تقنيات مبتكرة لمجابهة «كورونا»

روبوتات تعقيم جوالة ومجسات مطورة لفرض التباعد الاجتماعي

روبوت «يو في دي» جوال لتعقيم ردهات المستشفيات
روبوت «يو في دي» جوال لتعقيم ردهات المستشفيات
TT

تقنيات مبتكرة لمجابهة «كورونا»

روبوت «يو في دي» جوال لتعقيم ردهات المستشفيات
روبوت «يو في دي» جوال لتعقيم ردهات المستشفيات

اعتاد الدكتور كريستيانو هاتشر، ولزمن طويل، على توظيف الروبوتات ونظم الذكاء الصناعي في عملياته الجراحية في عدد من مستشفيات «بوليكلينيكو آبانو» الإيطالية. لذا وعندما أصيب 6 أطباء بمرض «كوفيد 19» في مستشفاه في سردينيا، قبل شهرين، توجه فورا للاستنجاد بالتكنولوجيا – وفي هذه الحالة باستخدام روبوتات «يو في دي» UVD الجوالة، لتعقيم الردهات.
- روبوتات تعقيم
تتحرك هذه الروبوتات عبر الردهات موجهة الضوء فوق البنفسجي لتطهيرها وقتل الحمض النووي للفيروسات والبكتريا. ويقول هاتشر، الذي يرأس قسم جراحة السرطان، وقسم الروبوتات والتقنيات الجديدة، إن الروبوت «يقضي على 99.99 في المائة من الفيروسات والبكتريا وكذلك على أبواغ (أجنة) الطفيليات». ويضيف: «لم تحصل إصابات بفيروس «كورونا» بين الأطباء والممرضات والمرضى منذ بدأنا باستخدام الروبوتات». وهو يعتقد أن استخدام الروبوتات سيصبح إلزاميا في المستشفيات.
وتندرج مستشفيات «بوليكلينيكو آبانو» ضمن قائمة من المؤسسات والشركات الإيطالية التي تلجأ إلى التكنولوجيا المبتكرة في مجابهة «كوفيد 19».
ومن بين تلك التكنولوجيا «كلاب روبوتية» تراقب المشاة في الحدائق لفرض قواعد التباعد الاجتماعي، ومجسات حرارية ترصد الحرارة على مبعدة 10 أقدام (3 أمتار)، ومجسات لرصد عملية غسل اليدين.
وكانت «يو في دي روبوتكس»، وهي وحدة تابعة لشركة «بليو أوشيان روبوتكس» في أودينس بالدنمارك، بدأت بتطوير روبوتاتها المعقمة عام 2014. ويقول كلاوس ريزاغير أحد مؤسسي الشركة إن العلماء قد روجوا للضوء فوق البنفسجي «سي» («سي» الأقصر موجة وأعلى طاقة من كل من «بي» و«إيه») بأنه سلاح فعال ضد فيروسات «سارس» (متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد) و«ميرس» (متلازمة الشرق الأوسط للالتهاب الرئوي). لذا عمدت الشركة إلى صنع روبوت متحرك مزود بالضوء فوق البنفسجي لتطهير كل سطوح الغرفة من الفيروسات والبكتريا خلال 10 إلى 15 دقيقة. وطرحناه عام 2018.
وقد ازدادت الطلبات على هذه الروبوتات مع اجتياح وباء «كورونا» العالم، إذ توظفها المستشفيات والفنادق وحتى السجون، وفقا لبيير جول نيلسن المدير التنفيذي للشركة.
وتعرض شركات أخرى مثل «زنيكس» و«ترو - دي» و«بيورو لايتننغ» و«سرفيسايد» روبوتات مماثلة إلا أنها ثابتة لا تتحرك.
- مبتكرات روبوتية
إلا أن روبوت «أدامس ADDAMS» الذي طورته كلية فيتربي الهندسية بجامعة كارولينا الجنوبية اجتاز كل أقرانه في التطور، إذ تم تجهيزه بذراع من «يونيفيرسال روبوتس» يمكنها مسك الأشياء، وفتح الإدراج وتحريك الأجسام، وفتح الأبواب وغلقها، بل ويمكنه عمل ذلك عن بُعد، أثناء قيامه بعملية التعقيم بالضوء فوق البنفسجي إضافة إلى نفاث من مادة «بيروكسيد الهيدروجين» الكيميائية.
ويقول البروفسور ساتياندرا غوبتا مدير مركز الصناعة المتقدمة في الكلية، إن روبوتات الضوء البنفسجي أضحت تعمل في المستشفيات والمراكز التجارية الكبرى ودور السينما ومحطات القطار والمدارس والمتاجر.
وشرعت سلطات النقل في مدينة نيويورك حديثا في تجربة مصابيح الضوء البنفسجي من شركة «بيورو» لتعقيم عربات قطار الأنفاق والحافلات، ليلا.
- عواقب صحية
إلا أنه لا يمكن توجيه الضوء فرق البنفسجي عند وجود الناس في مناطق التعقيم لأنه يؤدي إلى حدوث سرطان الجلد وأضرار في القرنية ومشاكل أخرى. ولذلك طورت شركة «هيلث أوف ملبورن» في فلوريدا تقنية مختلفة أسمتها «الضوء فوق البنفسجي سي - البعيد» يقول العلماء إنه آمن للإنسان.
وتستخدم هذه التقنية موجات لا يمكنها اختراق جلد الإنسان، ولذا لا تسبب الضرر له بحسب ديفيد برينر مدير مركز الأبحاث الإشعاعية بجامعة كولومبيا. إلا أن هذا الضوء يتمكن من القضاء على الفيروسات والبكتريا، حتى البكتريا الفائقة، الموجودة على السطوح أو في أجواء المكان.
مجسات التباعد الاجتماعي
أما الكلب الروبوتي «سبوت» الذي طورته شركة «بوسطن داينمكس» فإنه يجول في حديقة عامة في سنغافورة لإجبار المتجولين على الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي. وبمجساته المتعددة وكاميرته التي تلتقط الصور في دائرة 360 درجة فإنه يرصد التجاوزات ويرسل تحذرا بواسطة تسجيل صوتي.
أما شركة «ترايكس تكنولوجيز» من نوروالك بولاية كنيكتيكات، فتنتج أجهزة بمجسات للمواقع البناء والإنشاء. ويمكن ارتداء مجسها «سبوت - آر» على الحزام لرصد وصول أو مغادرة عمال الموقع. كما يرصد المجس أيضا حركة العمال ويحصل على إشعار عند سقوط أحدهم ويرسل إشارات النجدة عند الطوارئ. وقد طور الآن لكي يستخدم لإشعار العمال بإشارة صوتية بأنهم تجاوزوا مسافة 6 أقدام المحددة للتباعد الاجتماعي.
من جهتها طورت شركة «هيتاشي» جهازا يمكنه رصد درجة حرارة الجسم من مسافة 10 أقدام. ويزود الجهاز بكاميرات تعمل على الأشعة تحت الحمراء. وتتوقع الشركة أن تصبح هذه الأجهزة جزءا من الأجهزة المستخدمة في المطارات. كما طورت الشركة جهازا أوتوماتيكيا لرصد استخدام مطهرات اليد، يرصد الأشخاص الذي لم يستعملونه لفترة 20 ثانية المطلوبة.
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

روبوتات أمنية في متاجر أميركية

علوم روبوتات أمنية في متاجر أميركية

روبوتات أمنية في متاجر أميركية

فوجئ زبائن متاجر «لويز» في فيلادلفيا بمشهدٍ غير متوقّع في مساحة ركن السيّارات الشهر الماضي، لروبوت بطول 1.5 متر، بيضاوي الشكل، يصدر أصواتاً غريبة وهو يتجوّل على الرصيف لتنفيذ مهمّته الأمنية. أطلق البعض عليه اسم «الروبوت النمّام» «snitchBOT». تشكّل روبوتات «كي 5» K5 المستقلة ذاتياً، الأمنية المخصصة للمساحات الخارجية، التي طوّرتها شركة «كنايت سكوب» الأمنية في وادي سيليكون، جزءاً من مشروع تجريبي «لتعزيز الأمن والسلامة في مواقعنا»، حسبما كشف لاري كوستيلّو، مدير التواصل المؤسساتي في «لويز».

يوميات الشرق «كلاب روبوتات» تنضم مرة أخرى لشرطة نيويورك

«كلاب روبوتات» تنضم مرة أخرى لشرطة نيويورك

كشف مسؤولو مدينة نيويورك النقاب، أمس (الثلاثاء)، عن 3 أجهزة جديدة عالية التقنية تابعة للشرطة، بما في ذلك كلب «روبوت»، سبق أن وصفه منتقدون بأنه «مخيف» عندما انضم لأول مرة إلى مجموعة من قوات الشرطة قبل عامين ونصف عام، قبل الاستغناء عنه فيما بعد. ووفقاً لوكالة أنباء «أسوشيتد برس»، فقد قال مفوض الشرطة كيشانت سيويل، خلال مؤتمر صحافي في «تايمز سكوير» حضره عمدة نيويورك إريك آدامز ومسؤولون آخرون، إنه بالإضافة إلى الكلب الروبوت الملقب بـ«ديغ دوغ Digidog»، فإن الأجهزة الجديدة تتضمن أيضاً جهاز تعقب «GPS» للسيارات المسروقة وروبوتاً أمنياً مخروطي الشكل. وقال العمدة إريك آدامز، وهو ديمقراطي وضابط شرطة سابق

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق دراسة: الأحكام الأخلاقية لـ«تشات جي بي تي» تؤثر على أفعال البشر

دراسة: الأحكام الأخلاقية لـ«تشات جي بي تي» تؤثر على أفعال البشر

كشفت دراسة لباحثين من جامعة «إنغولشتات» التقنية بألمانيا، نشرت الخميس في دورية «ساينتفيك ريبورتيز»، أن ردود الفعل البشرية على المعضلات الأخلاقية، يمكن أن تتأثر ببيانات مكتوبة بواسطة برنامج الدردشة الآلي للذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي». وسأل الفريق البحثي برئاسة سيباستيان كروغل، الأستاذ بكلية علوم الكومبيوتر بالجامعة، برنامج «تشات جي بي تي»، مرات عدة عما إذا كان من الصواب التضحية بحياة شخص واحد من أجل إنقاذ حياة خمسة آخرين، ووجدوا أن التطبيق أيد أحيانا التضحية بحياة واحد من أجل خمسة، وكان في أحيان أخرى ضدها، ولم يظهر انحيازاً محدداً تجاه هذا الموقف الأخلاقي. وطلب الباحثون بعد ذلك من 767 مشاركا

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «غوغل» تطلق «بارد»... منافسها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي

«غوغل» تطلق «بارد»... منافسها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي

سيتيح عملاق الإنترنت «غوغل» للمستخدمين الوصول إلى روبوت الدردشة بعد سنوات من التطوير الحذر، في استلحاق للظهور الأول لمنافستيها «أوبن إيه آي Open.A.I» و«مايكروسوفت Microsoft»، وفق تقرير نشرته اليوم صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. لأكثر من ثلاثة أشهر، راقب المسؤولون التنفيذيون في «غوغل» مشروعات في «مايكروسوفت» وشركة ناشئة في سان فرنسيسكو تسمى «أوبن إيه آي» تعمل على تأجيج خيال الجمهور بقدرات الذكاء الاصطناعي. لكن اليوم (الثلاثاء)، لم تعد «غوغل» على الهامش، عندما أصدرت روبوت محادثة يسمى «بارد إيه آي Bard.A.I»، وقال مسؤولون تنفيذيون في «غوغل» إن روبوت الدردشة سيكون متاحاً لعدد محدود من المستخدمين

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الروبوتات قد تحسّن السلامة العقلية للبشر

الروبوتات قد تحسّن السلامة العقلية للبشر

كشفت دراسة حديثة عن أن الناس تربطهم علاقة شخصية أكثر بالروبوتات الشبيهة بالألعاب مقارنةً بالروبوتات الشبيهة بالبشر، حسب «سكاي نيوز». ووجد بحث أجراه فريق من جامعة كامبريدج أن الأشخاص الذين تفاعلوا مع الروبوتات التي تشبه الألعاب شعروا بتواصل أكبر مقارنةً بالروبوتات الشبيهة بالإنسان وأنه يمكن للروبوتات في مكان العمل تحسين الصحة العقلية فقط حال بدت صحيحة. وكان 26 موظفاً قد شاركوا في جلسات السلامة العقلية الأسبوعية التي يقودها الروبوت على مدار أربعة أسابيع. وفي حين تميزت الروبوتات بأصوات متطابقة وتعبيرات وجه ونصوص تستخدمها في أثناء الجلسات، فقد أثّر مظهرها الجسدي على كيفية تفاعل الناس معها ومدى فاع

«الشرق الأوسط» (لندن)

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».