رئيس «إعمار» متفائل بتحسن الأسواق على المدى القصير

العبار أكد مقاومة الشركة لتداعيات «كوفيد - 19»

العبار خلال مشاركته في الجمعية العمومية لشركة إعمار أول من أمس (الشرق الأوسط)
العبار خلال مشاركته في الجمعية العمومية لشركة إعمار أول من أمس (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «إعمار» متفائل بتحسن الأسواق على المدى القصير

العبار خلال مشاركته في الجمعية العمومية لشركة إعمار أول من أمس (الشرق الأوسط)
العبار خلال مشاركته في الجمعية العمومية لشركة إعمار أول من أمس (الشرق الأوسط)

توقع محمد العبار رئيس مجلس إدارة «إعمار» العقارية أن تشهد الأسواق والقطاعات المختلفة محلياً ودولياً تحسّناً ملحوظاً على المدى القصير، مبدياً تفاؤله بما ستؤول إليه الأوضاع، ومشيراً في الوقت ذاته إلى أن مجموعته تراقب الوضع من كثبٍ وستتّخذ جميع الاحتياطات والاستعدادات اللازمة التي من شأنها تمكين الشركة من مواجهة أي ظروف غير اعتيادية في الأسواق التي تعمل فيها.
وأكد العبّار أن المجموعة أظهرت مرونة كبيرة في أدائها خلال الفترة التي توقفت فيها الأسواق في جميع أنحاء العالم، مع قدرتها على التكيّف مع تلك الأوضاع رغم الآثار السالبة التي ألقت بظلالها على غالبية الشركات حول العالم، وتأثر أنشطتها جرّاء انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19».
وقال العبّار على هامش اجتماع الجمعية العمومية للمجموعة: «اتخذنا في إعمار، العديد من الإجراءات التي مكّنتنا من مواجهة تلك الظروف بكل قوة، إلى جانب أننا استطعنا ضمان استمرارية أنشطتنا، ضمن حزمة من التدابير التي تضمنت خفض التكاليف التشغيلية وإعادة هيكلة بعض الأنشطة، بما يتماشى مع رؤيتنا المستقبلية التي تتمحور حول تطوير الأنظمة الرقمية التي تستند إليها الشركة حاليا في أعمالها، مع التركيز على ضرورة المحافظة على المستوى المطلوب من السيولة النقدية للمجموعة».
وأضاف: «نحن نعمل حالياً لإنجاز كل المشروعات وفقاً للجداول الزمنية المحدّدة منذ البداية، ونؤكد أن الوضع المالي قوي للغاية بفضل الكفاءة التشغيلية التي نتمتع بها في عملياتنا، إضافة إلى خبرة وكفاءة فريق الإدارة والموظفين في الشركة، إلى جانب التدابير التي طبّقناها خلال فترة الأزمة».
وأكّد العبّار أن «إعمار» ستواصل نهجها في تسيير أعمالها بما يضمن تحقيق مصالح مساهميها، عبر العديد من الطرق التي تتضمّن توفير خدمات استثنائية للعملاء واستغلال موارد الشركة وتوظيفها بأفضل طريقة ممكنة، وقال: «نحن نعمل حالياً على تبنّي العديد من المبادرات الرقمية التي ستعزّز من قيمة أصولنا بما يوفّر لنا القدرة على ابتكار منتجات وخدمات جديدة على نحوٍ مستمر».
وأكدت «إعمار» أنه رغم مستوى التنافسية الذي تشهده القطاعات المختلفة في البلاد، تمكّنت الشركة من بيع أكثر من 30.5 ألف وحدة سكنية خلال السنوات العشر الماضية، بما يصل إلى 88.4 مليار درهم (24.07 مليار دولار).
وسجلت الشركة مبيعات على الخريطة وصلت قيمتها الإجمالية إلى 14.4 مليار درهم (3.92 مليار دولار) خلال عام 2018، أي أكثر من 65 في المائة من إجمالي المبيعات على الخريطة المقدرة قيمتها بـ21.4 مليار درهم (5.83 مليار دولار) في دبي.
واستعرضت إعمار العقارية خلال جمعيتها العمومية الـ24 التي انعقدت أول من أمس، الأداء الذي حقّقته المجموعة خلال السنة المالية الماضية 2019، وأنشطة كلٍ من إعمار العقارية وإعمار للتطوير وإعمار مولز، مسلطة الضوء على التدابير والإجراءات التي تبنّتها لمواجهة الأوضاع الاقتصادية التي نتجت عن انتشار وباء كورونا «كوفيد - 19»، بما يضمن استمرارية أنشطتها والمحافظة على مصالح مستثمري الشركة ومساهميها، وبما يضمن تحقيق الأهداف المرسومة لها.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)
مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)
TT

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)
مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار في الأسواق العالمية، خاصة بعد أن أحدثت تقلبات الين الياباني، في أغسطس (آب) الماضي، اضطرابات عبر الأصول المختلفة.

وانخفض اليورو بنحو 3.8 في المائة أمام الدولار، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وهو الآن يقترب من مستوى 1 دولار الرئيسي، تحت ضغط عدة عوامل تشمل خطط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لفرض تعريفات تجارية، وضعف الاقتصاد في منطقة اليورو، وتصاعد النزاع بين روسيا وأوكرانيا. وفي الوقت نفسه، تسهم رهانات النمو الأميركي في تقوية الدولار والأسواق الأميركية، وفق «رويترز».

ورغم ذلك، يبقى المستثمرون والمتداولون في العملات منقسمين حول المسار القادم للعملة الأوروبية، حيث يُعدّ الدولار نفسه مهدَّداً بتداعيات التضخم الناجم عن التعريفات وزيادة الديون الحكومية التي قد تُزعزع الثقة في الأسواق والاقتصاد الأميركي.

وقد تتصاعد حالة عدم اليقين إذا استمر اليورو في التراجع، مما يزيد من احتمالية حدوث تحولات مفاجئة قد تؤدي إلى تأثيرات غير متوقعة على الاستراتيجيات الاستثمارية المرتبطة بسياسات ترمب، مثل تلك التي تراهن على انخفاض اليورو وارتفاع الأسهم الأميركية، وفقاً لما أشار إليه المحللون.

في هذا السياق، قال كيت جاكس، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في «سوسيتيه جنرال»: «نحن نشهد تقلبات هائلة، حيث بدأ المتداولون التساؤل: هل نتجاوز سعر صرف اليورو مقابل الدولار أم يعود إلى مستوياته السابقة؟». وأضاف: «الخلاصة هي أننا سنرى مزيداً من المناقشات الساخنة في كلا الاتجاهين بشأن اليورو، وأنا شخصياً لا أعتقد أن هذه الارتباطات العالية بين الأصول سوف تستمر».

وبدأت أزمة السوق، في أغسطس، بتقلبات الين مقابل الدولار، والتي فاجأت صناديق التحوط التي كانت تراهن ضد العملة اليابانية، وتحولت إلى بيع الأسهم لتمويل طلبات الهامش.

وحذّرت الجهات التنظيمية من أن الأسواق قد تصبح عرضة لمثل هذه الأحداث، عندما تتغير الروايات الاقتصادية بسرعة، وخاصة في ضوء المستويات العالية من الاستدانة في النظام.

وأضاف جاكس: «إذا تجاوزنا نقطة تكافؤ اليورو مع الدولار، فسنبدأ مواجهة المخاوف التي شهدناها من قبل في الأسواق».

التداعيات المحتملة

يُعد زوج اليورو/الدولار الأميركي هو الزوج الأكثر تداولاً في الأسواق العالمية. والتغيرات السريعة في سعر صرفه يمكن أن تعطل أرباح الشركات المتعددة الجنسيات، فضلاً عن التأثير على آفاق النمو والتضخم في البلدان التي تعتمد على استيراد أو تصدير السلع بالدولار.

وقال ثيموس فيوتاكيس، رئيس استراتيجية النقد الأجنبي في «باركليز»، إن «اليورو هو معيار رئيسي»، مما يعني أن الدول الحساسة للتجارة مثل الصين وكوريا الجنوبية وسويسرا قد تسمح لعملاتها بالضعف مقابل الدولار، إذا استمر اليورو في الانخفاض؛ من أجل الحفاظ على قدرة صادراتها على المنافسة مقابل منتجات منطقة اليورو.

وأشار فيوتاكيس إلى أن الجنيه البريطاني، الذي انخفض بنحو 2 في المائة أمام الدولار في نوفمبر ليصل إلى نحو 1.26 دولار، سيكون حساساً جداً تجاه أي تقلبات في تحركات اليورو.

وأصبحت الأسواق أيضاً أكثر حساسية لتحركات اليورو/الدولار، بعد أن لاحظ خبراء استراتيجيات العملة تدفقاً من المتداولين على عقود الخيارات التي تجمع الرهانات على النتائج المرتبطة بسياسات ترمب، مثل ضعف اليورو، وارتفاع مؤشر «ستاندرد آند بورز».

وقال فيوتاكيس: «لقد رأينا كثيراً من المستثمرين يحاولون الاستثمار في هذه النتائج المشروطة»، منوهاً بالارتباطات بين تحركات العملة والأسواق الأوسع.

انقسام الآراء بشأن المستقبل

في الوقت نفسه، يبدو أن مديري الأصول على المدى الطويل منقسمون بشكل كبير بشأن الاتجاه المستقبلي لليورو والدولار، مما يشير إلى أن هذا الزوج من العملات قد يشهد تقلبات ملحوظة في الأشهر المقبلة.

وقال ويليم سيلز، كبير مسؤولي الاستثمار في وحدة الخدمات المصرفية الخاصة والثروات ببنك «إتش إس بي سي»: «نتوقع أن يهبط اليورو إلى 99 سنتاً، بحلول منتصف العام المقبل».

في المقابل، اقترح كبير مسؤولي الاستثمار في «أموندي»، أكبر مدير للأصول في أوروبا، فينسنت مورتييه، أن انخفاض أسعار الفائدة في منطقة اليورو قد يعزز النشاط الاقتصادي والإنفاق الاستهلاكي، وهو ما قد يساعد في رفع اليورو إلى 1.16 دولار، بحلول أواخر عام 2025.

وفي سوق خيارات العملة السريعة، كان المتداولون في أواخر يوم الثلاثاء يقدّرون احتمالات بنسبة 56 في المائة بأن ينتهي العام باستعادة اليورو بعض الأرض فوق مستواه الحالي عند نحو 1.047 دولار، على الرغم من أن البنوك الكبرى، مثل «جيه بي مورغان»، و«دويتشه بنك»، قالت إن التحرك إلى دولار واحد قد يحدث، خاصة إذا كان مرتبطاً بمزيد من التعريفات الجمركية.

وقد أدى ازدياد الرهانات على أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية إلى 2.75 في المائة، الشهر المقبل، إلى إضعاف اليورو بشكل كبير.

لكن الرواية السائدة بأن سياسات ترمب الاقتصادية، مثل ارتفاع التضخم الناجم عن الرسوم الجمركية، سوف تُبقي أسعار الفائدة مرتفعة والدولار قوياً، بدأت تتعرض لبعض الضغوط.

في هذا السياق، قال ستيفن جين، الرئيس التنفيذي لشركة «يوريزون إس جيه إل كابيتال»، إن الولايات المتحدة قد تواجه ما يسمى «لحظة يقظة السندات»، إذا قام المقرضون في سوق سندات الخزانة الأميركية التي تبلغ قيمتها 27 تريليون دولار، برفع تكلفة الديون؛ في محاولة للحد من التخفيضات الضريبية المموَّلة بالديون المفرطة. وأضاف: «من المحتمل أن يسمح هذا بالتيسير المالي، مما يسمح بهبوط هادئ للاقتصاد الأميركي، وخفض أسعار الفائدة طويلة الأجل، ومن ثم جعل الدولار مُبالغاً في قيمته».