بالصور... طلاب مصر يواجهون الثانوية العامة و«كورونا»

طالب مصري يقيس درجة الحرارة قبل دخوله اللجنة (رويترز)
طالب مصري يقيس درجة الحرارة قبل دخوله اللجنة (رويترز)
TT

بالصور... طلاب مصر يواجهون الثانوية العامة و«كورونا»

طالب مصري يقيس درجة الحرارة قبل دخوله اللجنة (رويترز)
طالب مصري يقيس درجة الحرارة قبل دخوله اللجنة (رويترز)

انطلقت صباح اليوم (الأحد)، امتحانات الثانوية العامة في مصر، وسط إجراءات احترازية في ظل تفشي فيروس فيروس «كورونا المستجد». ويؤدى 560 ألف طالب وطالبة امتحان اللغة العربية بجميع محافظات الجمهورية، والتي سبقتها مطالبات من بعض أهالي الطلاب بتأجيل الامتحانات في ظل مواجهة مصر لجائحة «كورونا».

وقد اتخذت وزارة التربية والتعليم المصرية العديد من الإجراءات الاحترازية من تعقيم للجان وتوزيع كمامات على الطلاب والمراقبين، بالإضافة إلى الاتفاق مع وزارة الصحة على تخصيص عيادة طبية في كل لجنة يوجد بها طبيب أو طبيبة وتوفير 2500 سيارة إسعافات لتكون أمام اللجان.

وتمثل امتحانات الثانوية العامة «كابوساً» بالنسبة الأسر المصرية كونها مصيرية في تحديد مستقبل الطلاب إذ يتم على أساس نتيجتها تحديد الكلية التي سيتخصص بها الطلاب في المرحلة الجامعية، الأمر الذي تضاعف هذا العام وسط مخاوف وقلق من عدوى «كورونا»، ونشر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لتجمع الأهالي أمام مقرات اللجان دون مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي. فيما التزم الطلاب والمراقبون داخل اللجان بالإجراءات الاحترازية وتدابير التعقيم المتاحة.

كانت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني قد أعلنت عن الانتهاء من تأمين وتعقيم كل اللجان، حيث تم نقل مائة مليون منتج خاص بالتعقيم منها «بوابات تعقيم» و33 مليون كمامة للطلاب، وواق بلاستيكي للمراقبين ورؤساء اللجان، وتوزيعها على جميع لجان الامتحانات بالإضافة إلى مقرات تقدير الدرجات.

وكان الدكتور حسين خيري نقيب أطباء مصر، قد طالب بتأجيل «امتحانات الثانوية العامة»، وقال إن «هذه الفترة لا تزال فيها ملامح جائحة (كورونا) غير واضحة، وقد يشكّل عقد امتحانات الثانوية العامة بؤرة انتشار للفيروس في ظل التزايد المطّرد للأعداد». في المقابل طمأنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، بشأن «الانتهاء من إجراءات خطة التأمين الطبي لامتحانات الثانوية العامة والثانوي الفني»، مؤكدةً «الاستعداد الكامل للامتحانات من خلال وجود الفرق الطبية من أطباء وتمريض وزائرات صحيات باللجان لمتابعة الحالة الصحية للطلاب والتأكد من إجراءات التعقيم والتطهير وتوافر المستلزمات الوقائية والمرور المستمر على اللجان وقياس درجات الحرارة».

وذكرت وسائل إعلام محلية، أنه تم اكتشاف حالة يشتبه إصابتها بفيروس «كورونا» بلجان لمعلمة قبل دخولها لجنة الإشراف على الامتحان بحي السيدة زينب بالقاهرة، وذكر رئيس اللجنة أن المعلمة لم تخالط أحداً داخل اللجنة، وتم احتجازها على باب اللجنة من الداخل، وغادرت على الفور. ولم يصدر بعد تعليق رسمى من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني حول الحالة.

وسجلت مصر أمس (السبت)، 1547 حالة إصابة جديدة بفيروس «كورونا» المستجد (كوفيد - 19)، فضلاً عن 89 حالة وفاة. وقالت وزارة الصحة في بيان عبر صفحتها على موقع «فيسبوك» إن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس «كورونا المستجد» حتى اليوم، هو 53758 حالة من ضمنهم 14327 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و2106 حالات وفاة.

وتفقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري، اليوم، سير أعمال أول أيام امتحانات الثانوية العامة، وذلك بمقر «مجمع مدارس الملك فهد الرسمي المتميز للغات» بمدينة نصر، بحضور الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، وخالد عبد العال محافظ القاهرة.
https://www.facebook.com/EgyptianCabinet/posts/1633733553471670
وفور وصوله حيّا مدبولي الطلاب المصطفين لقياس درجة الحرارة بجوار سور المدرسة، ووجّه إليهم كلمات التشجيع، متمنياً لهم التوفيق في أداء الامتحانات. كما طالبهم بالالتزام بالإجراءات الاحترازية والنصائح الطبية الكفيلة بالحفاظ على سلامتهم داخل وخارج اللجان.
عقب ذلك، تفقد مدبولي دخول الطلاب للمدرسة، حيث قام الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، بشرح مراحل الدخول منذ مرور الطلاب ببوابات التعقيم، ثم تسليمهم الكمامات، ومواد التطهير، والأكياس البلاستيكية لوضعها حول الأحذية.
كما تفقد رئيس الوزراء بعض اللجان داخل المدرسة قبل دخول الطلاب، حيث اطمأن على تطبيق الإجراءات الاحترازية فيما يخص التباعد بين الطلاب خلال الجلوس.

وقامت وزيرة الصحة بشرح مكونات غرفتي الكشف داخل المدرسة والمخصصتين لفحص الحالات التي تعاني من أي أعراض، من جانب طبيب متخصص.

وحرص رئيس الوزراء على إنهاء جولته التفقدية بالمدرسة في أقصر وقت ممكن، حيث لم تستغرق الجولة منذ لحظة وصوله إلى المدرسة حتى مغادرته سوى 10 دقائق فقط، مراعاةً للإجراءات الاحترازية وتقليل التزاحم، ولتفادي التأثير على حُسن سير الامتحانات.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
TT

القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)

تراهن الحكومة المصرية على القطن المشهور بجودته، لاستنهاض صناعة الغزل والنسيج وتصدير منتجاتها إلى الخارج، لكن رهانها يواجه تحديات عدة في ظل تراجع المساحات المزروعة من «الذهب الأبيض»، وانخفاض مؤشرات زيادتها قريباً.

ويمتاز القطن المصري بأنه طويل التيلة، وتزرعه دول محدودة حول العالم، حيث يُستخدم في صناعة الأقمشة الفاخرة. وقد ذاع صيته عالمياً منذ القرن التاسع عشر، حتى أن بعض دور الأزياء السويسرية كانت تعتمد عليه بشكل أساسي، حسب كتاب «سبع خواجات - سير رواد الصناعة الأجانب في مصر»، للكاتب مصطفى عبيد.

ولم يكن القطن بالنسبة لمصر مجرد محصول، بل «وقود» لصناعة الغزل والنسيج، «التي مثلت 40 في المائة من قوة الاقتصاد المصري في مرحلة ما، قبل أن تتهاوى وتصل إلى ما بين 2.5 و3 في المائة حالياً»، حسب رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي أكد عناية الدولة باستنهاض هذه الصناعة مجدداً، خلال مؤتمر صحافي من داخل مصنع غزل «1» في مدينة المحلة 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

أشار مدبولي، حسب ما نقله بيان مجلس الوزراء، إلى أن مشروع «إحياء الأصول» في الغزل والنسيج يتكلف 56 مليار جنيه (الدولار يعادل 50.7 جنيها مصري)، ويبدأ من حلج القطن، ثم تحويله غزلاً فنسيجاً أو قماشاً، ثم صبغه وتطويره حتى يصل إلى مُنتج سواء ملابس أو منسوجات، متطلعاً إلى أن ينتهي المشروع نهاية 2025 أو بداية 2026 على الأكثر.

وتكمن أهمية المشروع لمصر باعتباره مصدراً للدولار الذي تعاني الدولة من نقصه منذ سنوات؛ ما تسبب في أزمة اقتصادية دفعت الحكومة إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي؛ مرتين أولاهما عام 2016 ثم في 2023.

وبينما دعا مدبولي المزارعين إلى زيادة المساحة المزروعة من القطن، أراد أن يطمئن الذين خسروا من زراعته، أو هجروه لزراعة الذرة والموالح، قائلاً: «مع انتهاء تطوير هذه القلعة الصناعية العام المقبل، فسوف نحتاج إلى كل ما تتم زراعته في مصر لتشغيل تلك المصانع».

وتراجعت زراعة القطن في مصر خلال الفترة من 2000 إلى عام 2021 بنسبة 54 في المائة، من 518 ألفاً و33 فداناً، إلى 237 ألفاً و72 فداناً، حسب دراسة صادرة عن مركز البحوث الزراعية في أبريل (نيسان) الماضي.

وأرجعت الدراسة انكماش مساحته إلى مشكلات خاصة بمدخلات الإنتاج من بذور وتقاوٍ وأسمدة، بالإضافة إلى أزمات مرتبطة بالتسويق.

أزمات الفلاحين

سمع المزارع الستيني محمد سعد، وعود رئيس الوزراء من شاشة تليفزيون منزله في محافظة الغربية (دلتا النيل)، لكنه ما زال قلقاً من زراعة القطن الموسم المقبل، الذي يبدأ في غضون 3 أشهر، تحديداً مارس (آذار) كل عام.

يقول لـ«الشرق الأوسط»: «زرعت قطناً الموسم الماضي، لكن التقاوي لم تثمر كما ينبغي... لو كنت أجَّرت الأرض لكسبت أكثر دون عناء». وأشار إلى أنه قرر الموسم المقبل زراعة ذرة أو موالح بدلاً منه.

نقيب الفلاحين المصري حسين أبو صدام (صفحته بفيسبوك)

على بعد مئات الكيلومترات، في محافظة المنيا (جنوب مصر)، زرع نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، القطن وكان أفضل حظاً من سعد، فأزهر محصوله، وحصده مع غيره من المزارعين بقريته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن أزمة أخرى خيَّبت أملهم، متوقعاً أن تتراجع زراعة القطن الموسم المقبل مقارنة بالماضي (2024)، الذي بلغت المساحة المزروعة فيه 311 ألف فدان.

تتلخص الأزمة التي شرحها أبو صدام لـ«الشرق الأوسط» في التسويق، قائلاً إن «المحصول تراكم لدى الفلاحين شهوراً عدة؛ لرفض التجار شراءه وفق سعر الضمان الذي سبق وحدَّدته الحكومة لتشجيع الفلاح على زراعة القطن وزيادة المحصول».

ويوضح أن سعر الضمان هو سعر متغير تحدده الحكومة للفلاح قبل أو خلال الموسم الزراعي، وتضمن به ألا يبيع القنطار (وحدة قياس تساوي 100 كيلوغرام) بأقل منه، ويمكن أن يزيد السعر حسب المزايدات التي تقيمها الحكومة لعرض القطن على التجار.

وكان سعر الضمان الموسم الماضي 10 آلاف جنيه، لمحصول القطن من الوجه القبلي، و12 ألف جنيه للمحصول من الوجه البحري «الأعلى جودة». لكن رياح القطن لم تجرِ كما تشتهي سفن الحكومة، حيث انخفضت قيمة القطن المصري عالمياً في السوق، وأرجع نقيب الفلاحين ذلك إلى «الأزمات الإقليمية وتراجع الطلب عليه».

ويحدّد رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن التابع لوزارة الزراعة، الدكتور مصطفى عمارة، فارق سعر الضمان عن سعر السوق بنحو ألفي جنيه؛ ما نتج منه عزوف من التجار عن الشراء.

وأكد عمارة أن الدولة تدخلت واشترت جزءاً من المحصول، وحاولت التيسير على التجار لشراء الجزء المتبقي، مقابل أن تعوض هي الفلاح عن الفارق، لكن التجار تراجعوا؛ ما عمق الأزمة في السوق.

يتفق معه نقيب الفلاحين، مؤكداً أن مزارعي القطن يتعرضون لخسارة مستمرة «سواء في المحصول نفسه أو في عدم حصول الفلاح على أمواله؛ ما جعل كثيرين يسخطون وينون عدم تكرار التجربة».

د. مصطفى عمارة رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية (مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار المصري)

فرصة ثانية

يتفق المزارع ونقيب الفلاحين والمسؤول في مركز أبحاث القطن، على أن الحكومة أمامها تحدٍ صعب، لكنه ليس مستحيلاً كي تحافظ على مساحة القطن المزروعة وزيادتها.

أول مفاتيح الحل سرعة استيعاب أزمة الموسم الماضي وشراء المحصول من الفلاحين، ثم إعلان سعر ضمان مجزٍ قبل موسم الزراعة بفترة كافية، وتوفير التقاوي والأسمدة، والأهم الذي أكد عليه المزارع من الغربية محمد سعد، هو عودة نظام الإشراف والمراقبة والعناية بمنظومة زراعة القطن.

ويحذر رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن من هجران الفلاحين لزراعة القطن، قائلاً: «لو فلاح القطن هجره فـلن نعوضه».

أنواع جديدة

يشير رئيس غرفة الصناعات النسيجية في اتحاد الصناعات محمد المرشدي، إلى حاجة مصر ليس فقط إلى إقناع الفلاحين بزراعة القطن، لكن أيضاً إلى تعدد أنواعه، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن القطن طويل التيلة رغم تميزه الشديد، لكن نسبة دخوله في المنسوجات عالمياً قليلة ولا تقارن بالقطن قصير التيلة.

ويؤكد المسؤول في معهد بحوث القطن أنهم استنبطوا بالفعل الكثير من الأنواع الجديدة، وأن خطة الدولة للنهوض بصناعة القطن تبدأ من الزراعة، متمنياً أن يقتنع الفلاح ويساعدهم فيها.