واشنطن تشيد بأي ضربة جوية إيرانية لمواقع «داعش» في العراق

البنتاغون أعلن أن لديه أدلة على حدوثها في شرق العراق

واشنطن تشيد بأي  ضربة جوية إيرانية  لمواقع «داعش» في العراق
TT

واشنطن تشيد بأي ضربة جوية إيرانية لمواقع «داعش» في العراق

واشنطن تشيد بأي  ضربة جوية إيرانية  لمواقع «داعش» في العراق

عد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن أي ضربة عسكرية إيرانية لتنظيم داعش في العراق ستكون «إيجابية» بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن إيران وجهت غارات جوية للتنظيم المتطرف.
وأضاف كيري «إذا كانت إيران تهاجم (داعش) في مكان ما، وإذا كان هذا الهجوم محصورا بـ(داعش)، ولذلك تأثير، سيكون بلا شك تأثير واضح وإيجابي». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، رفض كيري تأكيد الغارات أو نفيها قائلا «لا أريد القيام بإعلان للنفي أو التأكيد. هذا الأمر يعود إليهم أو للعراقيين إذا كان ذلك قد حصل».
وأعلن البنتاغون أول من أمس أن مقاتلات إيرانية شنت ضربات على «داعش» في شرق العراق في الأيام الأخيرة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي «لدينا مؤشرات على أنهم (الإيرانيون) شنوا غارات جوية بواسطة طائرات فانتوم إف - 4 خلال الأيام الأخيرة». لكن كيربي شدد على أن الولايات المتحدة التي شنت ألف ضربة جوية في العراق وسوريا منذ أغسطس (آب) الماضي لا تنسق تحركها العسكري مع إيران. وأوضح في هذا السياق «ننسق عملياتنا مع الحكومة العراقية ولا تغيير في سياستنا من حيث عدم التنسيق مع طهران (...) الأمر يعود للعراقيين لتجنب أي صدام في المنطقة بين الطائرات التي تشن الضربات».
ورفضت إيران أمس تأكيد أو نفي شن غارات جوية ضد «داعش» في العراق وقالت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم في تصريح صحافي «لم يحصل تغيير في سياسة إيران لتقديم دعم واستشارات للمسؤولين العراقيين في المعركة ضد (داعش)». وأضافت «لا أؤكد هذه المعلومات حول تعاون عسكري (مع العراق). نحن نقدم دعما عسكريا واستشارات في إطار القوانين الدولية».
من جانب آخر، أشار كيربي إلى أن الولايات المتحدة تسعى لمساندة قوات البيشمركة في خطة للتحرك نحو الموصل لإخراج قوات «داعش» من المدنية خلال الأسابيع المقبلة وقال: «قمنا بضربات جوية في الموصل وحولها والموصل، وفقا لتصميم هدف الحملة هدف حاسم، ونعلم أن القوات العراقية تعمل بالتنسيق مع القوات الكردية من أجل تحقيق هذا الهدف، ونحن مستعدون لتقديم الدعم الجوي لهم عندما يكونون على استعداد ولم نصل لهذه المرحلة بعد».
بدوره، قال جبار ياور، الأمين العام لوزارة البيشمركة، تعليقا على الدور الإيراني في العراق: «كان لإيران دور في حماية بغداد، وهناك مستشارون عسكريون إيرانيون في العراق، وإيران دولة متحالفة مع الحكومة العراقية وهي حليفة لكردستان أيضا». لكن ياور علمه بتوجيه طائرات إيرانية ضربات جوية لمواقع داخل العراق، وقال إن «الإقليم لا يملك إدارات ليعرف هوية الطائرات الموجودة في الأجواء. هناك الكثير من الطائرات في أجواء العراق والحكومة العراقية هي التي تسيطر على الأجواء».



أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
TT

أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)

في إطار سعيهما لتعزيز قبضتهما على السلطة، يهاجم رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا ونائبته وزوجته روزاريو موريو الكنيسة الكاثوليكية، بعدما عملا على سجن أو نفي شخصيات معارضة.
بدأ المقاتل السابق في جبهة التحرير الوطني الساندينية، بدعم قوي من زوجته، بالتأسيس لاستمرارية في السلطة منذ عودته إليها في عام 2007. وسمحت تعديلات دستورية في العامين 2011 و2014 برفع الحظر المفروض على إعادة انتخاب الرئيس، الذي كان منصوصاً عليه سابقاً في الدستور، حسبما تقول عالمة الاجتماع إلفيرا كوادرا التي تعيش في المنفى في كوستاريكا.
وتشير كودارا لوكالة «الصحافة الفرنسية» إلى أن أورتيغا (76 عاماً) «حوّل بذلك شكل الحكومة التي نصّ عليها الدستور» من أجل الانتقال إلى نظام «استبدادي» يضع «صنع القرار المطلق في أيدي الثنائي الرئاسي».
ومنذ القمع الدامي لاحتجاجات عام 2018 التي كانت تُطالب باستقالة الزوجيْن، تمرّ نيكاراغاوا بـ«أزمة مطوّلة لا يمكن تخطّيها» لأن أورتيغا وزوجته «أكّدا استمراريتهما في السلطة خلال انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. ومن خلال مأسسة الدولة البوليسية».
وأُعيد انتخاب أورتيغا لولاية رابعة على التوالي خلال انتخابات غاب عنها جميع منافسيه الأقوياء المحتملين، بسبب اعتقالهم أو إرغامهم على العيش في المنفى.
ولطالما دان المجتمع الدولي أفعال النظام في نيكاراغوا. وطالبت منظمة الدول الأميركية، أول من أمس الجمعة، الحكومة في نيكاراغوا بوقف «المضايقات والقيود التعسّفية» بحق المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والمنظمات الدينية والمعارضين. وطالبت أيضاً بـ«الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين الذين يُقدّر عددهم بنحو 190».
ويعتبر المحلل والنائب السابق في نيكاراغوا إيليسيو نونييز، الذي يعيش هو أيضاً في المنفى، أن جبهة التحرير الوطني الساندينية «تنتقل من موقع الحزب المهيمن إلى موقع الحزب الواحد (...) مع خلق عبادة شخصية لا مثيل لها حالياً في أميركا اللاتينية».
ومنذ عام، تمّ اعتقال 46 معارضاً أو مجرد منتقد للحكومة وحُكم عليهم بالسجن لفترات تصل إلى 13 عاماً. وكان سبعة منهم يريدون الترشّح إلى الرئاسة.
- قمع الإعلام
وكانت وسائل الإعلام أيضاً من الأهداف الأولى للسلطة.
لم تعد صحيفة «لا برينسا» La Prensa، التي كانت تنشر نسخة ورقية، موجودة إلّا على الإنترنت، بعدما اختار صحافيوها المنفى خوفاً من الاعتقال، وذلك عقب مصادرة مقرّها وزجّ مديرها لورينزو هولمان بالسجن.
وأغلقت السلطات أيضاً المحطة التلفزيونية التابعة للكنيسة الكاثوليكية في نيكاراغوا، بالإضافة إلى عدة إذاعات في أبرشيات مختلفة، وعشرات وسائل الإعلام المستقلة.
في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2020. أصدرت نيكاراغوا تشريعاً يستهدف الذين يتلقون أموالاً من الخارج ويفرض تسجيلهم لدى السلطات بصفة «عملاء أجانب». وأثار هذا القانون انتقادات المجتمع الدولي لما يشكله من خطر على الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان.
وبموجب هذا القانون، اعتبرت أكثر من ألف مؤسسة ومنظمة غير حكومية كان بعضها يكرّس عمله للدفاع عن حقوق الإنسان، غير قانونية. وأغلقت جامعات خاصة ومنظمات ثقافية بين عشية وضحاها.
في يوليو (تموز) اضطرت راهبات مجمّع الإرساليات الخيرية الذي أسسته الأم تيريزا، إلى الرحيل من نيكاراغوا، وطُردن كأنّهن «منبوذات»، حسبما قال مركز نيكاراغوا للدفاع عن حقوق الإنسان.
- «كنيسة صامتة»
وتُظهر الكنيسة الكاثوليكية نفسها على أنها آخر معقل يحمي من الإجراءات التعسّفية. لكن الموالين للحكومة يعتبرون الكهنة والأساقفة الذين ينتقدون النظام «أنبياء مزيّفين».
ومنعت الشرطة أسقف ماتاغالبا (شمال شرق) المونسنيور رولاندو ألفاريز من التنقّل، منذ 4 أغسطس (آب)، مما يعكس ذروة الأزمة مع نظام يسعى إلى إسكات رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية المحلية لقمع أصوات المعارضة.
وقال ألفاريز في إحدى عظاته: «لطالما أرادت الحكومة كنيسة صامتة، لا تريدنا أن نتكلّم وأن نندّد بالظلم».