روحاني يشكك في طلب ترمب إجراء محادثات

الدولار يواصل تسجيل أرقام قياسية بالأسواق الإيرانية

صورة نشرها موقع الرئيس الإيراني من اجتماع جرى عبر الفيديو مع حكام المحافظات أمس
صورة نشرها موقع الرئيس الإيراني من اجتماع جرى عبر الفيديو مع حكام المحافظات أمس
TT

روحاني يشكك في طلب ترمب إجراء محادثات

صورة نشرها موقع الرئيس الإيراني من اجتماع جرى عبر الفيديو مع حكام المحافظات أمس
صورة نشرها موقع الرئيس الإيراني من اجتماع جرى عبر الفيديو مع حكام المحافظات أمس

شكك الرئيس حسن روحاني مرة أخرى في طلب الولايات المتحدة إجراء محادثات مع إيران بأنه «كذبة»، بينما تواجه حكومته ضغوطاً اقتصادية بسبب «صدمة»، تشهدها أسواق العملات الأجنبية، بعد أيام من قرار أوروبي، اعتمدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الإيراني.
وقال روحاني في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي أمس «يقولون إننا مستعدون للتفاوض. يقولون شيئاً غريباً. ما الذي يعنيه أننا مستعدون للتفاوض؟ من الذي ترك طاولة المفاوضات؟ من الذي دمر طاولة المفاوضات؟ من الذي أشعل النار في قاعة المفاوضات؟ كانوا هم». وأضاف «لذلك فهذا كذب فوق كذب كل يوم»، حسب «رويترز».
ونسبت وكالات إيرانية إلى روحاني قوله، إن بلاده «لن ترضخ بالضغوط والعقوبات».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد حث على «تويتر» في أوائل يونيو (حزيران) إيران على إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة وعدم انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ومنذ عام 2018 عندما انسحب ترمب من اتفاق إيران النووي مع الدول الكبرى الست في عام 2015، أعادت واشنطن فرض العقوبات لخنق صادرات إيران النفطية في إطار استراتيجية الضغط الأقصى.
وتقول الولايات المتحدة، إنها تهدف إلى دفع طهران لإبرام اتفاق أوسع يفرض قيوداً أشد على أنشطتها النووية ويقيد برنامجها للصواريخ الباليستية وينهي حروبها بالوكالة في المنطقة.
ولطالما رهنت الحكومة الإيرانية أي المفاوضات برفع العقوبات، بينما أغلق «المرشد» علي خامنئي، صاحب كلمة الفصل في البلاد، باب التفاوض مع الحكومة الأميركية الحالية.
جاء ذلك، بينما كان روحاني يدافع عن سجله، بينما تواجه الحكومة انتقادات متزايدة بسبب تراجع قياسي للعملة الإيرانية مقابل الدولار، ومخاوف من موجة غلاء قد تطال السلع الأساسية، في وقت يعاني الإيرانيون من ضغوط معيشية متزايدة.
وقال روحاني، إنه يواجه انتقادات من أطراف داخلية بسبب وعود أطلقها قبل إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية في 2017، ورفض الانتقادات، مشيراً إلى أنه أطلق الوعود في وقت ارتفعت صادرات النفط الإيرانية من 900 ألف برميل إلى نحو 2.7 مليون برميل.
وأبلغ روحاني حكام المحافظات الإيرانية، أن بلاده «لم تعد تعتمد على مضيق هرمز لصادرات النفط»، مضيفاً أنها مدت أنابيب إلى ميناء جاسك قبالة خليج عمان.
وقبل ذلك، بساعات، نقلت وكالات رسمية عن روحاني قوله في اجتماع اقتصادي للحكومة الإيرانية، إن «عودة العائدات بالعملة الأجنبية، ستعيد التوازن لسوق العملة».
ونوّه روحاني بأن «الصدمة الحالية في سوق العملة ستكون مؤقتة وعابرة»، مشدداً على ضرورة عودة التوازن إلى سوق العملة.
وقال روحاني، إن «جذور وأسباب» التذبذبات في سوق العملة والصدمة الحالية، «ليست اقتصادية»، قبل أن يشير ضمنياً إلى قرار صدر الجمعة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذكر أن «بعض التحركات الدولية ضد إيران والالتهاب النفس وإثارة قلق غير واقعي من أسباب زيادة سعر العملة».
وتابع روحاني، إن «كل المسؤولين الاقتصاديين في البلاد ملزمون بمتابعة وتنفيذ السياسات التي أقرت لضبط سعر العملة»، وشدد على «الرقابة الدقيقة والتصدي الجاد» لمنع تأثير ارتفاع سعر العملة على سعر السلع الأساسية.
جاء ذلك بينما واصل الريال الإيراني الترنح أمام الدولار الأميركي في الأسواق غير الرسمية. ووصل سعر الدولار الواحد، إلى 200 ألف و5300 ر‏يال في أعلى رقم قياسي، كما وصل سعر اليورو إلى أكثر من 230 ألف ريال.
وعلى منوال روحاني، وصف رئيس محافظ البنك المركزي ارتفاع سعر العملات الأجنبية بالأمر «العابر». وجاء الوصف في سياق تصريحات حول السبب الذي يدفع البنك المركزي للتوقف عن ضخ الدولار بالأسواق.
وخلال الأيام الأخيرة، حض الرئيس الإيراني، البنك المركزي بنشر قائمة مصدرين، لم يعملوا على إعادة العملة الأجنبية في البلاد.
وأفادت وكالة «مهر» الحكومية، أمس نقلاً عن البنك المركزي الإيراني، بأن «250 من المصدرين لم يعيدوا ما يعادل 6.8 مليار يورو من عائدات الصادرات إلى الدورة الاقتصادية الإيرانية».



ضربات وقائية على طاولة ترمب لمنع إيران من تطوير قنبلة نووية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)
TT

ضربات وقائية على طاولة ترمب لمنع إيران من تطوير قنبلة نووية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)

يدرس الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، خيارات لمنع إيران من إنتاج سلاح نووي، بما في ذلك إمكانية شن غارات جوية استباقية، مما يشكل خرقاً للسياسة الأميركية القائمة على احتواء طهران بالدبلوماسية والعقوبات.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن فريق ترمب الانتقالي يناقش تداعيات ضعف موقف إيران الإقليمي وسقوط نظام الأسد في سوريا، بالإضافة إلى تدمير إسرائيل لميليشيات مثل «حزب الله» و«حماس».

وقال مسؤولون انتقاليون إن ضعف موقف إيران الإقليمي، والكشف عن تقدم الجهود النووية لطهران، قد أديا إلى تفاقم المناقشات الداخلية الحساسة. ومع ذلك، لا تزال جميع المداولات حول هذه القضية في المراحل المبكرة.

تساؤلات حول نوع الضغوط التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)

وقال شخصان مطلعان على محادثاتهما، إن ترمب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكالمات هاتفية حديثة، بأنه قلق بشأن اندلاع حرب نووية إيرانية في عهده، مما يشير إلى أنه يبحث عن مقترحات لمنع هذه النتيجة.

ويريد ترمب خططاً تتوقف عن إشعال حرب جديدة، خصوصاً تلك التي يمكن أن تجرَّ الجيش الأميركي، حيث إن الضربات على المنشآت النووية في طهران لديها القدرة على وضع الولايات المتحدة وإيران على مسار تصادم.

وتمتلك إيران ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب وحده لبناء 4 قنابل نووية، مما يجعلها الدولة الوحيدة غير النووية التي تنتج 60 في المائة من المواد الانشطارية التي تقترب من درجة الأسلحة، ولن يستغرق الأمر سوى بضعة أيام لتحويل هذا المخزون إلى وقود نووي صالح للأسلحة.

وقال مسؤولون أميركيون، في وقت سابق، إن الأمر قد يستغرق من إيران أشهراً عدة لنشر سلاح نووي.

وقال أشخاص مطلعون على التخطيط إن الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب يبتكر ما يطلق عليها استراتيجية «الضغط الأقصى 2» ضد النظام الإيراني، وهي استكمال لنهجه في فترة ولايته الأولى، الذي ركز على العقوبات الاقتصادية الصارمة.

وهذه المرة، يقوم الرئيس المنتخب ومساعدوه بوضع خطوات عسكرية يمكن أن تكون محوريةً لحملته المناهضة لطهران، وإن كانت لا تزال مقترنةً بعقوبات مالية أكثر صرامة.

قال 4 أشخاص مطلعون على التخطيط إن خيارين ظهرا في المناقشات، بما في ذلك في بعض المحادثات التي جرت مع ترمب.

وأحد المسارات، الذي وصفه شخصان مطلعان على الخطة، يتضمَّن زيادة الضغط العسكري من خلال إرسال مزيد من القوات الأميركية والطائرات الحربية والسفن إلى الشرق الأوسط، ويمكن للولايات المتحدة أيضاً بيع أسلحة متقدمة لإسرائيل، مثل القنابل الخارقة للتحصينات، مما يعزز قوتها الهجومية لإخراج المنشآت النووية الإيرانية عن الخدمة.

والتهديد باستخدام القوة العسكرية، خصوصاً إذا اقترن بالعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والتي تنجح في شلِّ الاقتصاد الإيراني، قد يقنع طهران بأنه لا يوجد خيار سوى حل الأزمة دبلوماسياً.

عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

والمسار البديل هو السعي إلى استخدام التهديد باستخدام القوة العسكرية، خصوصاً إذا اقترن بالعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة؛ لدفع طهران إلى قبول حل دبلوماسي، وهذه هي الاستراتيجية التي استخدمها ترمب مع كوريا الشمالية في ولايته الأولى، على الرغم من تعثر الدبلوماسية في نهاية المطاف.

وليس من الواضح أي خيار سيختاره ترمب، الذي تحدَّث عن تجنب حرب عالمية ثالثة، والتوسط في صفقات مع طهران.

في حين أصرَّ ترمب على أنه يسعى إلى تجنب التصعيد الهائل في الشرق الأوسط، فإنه قال لمجلة «تايم»، في مقابلة نُشرت يوم الخميس، إن هناك فرصةً لأن تخوض الولايات المتحدة حرباً مع إيران، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن طهران خطَّطت لاغتياله، وقال: «أي شيء يمكن أن يحدث. إنه وضع متقلب للغاية».

ولم يقم بعض المسؤولين الجدد في الإدارة بعد بإبداء رأيهم الكامل في هذه القضية، وقد تتغير المقترحات المتعلقة بإيران مع تولي المسؤولين الحكوميين مناصبهم، وتوافر المعلومات السرية، وعقد المناقشات مع الحلفاء الإقليميين مثل إسرائيل.

والأمر الحاسم هو أن ترمب نادراً ما يخوض بعمق في التفاصيل المتعلقة بمسائل السياسة الخارجية حتى يتم تقديم خيارات نهائية له ويجب اتخاذ قرار، كما يقول مسؤولون سابقون في إدارة ترمب.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد إجراء 3 مكالمات مع ترمب، قال نتنياهو إنهما «يتفقان على التهديد الإيراني في جميع مكوناته، والخطر الذي يشكِّله».

وقال مسؤولون سابقون إن ترمب درس فكرة توجيه ضربات استباقية للبرنامج النووي الإيراني نحو نهاية ولايته الأولى، بعد وقت قصير من كشف المفتشين الدوليين عن نمو مخزون إيران من المواد النووية لكن ترمب، الذي كان من بين القادة الذين عارضوا بشدة، لم يعلق على هذا الأمر.

وبعد أن ترك منصبه، نفى منذ ذلك الحين أنه فكَّر في العمل العسكري بجدية، مدعياً أن كبار مساعديه وضعوا خطط حرب ودفعوه إلى تفويض ضربة.

وقال مساعدو ترمب والمقربون منه، الذين يدعمون الخيارات العسكرية لولايته الثانية، إن الفكرة الرئيسية ستكون دعم الضربات الإسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية؛ مثل «فوردو» و«أصفهان»، وربما حتى مشاركة الولايات المتحدة في عملية مشتركة.

ترمب ونتنياهو يتصافحان في «متحف إسرائيل» بالقدس يوم 23 مايو 2017 (أ.ب)

يقول كثير من المسؤولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين إن هناك شكوكاً كبيرة حول مدى نجاح إسرائيل في شن هجوم منفرد على المنشآت النووية الإيرانية، وبعضها مدفون عميقاً تحت الأرض.

ومع ذلك، يصرُّ بعض حلفاء ترمب على أن الأشهر الأولى من عودته إلى منصبه تُقدِّم له فرصةً نادرةً لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، بينما النظام في وضع ضعيف.

وفكرت إسرائيل لسنوات في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، لكنها لم تفعل ذلك، جزئياً؛ بسبب الحذر الأميركي ضدها.

وفي عام 2012، حذَّرت إدارة أوباما نتنياهو من شن هجمات، بينما كانت إيران تبني برنامجها النووي قبل الاتفاق النووي لعام 2015. وقالت إدارة بايدن باستمرار إنها تسعى إلى حل دبلوماسي للتقدم النووي الإيراني.

ستكون المناقشات حول ضربة إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية مختلفًة هذه المرة.

وقال غابرييل نورونها، الذي عمل على ملف إيران في وزارة الخارجية خلال إدارة ترمب الأولى: «هناك دعم قوي لإسرائيل لاتخاذ إجراء عسكري كما تراه في مصلحتها، ولا تملك إيران مساحةً كبيرةً قبل أن تصل إلى الخطوط الحمراء لإسرائيل، ولا تزال تبدو عازمة على التصعيد أكثر».

ويقول المسؤولون في فريق ترمب إنهم ينوون فرض العقوبات الحالية وفرض عقوبات جديدة، بما في ذلك إعادة تصنيف الحوثيين المدعومين من طهران في اليمن «منظمةً إرهابيةً أجنبيةً»، ومنع الدول التي تشتري النفط الإيراني من شراء الطاقة الأميركية.

لكن هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهود أكثر من زيادة الضغوط الاقتصادية والمالية؛ لأن إيران «تحاول بنشاط قتل الرئيس ترمب، وهذا يؤثر بالتأكيد في تفكير الجميع عندما يتعلق الأمر بما ستكون عليه العلاقة في المستقبل».

وقدمت إيران للولايات المتحدة تأكيدات بأنها لن تغتال ترمب رداً على أمره الصادر في عام 2020 بقتل الجنرال قاسم سليماني، وهو العمل العسكري الأكثر عدوانية من قبل الولايات المتحدة ضد إيران منذ سنوات.

وأشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أنه منفتح على المحادثات الدبلوماسية مع إدارة ترمب المقبلة، التي تصرُّ على أنه لا يمكن مواجهة شبكة وكلاء طهران بالكامل ما لم يتم حرمان إيران من الموارد الاقتصادية والعسكرية. وقال مسؤول: «إنها رأس الأخطبوط. لن نحلَّ كل هذه القضايا حيث هي. سنحلها في كيفية تعاملنا مع طهران».

منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

ويبدو أن الرئيس الإيراني الجديد يستجيب لرغبة ترمب في إبرام اتفاقات رفيعة المستوى، فقد كتب جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، في مجلة «فورين أفيرز»، الأسبوع الماضي: «بزشكيان يأمل في إجراء مفاوضات بشأن الاتفاق النووي... وربما أكثر».

ولكن النهج الدبلوماسي له عيوبه. يقول المسؤولون الإيرانيون إنهم لن يتفاوضوا مع الولايات المتحدة تحت الضغط، وأخبروا المسؤولين الأوروبيين في جنيف، الشهر الماضي، بأنهم لن يتخذوا أي خطوات أحادية الجانب لتقليص برنامجهم النووي.

وفقاً لتقديرات استخباراتية أميركية، صدرت الأسبوع الماضي، تمتلك طهران بالفعل ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج أكثر من 12 قنبلة نووية، وعلى الرغم من أن إيران لا تبني قنبلة حالياً، فإن التقرير قال إنها مستعدة بشكل أفضل للقيام بذلك بفضل الأبحاث التي أجرتها في الأشهر الأخيرة.

لقد أوضح المسؤولون الإيرانيون، منذ فترة طويلة، أن رد فعلهم على أي ضربة سوف يكون طرد مفتشي الأمم المتحدة، والانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، التي تلزم إيران بوقف برنامجها النووي.

والدولة الوحيدة التي فعلت ذلك هي كوريا الشمالية، التي بدأت في إنتاج الأسلحة النووية سراً، وهو المسار الذي لمَّحت طهران إلى أنها قد تسلكه.