فيما تعود معظم مدن العالم إلى الحياة الطبيعية مع مراعاة إجراءات الوقاية من فيروس «كورونا»، اضطرت مدن أخرى إلى إعادة فرض إجراءات الإغلاق بعد انتشار الفيروس فيها.
وفرضت السلطات في مناطق بمدينة ملبورن، أكثر ثاني مدينة أسترالية اكتظاظا بالسكان، إجراءات إغلاق في محاولة لكبح الارتفاع مؤخرا في حالات الإصابة بفيروس «كورونا». وقالت السلطات الصحية إن ولاية فيكتوريا، التي تعد ملبورن عاصمتها، سجلت 64 حالة إصابة جديدة بفيروس «كورونا».
وأصدر رئيس وزراء ولاية فيكتوريا دانيال أندروز أوامره بفرض إجراءات الإغلاق ابتداء من ليلة الأربعاء في عشر ضواحي في ملبورن، حيث تم تسجيل معظم حالات الإصابة الجديدة.
وتعني هذه الإجراءات أن سكان هذه الضواحي لن يمكنهم مغادرة منازلهم سوى من أجل تلقي العلاج أو ممارسة الرياضة أو شراء الاحتياجات الأساسية أو الذهاب للعمل أو المدرسة.
وقال أندروز وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية: «ستتم تعبئة قوات الشرطة للقيام بدوريات للتأكد من تطبيق إجراءات الإغلاق»، مضيفا أنه سوف تتم معاقبة المخالفين.
وأضاف للصحافيين أمس (الثلاثاء) أن هذه القيود «ستكون مؤلمة للغاية وستخلف ضررا على الأعمال» التي تشمل صالونات تصفيف الشعر وصالات الجيم والمكتبات وأماكن السباحة.
وتسجل الولايات الأسترالية الأخرى، ما عدا ولاية فيكتوريا، حالات إصابة منخفضة بفيروس «كورونا». وقد سجلت أستراليا حتى الآن نحو 7700 حالة إصابة بفيروس «كورونا» و104 حالات وفاة.
-
ليستر
وأعلنت الحكومة البريطانية مساء أول من أمس (الاثنين) أنّها قرّرت تشديد تدابير الحجر المفروضة على ليستر بعدما سجّلت المدينة الواقعة في وسط إنجلترا زيادة في أعداد الإصابات بفيروس «كورونا» المستجدّ، لتصبح بذلك أول مدينة إنجليزية تخطو خطوة إلى الوراء على طريق التعافي من الوباء.
وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أمام مجلس العموم إنّ المتاجر «غير الأساسية» التي أعادت فتح أبوابها في عموم إنجلترا في منتصف يونيو (حزيران) الجاري سيعاد إغلاقها في ليستر اعتباراً من أمس (الثلاثاء)، في حين سيتم إغلاق المدارس اعتباراً من الخميس. وأضاف أنّ الحكومة ستجري خلال أسبوعين تقييماً لهذه التدابير.
وتابع «يجب أن نسيطر على هذا الفيروس. علينا أن نحافظ على سلامة الناس. هذه الإجراءات تصبّ بعمق في مصلحة الوطن».
وأتى هذا القرار قبيل أيام من خطوة ضخمة يتوقّع أن تخطوها إنجلترا السبت على طريق التعافي من الوباء مع إعادة فتح الحانات والمطاعم والفنادق وصالونات تزيين الشعر.
وشدّد الوزير على أنّ فرض تدابير إغلاق على المستوى المحلّي أمر لا بدّ منه للسيطرة على الوباء. وقال: «مثل هذه الإجراءات المحليّة هي أداة مهمّة في ترسانتنا للتعامل مع الأوبئة في الوقت الذي تعود فيه البلاد للوقوف على قدميها مجدّداً». وأضاف «لا يمكننا أن نوصي بتخفيف الحجر في 4 يوليو (تموز) في ليستر»، مناشداً سكّان المدينة البالغ عددهم 340 ألف نسمة البقاء في منازلهم «قدر الإمكان».
وتم تسجيل ما يقرب من 3 آلاف إصابة بفيروس «كورونا» المستجدّ في ليستر منذ بداية الوباء في مارس (آذار)، بينها 866 إصابة سجّلت خلال الأسبوعين الماضيين، وفقاً للسلطات المحلية.
- أريزونا
أعاد حاكم ولاية أريزونا الأميركية، دوج دوسي، أوامر إغلاق الحانات وصالات الألعاب الرياضية والمسارح، وسط تصاعد حالات الإصابة بفيروس «كورونا» في الولاية.
وبموجب هذا الأمر، سيتم إغلاق تلك الأعمال إلى جانب الحدائق المائية ومنع جميع التجمعات التي تضم أكثر من 50 شخصا اعتبارا من ليل أول من أمس (الاثنين).
وحتى يوم الأحد، تم تسجيل أكثر من 73 ألف حالة إصابة بفيروس «كورونا» في الولاية إلى جانب 1588 وفاة، حيث تشهد الولاية زيادة حادة في عدد حالات الإصابة اليومية منذ منتصف يونيو.
وأشار ديوسي في أمره التنفيذي إلى زيادة أعداد الأشخاص الذين ينقلون للمستشفيات، قائلاً: «يجب اتخاذ تدابير إضافية لضمان احتواء أسرع».
وسجلت الولايات المتحدة ككل أكثر من 5.2 مليون إصابة بالفيروس، حسب جامعة جونز هوبكنز، إلى جانب 125435 وفاة، في حصيلة أكثر من أي بلد آخر على مستوى العالم.
- كندا تستعدّ لموجة ثانية
وأعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أنّ حكومته تستعدّ لموجة ثانية من فيروس «كورونا» المستجدّ يمكن أن تضرب البلاد في الخريف، داعياً مواطنيه إلى توخّي الحذر.
وقال ترودو أول من أمس (الاثنين): «نحن نستعدّ لموجة ثانية قد تضرب بشدّة»، مشيراً إلى أن الحكومة رصدت اعتمادات لشراء معدّات حماية وفحوصات مخبرية من أجل «الردّ سريعاً وبحزم في حال تفشّى» الفيروس مجدّداً خلال الأشهر المقبلة.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أضاف ترودو في مؤتمر صحافي بات شبه يومي منذ بدء جائحة «كورونا»: «نحن نُعيد فتح الاقتصاد، وسيتعيّن علينا الاستمرار في أخذ تدابير، ووضع أقنعة عندما لا نستطيع الإبقاء على مسافة مترين، والتنبّه إلى التواصل مع الآخرين».
وتابع «إذا أردنا ألّا نفقد كلّ التقدّم الذي أحرزناه في الأشهر الأخيرة، فيجب أن نُواصل توخّي اليقظة حتّى خلال هذه المرحلة الجديدة من الجائحة».
وإذ أكّد ترودو أنّه لا تزال هناك «نقاط ساخنة» في كندا، أشار إلى انخفاض أعداد الإصابات الجديدة بالفيروس وحالات الدخول إلى المستشفيات والوفيات في سائر أنحاء البلاد.
وكان رئيس الوزراء الكندي أعلن في منتصف يونيو أنّ حكومته ستُطلق تطبيقاً عبر الهواتف المحمولة لتتبّع انتشار فيروس «كورونا» المستجدّ. وسيُنبّه هذا التطبيق مستخدميه في حال خالطوا شخصاً تبيّن لاحقاً أنّه مصاب بـ«كورونا».
ويأتي ذلك في وقت ستبقى فيه حدود كندا مع الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرّراً من الوباء، مغلقة حتّى 21 يوليو أمام كلّ التنقّلات غير الضروريّة.
والحدود الأميركية - الكندية، الأطول في العالم على الإطلاق، مغلقة منذ 21 مارس، وقد استثنيت من هذا الإجراء تجارة السلع والبضائع.