إردوغان يضغط لتحويل متحف آيا صوفيا مجدداً إلى مسجد

أنصاره أكثر قلقاً بشأن التبعات الاقتصادية لجائحة «كوفيد - 19»

شرطيان تركيان يقفان أمام متحف آيا صوفيا في إسطنبول (رويترز)
شرطيان تركيان يقفان أمام متحف آيا صوفيا في إسطنبول (رويترز)
TT

إردوغان يضغط لتحويل متحف آيا صوفيا مجدداً إلى مسجد

شرطيان تركيان يقفان أمام متحف آيا صوفيا في إسطنبول (رويترز)
شرطيان تركيان يقفان أمام متحف آيا صوفيا في إسطنبول (رويترز)

لطالما استخدم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الرمزية الدينية والوطنية لمحاولة كسب الدعم. وهو الآن يعيد إحياء خطط تحويل متحف آيا إلى مسجد، في الوقت الذي يحاول خلاله تحمل الضغوط السياسية والاقتصادية المتزايدة في أعقاب جائحة فيروس كورونا، وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال».
ويعود مبنى آيا صوفيا في شكله الحالي إلى القرن السادس، عندما أعاد بناءه الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول. وتم تحويل المبنى لاحقاً إلى مسجد عام 1453. وظل على هذا النحو حتى أغلقه رئيس تركيا مصطفى كمال أتاتورك في عام 1931، قبل تحويله إلى متحف.
ويمكن أن تُنفذ الخطوة التالية في أوائل الشهر المقبل، حيث من المتوقع أن تبت أعلى محكمة إدارية في تركيا بإعادة فتح المبنى للمصلين المسلمين - وهي خطوة يؤيدها إردوغان بحماس، وفق الصحيفة الأميركية.
وقال إردوغان لأعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم: «بعد قرار مجلس الدولة بشأن آيا صوفيا في 2 يوليو (تموز)، إن شاء الله، سنصلي هناك».
جاء اقتراح إعادة فتح آيا صوفيا كمسجد بعد صلاة لمرة واحدة هناك للاحتفال بالذكرى 567 لدخول العثمانيين إلى القسطنطينية، كما كانت تعرف إسطنبول في ذلك الوقت. واعترضت الحكومة اليونانية على هذه الخطة، وحثت تركيا على العمل كوصي حيادي لما كان في السابق مقر بطريرك القسطنطينية الأرثوذكسية قائلة إن المكان «ملك للبشرية جمعاء».
وتركيا واليونان خصمان تاريخيان، وقد تسببت المناوشات مع أثينا في إثارة المشاعر القومية في الماضي. ووفق التقرير فإن إعادة آيا صوفيا مرة أخرى إلى مسجد قد لا يكون له التأثير الذي يبحث عنه إردوغان، حيث إن الكثير من أنصاره أكثر قلقاً بشأن التوابع الاقتصادية للوباء.
وفي متجر التوابل الخاص به بالقرب من آيا صوفيا، قال علي تسكين للصحيفة إنه كان دائماً معجباً بإردوغان لكنه لم يستطع الموافقة على فكرته الأخيرة.
وتابع: «لم أر زبوناً منذ شهور...الوضع الاقتصادي كارثي، أسوأ ما رأيته. هناك مشاكل أكثر إلحاحاً من آيا صوفيا».
وتوفي ما يزيد قليلاً عن 5 آلاف شخص في تركيا بسبب مرض «كوفيد - 19». الذي يسببه فيروس كورونا. وأثَر الإغلاق المرتبط بالفيروس على الشركات، لا سيما في قطاع السياحة.
وكشف الوباء أيضاً عن مدى اعتماد النظام المالي التركي على التمويل الأجنبي المتقلب، مما دفع العملة إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق في مايو (أيار).
ويقول خبراء اقتصاديون إن الاقتصاد الذي تبلغ قيمته 750 مليار دولار سوف يندفع نحو الركود هذا العام، مما يزيد من التضخم والبطالة. وتقول وكالة الإحصاء الوطنية التركية إن نحو أربعة ملايين تركي عاطلون عن العمل، مما يجعل معدل البطالة أكثر من 13 في المائة. وتؤكد نقابة عمال مقرها إسطنبول أن ستة ملايين آخرين فقدوا وظائفهم بسبب تفشي المرض.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «متروبول» المعنية باستطلاعات الرأي أوزر سنكار: «عندما يكون الاقتصاد سيئاً، يجد إردوغان قضية أخرى لإلهاء الناس مثل النقاش حول آيا صوفيا... ولكن لا يستطيع أحد تغطية الوضع الاقتصادي الرديء».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أوروبا أعضاء فرع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية يحضرون اجتماعاً في دير القديس بانتيليمون في كييف يوم 27 مايو 2022 (رويترز)

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه يدرس حظر كييف للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المرتبطة بروسيا، قائلاً إنه يثير مخاوف جدية بشأن حرية المعتقد.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
آسيا البابا فرنسيس أثناء وصوله إلى مطار سوكارنو هاتا الدولي في جاكرتا (أ.ف.ب)

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في مستهل أطول رحلة خارجية خلال ولايته

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في محطة أولى ضمن جولة له على 4 دول. وتتمحور الزيارة بشكل خاص حول الحوار الإسلامي المسيحي.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
أميركا اللاتينية الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال زيارته إلى القدس 6 فبراير 2024 (أ.ب)

كيف تحول تأييد الرئيس الأرجنتيني لإسرائيل واهتمامه المتزايد باليهودية مصدر قلق لبلاده؟

لقد أظهر الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، وهو كاثوليكي بالميلاد، اهتماماً عاماً متزايداً باليهودية، بل وأعرب حتى عن نيته في التحوّل إلى اليهودية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا رجال الشرطة يقفون للحراسة مع وصول المسلمين لأداء صلاة الجمعة في مسجد جيانفابي في فاراناسي 20 مايو 2022 (أ.ف.ب)

الهند: قوانين مقترحة للأحوال الشخصية تثير مخاوف المسلمين

من المقرر أن تطرح ولاية هندية يحكمها حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي قوانين الأحوال الشخصية العامة الجديدة المثيرة للجدل والتي ستطبَّق على جميع الأديان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
آسيا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال حفل الافتتاح (رويترز)

مودي يفتتح معبداً هندوسياً بُني على أنقاض مسجد تاريخي

افتتح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اليوم معبداً هندوسياً، بني على أنقاض مسجد تاريخي، في خطوة تكتسي أهمية كبيرة في سياسته القومية المحابية للهندوسية.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

حبس سعد الصغير يجدد وقائع سقوط فنانين في «فخ المخدرات»

المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
TT

حبس سعد الصغير يجدد وقائع سقوط فنانين في «فخ المخدرات»

المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)
المطرب الشعبي سعد الصغير (حسابها على «فيسبوك»)

جدد حبس المطرب المصري سعد الصغير الحديث عن وقائع مشابهة لسقوط فنانين في «فخ المخدرات»، وكانت محكمة جنايات القاهرة قضت، الاثنين، بالحكم على الصغير بالسجن المشدد 3 سنوات، وتغريمه 30 ألف جنيه (الدولار يساوي 49.65 جنيه مصري).

الحكم بسجن سعد الصغير وتغريمه جاء على خلفية اتهامه بحيازة «سجائر إلكترونية» تحتوي على مخدر «الماريوانا»، بعد تفتيش حقائبه أثناء عودته من أميركا «ترانزيت» عبر أحد المطارات العربية، عقب إحياء حفلات غنائية عدة هناك.

وكشف الصغير خلال التحقيقات التي جرت أمام الجهات المختصة بمصر، أنه لم يكن على دراية بأن المادة الموجودة في «السجائر الإلكترونية» ضمن المواد المحظور تداولها، مؤكداً أنها للاستخدام الشخصي وليس بهدف الاتجار، وأرجع الأمر لعدم إجادته اللغة الإنجليزية.

الفنانة المصرية برلنتي فؤاد التي حضرت جلسة الحكم، على الصغير، أكدت أن الحكم ليس نهائياً وسيقوم محامي الأسرة بإجراءات الاستئناف، كما أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن «حالة سعد النفسية ليست على ما يرام»، لافتة إلى أنه «بكى بشدة خلف القضبان بعد النطق بالحكم، كما أنه يعيش في توتر شديد نتيجة القضية».

وقبل سعد الصغير وقع عدد من الفنانين في «فخ المخدرات»، من بينهم الفنانة دينا الشربيني، التي تعرضت للسجن سنة مع الشغل وغرامة 10 آلاف جنيه لإدانتها بتعاطي «مواد مخدرة».

الفنان أحمد عزمي (حسابه على «فيسبوك»)

وكذلك الفنان المصري أحمد عزمي الذي تم القبض عليه مرتين ومعاقبته بالحبس في المرة الثانية بالسجن 6 أشهر، بينما أعلن مقربون من الفنانة شيرين عبد الوهاب وقوعها في الفخ نفسه، مما جعلها تختفي عن الأنظار حتى تتعافى، كما أن طبيبها المعالج طالب جمهورها بدعمها. وحُكم على الفنانة منة شلبي بالحبس سنة مع إيقاف التنفيذ وتغريمها 10 آلاف جنيه، في مايو (أيار) الماضي، في قضية اتهامها بـ«إحراز جوهر الحشيش بقصد التعاطي في أماكن غير مصرح لها باستخدامها».

وقبل أشهر قضت محكمة الاستئناف بمصر بقبول معارضة الفنان المصري أحمد جلال عبد القوي وتخفيف عقوبة حبسه إلى 6 أشهر بدلاً من سنة مع الشغل وتغريمه 10 آلاف جنيه، بتهمة حيازة مواد مخدرة بغرض التعاطي.

«ليس كل مشهور مدمناً»

من جانبها، أوضحت الاستشارية النفسية السورية لمى الصفدي أسباب وقوع بعض المشاهير في «فخ المخدرات» من الناحيتين النفسية والاجتماعية، وأثره على المستوى المهني.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «التعميم على جميع المشاهير أمر خاطئ، فليس كل مشهور مدمناً أو خاض تجربة الإدمان»، موضحة أن «ذلك ينطبق أحياناً على بعض الفئات التي حصلت على الشهرة والمال والمعجبين لكنهم في الوقت نفسه يطالبون بامتيازات أكثر».

وأشارت إلى أن «الفكرة تكمن في أن المخدرات ربما تساهم بطريقة أو بأخرى في زيادة مستويات هرمون (الدوبامين) الخاص بالسعادة، وهذا جزء نفسي يدفع البعض للسقوط في فخ المخدرات».

الفنانة منة شلبي (حسابها على «فيسبوك»)

وتستكمل الصفدي: «ربما الوقوع في هذا الفخ نتيجة رفاهية أكثر أو البحث عن المزيد والسعي للمجهول أو الأشياء المتوفرة عن طريق السفر أو الوضع المادي».

واختتمت الصفدي كلامها قائلة إن «هذا الأمر لا يخص الفنانين وحدهم، لكنه يتعلق أيضاً بالكثير من المهن والتخصصات، لكن المشاهير يتم تسليط الضوء عليهم أكثر من غيرهم».