ألقى الخلاف الذي تطور إلى عداوة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون، بظلاله على الأزمة مع فنزويلا. وبدا أن «نصائح» بولتون للرئيس في العديد من الملفات الخارجية، في طريقها للتبدد، في ظل تصريحات ترمب التي لم يكتف بالتوعد من بولتون بسبب نشر كتابه، بل وبالعودة عنها. وأعلن ترمب في مقابلة تلفزيونية نشرت يوم الأحد، أنه لا يستبعد مقابلة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وأنه يعيد النظر أيضاً بشأن قراره الاعتراف بزعيم المعارضة خوان غوايدو زعيماً شرعياً للبلاد. وأضاف: «بعض الأشخاص أحبوه (غوايدو)، والبعض الآخر لم يفعل ذلك»، في خطوة من شأنها أن تقلب حملة «الضغط القصوى» التي كان يمارسها للإطاحة بالرئيس الاشتراكي.
وأضاف ترمب لموقع «أكسيوس» الإخباري على الإنترنت، يوم الجمعة، «ربما أفكر في ذلك... يرغب مادورو في الاجتماع. وأنا لا أعارض أبداً الاجتماعات»، في خطوة من شأنها أن تقلب حملة «الضغط القصوى» التي كان يمارسها لإطاحة الرئيس الاشتراكي. لكنه أضاف «حتى هذه اللحظة رفضت» مقابلته.
كان ترمب قد أبدى استعداده في 2018 للقاء مادورو الذي حاول بدوره القيام بمبادرات لإجراء محادثات، لكنها لم تتكلل بالنجاح، وبدلاً من ذلك صعدت الولايات المتحدة من ضغوطها. غير أن تصريحات ترمب الأخيرة قد تمثل أحدث الإشارات عن الإحباط الذي تشعر به إدارة ترمب من إخفاق محاولتها الإطاحة بمادورو من خلال العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية.
ورداً على سؤال عما إذا كان يتأسف من نصيحة مستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون، لدعم زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غواديو، قال ترمب «ليس تحديداً». وأضاف خلال المقابلة: «كان بإمكاني أن أتعايش مع الموضوع، أو من دونه، لكنني كنت حازماً بشدة ضد ما يحدث في فنزويلا». وحسب «أكسيوس»، كما جاء في تقرير وكالة الصحافة الفرنسية، ألمح ترمب خلال المقابلة التي أجريت الجمعة إلى «أنه لا يثق كثيراً بغوايدو»، معرباً عن معارضته «الشديدة لما يحصل في فنزويلا. أعتقد أنني لم أكن بالضرورة مؤيداً لذلك، لكنني قلت: بعض الأشخاص أحبوه (غوايدو)، والبعض الآخر لم يفعل ذلك».
وتفاقم الوضع السياسي في فنزويلا في 23 يناير (كانون الثاني) 2019، عندما أعلن رئيس البرلمان خوان غوايدو نفسه رئيساً مؤقتاً. وتم الاعتراف به رئيساً للدولة من قبل الولايات المتحدة، ونحو 50 دولة، بينها عدد من الدول الأوروبية الحليفة لواشنطن. في المقابل دعمت روسيا والصين وإيران وتركيا وعدد من الدول الأخرى، مادورو، الذي وصف الوضع بأنه محاولة انقلاب، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.
ووجه القضاء الأميركي إلى مادورو في مارس (آذار) تهمة «الإرهاب المرتبط بتهريب المخدرات»، مع منح مكافأة بقيمة 15 مليون دولار موعودة لقاء اعتقاله. وبالتوازي، وإثر فشل استراتيجيتها لإزاحة مادورو من السلطة، اقترحت الولايات المتحدة في مارس «إطاراً جديداً للانتقال الديموقراطي».
وفي الشهر الماضي، أعلنت حكومة مادورو أنها أحبطت محاولة «انقلاب» حاولت مجموعة من المرتزقة تنفيذها. واعتقلت عدداً من المتورطين فيها، بينهم عدد من الأميركيين من أفراد القوات الخاصة السابقين. وفيما نفى غوايدو أي ارتباط بالمحاولة، حسب اعترافات بعض المتورطين نشرتها حكومة مادورو، نفت واشنطن علمها أو مسؤوليتها عن العملية، في ظل تكشف هزالها، وحجم المجموعة المسلحة، وطريقة التخطيط والتنفيذ.
ترمب قد يقابل مادورو ويبتعد عن غوايدو
ترمب قد يقابل مادورو ويبتعد عن غوايدو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة