المغرب يعلن مساعدات لقطاع الثقافة المنكوب بسبب الجائحة

شبان على شاطئ الرباط بعد تخفيف السلطات المغرببية قيود «كورونا» نهاية يونيو الماضي (أ.ب)
شبان على شاطئ الرباط بعد تخفيف السلطات المغرببية قيود «كورونا» نهاية يونيو الماضي (أ.ب)
TT

المغرب يعلن مساعدات لقطاع الثقافة المنكوب بسبب الجائحة

شبان على شاطئ الرباط بعد تخفيف السلطات المغرببية قيود «كورونا» نهاية يونيو الماضي (أ.ب)
شبان على شاطئ الرباط بعد تخفيف السلطات المغرببية قيود «كورونا» نهاية يونيو الماضي (أ.ب)

كشف عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة المغربي، عن حجم الأضرار التي تعرض لها قطاع الثقافة في المغرب بسبب جائحة كورونا، معلناً خطة الحكومة لدعم الفنانين والكتاب في ظل هذا الوضع الصعب.
وقال الفردوس، خلال اجتماع عقده أمس مع لجنة التعليم والاتصال بمجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى بالبرلمان)، إن رقم معاملات الصناعة الثقافية في المغرب انخفض بـ66 في المائة في ظل الجائحة، بسبب توقف مختلف الأنشطة الثقافية، والصناعة السينمائية. كما سجل تراجع موارد صندوق دعم الأنشطة الثقافية بـ95 في المائة، والذي كان يُموّل من عائدات زيارة المآثر التاريخية المغربية.
وأمام هذه الوضع، تساءل الوزير الفردوس «كيف يمكن دعم القطاع في ظل تراجع الموارد؟». لكنه كشف خطة لإنقاذ القطاع ودعم مشاريع الكتاب والفنانين.
ويأتي ذلك في وقت يعاني فيه العاملون بالصناعة السينمائية من الفنانين والكتاب والمخرجين السينمائيين والتقنيين من حالة توقف عن العمل، كما تم إلغاء عدد من المهرجانات السينمائية، بعدما صرفت عليها مبالغ مالية غير قابلة للاسترداد. وتوقف تسجيل الأفلام الأجنبية في المغرب، وانخفاض الاستثمار الأجنبي السينمائي ما أثر على القطاع وعلى العائدات من العملة الصعبة، وتنشيط السياحة.
ومن الإجراءات التي قامت بها الوزارة لمعالجة هذه الأضرار، تسوية المستحقات المالية للكتب المدعمة المتأخرة عن السنوات الماضية عن سنوات 2016 و2017 و2018.
وقال الوزير الفردوس: «لا بد من احترام المثقفين والكتاب. لا يمكن أن نلتزم بدعم مشاريعهم ولا نفعل إلا بعد مرور أربع سنوات». وبلغت قيمة الدعم المخصص للكتاب والنشر 11 مليون درهم (1.1 مليون دولار). كما تم صرف متأخرات دعم الإنتاج السينمائي بما يناهز 6.5 مليون درهم (650 ألف دولار) حصل عليها المنتجون خلال الحجر الصحي. وأكد الوزير الفردوس حرصه على الحفاظ على دعم الصناعة السينمائية خلال 2020 وتصفية المستحقات المتأخرة، بالإبقاء على موازنة تناهز 75 مليون درهم (7.5 مليون دولار) للإنتاج السينمائي المحلي، و30 مليون درهم (3 ملايين دولار) لدعم المهرجانات السينمائية، و10 ملايين درهم (مليون دولار) لدعم القاعات السينمائية.
أما بخصوص المسرح والموسيقى والفنون التشكيلية، فأكد الوزير الفردوس تسوية ملفات الدعم بصرف 22 مليون درهم (2.2 مليون دولار) لفائدة الفنانين والفرق الفنية، وإطلاق طلب عروض استثنائي لدعم المشاريع الفنية بقيمة 39 مليون درهم (3.9 مليون دولار).


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».