الوباء يتوغل في شرق ليبيا... وتحذيرات من تفاقم الوضع

بنغازي
بنغازي
TT

الوباء يتوغل في شرق ليبيا... وتحذيرات من تفاقم الوضع

بنغازي
بنغازي

وسط مخاوف وتحذيرات متزايدة من تفاقم الوضع الوبائي في ليبيا، أعلنت اللجنة الطبية الاستشارية، التابعة للحكومة المؤقتة (شرق البلاد)، أمس، عن تسجيل 14 حالة جديدة مصابة بفيروس «كورونا»، بجانب 24 حالة إيجابية أخرى سجلها المركز الوطني لمكافحة الأمراض، أول من أمس، لتصبح الحصيلة الإجمالية 609 حالات.
وقال المركز الوطني، في بيان له أمس، إن من بين الـ24 إصابة، يوجد 8 حالات في مدينة سبها (جنوب البلاد)، و9 حالات في طرابلس، جميعهم من الخالطين، بالإضافة إلى حالات أخرى في بن جواد ومصراتة والبريقة.
ولفت المركز إلى أنه تماثل للشفاء من بين المصابين 13 حالة، ليكون إجمالي المتعافين 116 شخصاً، بجانب 13 حالة وفاة.
وناشد المركز الوطني المواطنين مجدداً ضرورة اتباع الإرشادات الوقائية والاحترازية اللازمة لمنع انتشار فيروس كورونا، التي تشمل: حظر التجول، ومنع التجمعات، والحجر المنزلي، والتباعد الاجتماعي، والاستمرار في عمليات التعقيم والتطهير والنظافة الشخصية.
ويأتي ذلك بينما توزعت الحالات المصابة في شرق ليبيا، وفقاً للجنة الطبية، إلى 10 حالات من مدينة الأبيار، هم 9 نساء وطفل، أدخلوا جميعاً مستشفى الهواري ببنغازي، بجانب 4 حالات من مدينة أجدابيا.
وفور الإعلان عن وجود حالة مصابة بالفيروس في بن جواد (على ساحل البحر المتوسط)، طالبت شركة «راس لانوف» للنفط والغاز العاملين بها، القاطنين بمدينة بن جواد، بالتوقف عن «الالتحاق بمواقع العمل حتى إشعار آخر». وأرجعت الشركة هذا الإجراء إلى أنه يأتي في إطار «تعزيز الإجراءات الاحترازية لمجابهة فيروس كورونا، خصوصاً بعد التطور الوبائي الأخير بالبلدية».
وأضافت الشركة، في بيانها أمس: «من أجل المحافظة على بعض العمليات التشغيلية، يستمر مستخدمو الشركة بنظام (الورديات) في أعمالهم، بشرط التنسيق مع رؤسائهم المباشرين، من أجل توفير سكن في منطقة العزاب لهم، إلى حين تمكن فرق الرصد والتقصي من تحديد حجم انتشار وتفشي الفيروس بالمدينة».
وفي سياق المساعدات الطبية اللازمة لمواجهة الجائحة، قالت إدارة التنمية المستدامة بالمؤسسة الوطنية للنفط إنها سلمت حاويتين محملتين بمستلزمات ومعدات طبية إلى مستشفى بمدينة أجدابيا.
وتضمنت الشحنة أجهزة إنعاش وتخطيط القلب، ومراقبة الوظائف الحيوية للمريض، وأجهزة تحديد نسبة الأكسجين في الدم، وغيرها من الأجهزة الخاصة بالعناية المركزة، وأجهزة الكشف عن المريض لجميع الأقسام، كالنساء وحديثي الولادة والأطفال والبالغين.
ومع تصاعد المخاوف من تغوّل الفيروس في عموم ليبيا، طالب المركز الوطني المواطنين بالمناطق التي يحدث فيها سريان للفيروس بـ«عدم مغادرة المنطقة حتى تتمكن فرق الرصد والتقصي الوبائي التابعة للمركز من تتبع وحصر المخالطين، والعمل على استقرار الوضع الوبائي».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.