عودة الروح إلى مطار «أورلي» في باريس

عمال الإطفاء يرشون أول طائرة تسافر من مطار أورلي في باريس احتفالاً بعودة حركة الملاحة (رويترز)
عمال الإطفاء يرشون أول طائرة تسافر من مطار أورلي في باريس احتفالاً بعودة حركة الملاحة (رويترز)
TT

عودة الروح إلى مطار «أورلي» في باريس

عمال الإطفاء يرشون أول طائرة تسافر من مطار أورلي في باريس احتفالاً بعودة حركة الملاحة (رويترز)
عمال الإطفاء يرشون أول طائرة تسافر من مطار أورلي في باريس احتفالاً بعودة حركة الملاحة (رويترز)

استأنف مطار «أورلي»، أقدم وأحد مطارين دوليين في باريس، أمس، استقبال الرحلات التجارية الدولية بعد توقفها مند الأول من أبريل (نيسان) الماضي، بسبب وباء «كورونا». وظلت الحركة، أمس، محدودة لم تتجاوز 74 رحلة مقابل 600 رحلة يومية ما بين إقلاع وهبوط في الأوقات الطبيعية. يأتي افتتاح المطار نتيجة جهود بذلتها شركات الطيران لإقناع إدارة المطار التي كانت تخطط لإبقائه مغلقاً حتى نهاية الخريف.
وفي السادسة و25 دقيقة من صباح أمس، حلقت من «أورلي» أول طائرة تابعة لشركة «ترانزافيا» متجهة إلى بورتو في البرتغال، على متنها عدد قليل من الركاب وصلوا المطار قبل ساعتين من موعد الإقلاع وهم يرتدون الكمامات. وما زالت وجهات الرحلات محدودة ومقتصرة على الدول الأوروبية التي فتحت حدودها مع فرنسا، مثل البرتغال وإسبانيا وإيطاليا واليونان وكرواتيا وآيسلندا، بالإضافة إلى جزيرتي كورسيكا ورودس.
ولتأمين سلامة الركاب من عدوى «كورونا»، اتخذت إدارة المطار سلسلة من الإجراءات الوقائية المتعلقة بالنظافة ودوام تعقيم الأيدي والمرافق العامة، والتزام تعليمات التباعد بين المسافرين.
من المنتظر انطلاق رحلات إلى مزيد من المدن والعواصم مع عودة الحركة إلى شركات الطيران ذات الأسعار المخفضة مثل «إيزي جيت». أما الرحلات نحو دول المغرب العربي فتبقى في انتظار فتح الحدود معها، وهي وجهة السفر الأكثر نشاطاً في «أورلي»، حيث يكتسب المطار أجواءه الخاصة من مسافريها.
ويأمل إدوارد آركرايت، المدير العام التنفيذي لشركة مطارات باريس، أن يتضاعف عدد الرحلات خلال الأسبوعين المقبلين. ويمكن للمطار أن يستعيد 40 في المائة من طاقته مع نهاية أغسطس (آب) المقبل. لكن انتظام الميزانية فسيحتاج لثلاث سنوات لتعويض الخسارة التي أصابت الشركة خلال فترة الحظر، حيث تراجعت مبيعاتها بمبلغ يساوي مليارين ونصف المليار يورو.
لكن استئناف الرحلات مع مدن مثل نيويورك يبقى خارج التوقعات. وكذلك استئناف ما يمكن وصفه بـ«التاكسي» الجوي الداخلي، وهي الرحلات المكوكية على مدار النهار ما بين باريس ومدن فرنسية كبرى مثل مرسيليا وتولوز ونيس. ونظراً لتراجع أعداد المسافرين على الرحلات الداخلية من مطار «شارل ديغول»، تنوي شركة الطيران الفرنسية تحويلها إلى «أورلي».
يذكر أن «أورلي» ظهر إلى النور عام 1932 في ضاحية باريس الجنوبية. وخلال الاحتلال الألماني لفرنسا في الحرب العالمية الثانية، جرى استخدامه لتمركز وحدات عسكرية، ولانطلاق طلعات مقاتلة منه. وبسبب ذلك، تعرض لهجمات من القوات الجوية الأميركية التي دمرت جانباً من بنيته التحتية، وأصابت مدرجاته بالقذائف لمنع الألمان من استغلالها.


مقالات ذات صلة

«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

وقّعت شركة «كاتريون» للتموين القابضة السعودية عقداً استراتيجياً مع «طيران الرياض» تقوم بموجبه بتزويد رحلات الشركة الداخلية والدولية بالوجبات الغذائية والمشروبات

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ طائرة تتبع خدمة الشحن «يو بي إس» في مطار محمد علي الدولي في لويسفيل خلال عاصفة شتوية (أ.ف.ب)

شركات طيران أميركية تلغي أكثر من 1300 رحلة بسبب عاصفة شتوية

ألغت شركات الطيران في الولايات المتحدة أكثر من 1300 رحلة بسبب عاصفة شتوية مصحوبة بالثلوج والجليد ودرجات حرارة تصل إلى الصفر في مناطق شاسعة بالبلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت» البريطانية (رويترز)

طائرة بريطانية تهبط اضطرارياً بعد «تهديد راكبة بطعن أحد أفراد الطاقم»

اضطرت طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت» البريطانية كانت في طريقها إلى لندن إلى تحويل مسارها لإيطاليا والهبوط اضطرارياً بعد أن هددت فتاة مراهقة طاقم الطائرة

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الحادثة تأتي بعد تحطم طائرة تابعة لشرك «جيجو إير» في كوريا الجنوبية (رويترز)

طائرة أميركية تُجبر على العودة إلى المطار بعد اصطدامها بنسر

اضطرت رحلة تابعة لشركة «هوريزون إير» إلى العودة والهبوط في المطار بعد اصطدامها بنسر، بحسب صحيفة «إندبندنت».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا فريق الطب الشرعي التابع للشرطة يجري تحقيقاً ميدانياً في موقع تحطم طائرة في مطار موان الدولي بكوريا الجنوبية (د.ب.أ)

بعد تحطم طائرة... سيول تدرس قانونية وجود حاجز إسمنتي في نهاية مدرج

أعلنت السلطات الكورية الجنوبية، الثلاثاء، أنها ستنظر في اللوائح التنظيمية المتعلقة بجدار إسمنتي شُيد في نهاية مدرج مطار موان.

«الشرق الأوسط» (سيول)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.