويليها تنظيم برامج حصول المستوردين على شهادة مزاولة الاستيراد.
وقال المهندس إبراهيم العربي رئيس غرفة القاهرة والاتحاد، إن الاتجاه لمثل هذه الدورات عبر الإنترنت يأتي للحفاظ على النجاحات التي تحققت خلال الفترات الماضية، وتماشيا مع خطة الدولة للتحول الرقمي والتوسع والانتشار في تقديم العديد من البرامج التدريبية المتخصصة، والإسراع في تقديم الخدمات التدريبية لمنتسبي الغرف في ظل الأوضاع الراهنة، وتقليل الوقت المستغرق في التدريب، والتركيز على اكتساب الخبرات المطلوبة خلال التدريب عن بُعد، وإتاحة الفرصة للمتدربين من مختلف المحافظات ذات الأعداد القليلة للاشتراك والاستفادة من تلك البرامج.
وأضاف أن التدريب عن بُعد يفتح الطريق أمام المتدربين لاكتساب المعرفة بصرف النظر عن موقعهم الجغرافي وإعطاء فرصة أكبر في التواصل مع المدربين؛ حيث يوفر التدريب عن بُعد فرصة للتواصل مع المدرب 24 ساعة لمدة 7 أيام لوجود العديد من الوسائل التقنية التي تسهل ذلك، فضلاً عن التسجيل الآلي للمحاضرات وإمكانية استرجاعها أكثر من مرة، حيث وفر نظام التدريب عن بُعد تسجيل المحاضرات بشكل آلي يمكن للمتدرب استرجاعها مرة أخرى وحضورها في عدد لا نهائي من المرات. وتابع أنه يتم الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات في التواصل بين المدرب والمتدربين والطاقم الإداري بهدف كسر الحدود الجغرافية والزمنية التي تعيق عمليات التدريب، باستخدام آليات الاتصال الحديثة (أجهزة الكومبيوتر وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة، ورسومات، وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية وكذلك بوابات الإنترنت) بهدف توصيل المعلومات للمتدربين بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة.


مقالات ذات صلة

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

الاقتصاد مبانٍ تحت الإنشاء بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

واصل القطاع الخاص غير النفطي بمصر انكماشه خلال ديسمبر في الوقت الذي تدهورت فيه ظروف التشغيل مع انخفاض الإنتاج والطلبيات الجديدة بأسرع معدل بثمانية أشهر

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مدبولي مترئساً اجتماعاً لمتابعة إجراءات طرح شركتَي «صافي» و«وطنية» (رئاسة الحكومة)

مدبولي: الحكومة المصرية ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال 2025

أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن الحكومة ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال عام 2025، وتحديد البرنامج الزمني للطرح.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وسط القاهرة من بناية مرتفعة بوسط البلد (تصوير: عبد الفتاح فرج)

معدل نمو الاقتصاد المصري يرتفع إلى 3.5% في 3 أشهر

سجل الناتج المحلي الإجمالي في مصر نمواً 3.5 % في الربع الأول من السنة المالية 2024-2025، بارتفاع 0.8%، مقابل 2.7% في نفس الربع المقارن من العام السابق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أرشيفية لمواطن داخل أحد محلات الصرافة في القاهرة يستبدل الجنيه بالدولار (رويترز)

 «صندوق النقد» يتوصل لاتفاق مع مصر بشأن المراجعة الرابعة

توصل صندوق النقد الدولي إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الرابعة بموجب اتفاق تسهيل ممدد مع مصر، وهو ما قد يتيح صرف 1.2 مليار دولار بموجب البرنامج.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد حصَّادة تحصد القمح في حقل زراعي (رويترز)

روسيا تسعى لخفض التكاليف المتعلقة بمدفوعات القمح لمصر

قال رئيس اتحاد منتجي ومصدري الحبوب في روسيا إدوارد زرنين، إن مصدّري الحبوب الروس سيقترحون سبلاً لخفض تكاليف المعاملات المتعلقة بسداد أسعار تصدير القمح لمصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).