كسوف الشمس مع بدء الصيف مصادفة تحدث كل 300 عام

يظهر بوضوح في السعودية جنوباً إلى شرورة... وتحذيرات من النظر للشمس مباشرة

كسوف الشمس مع بدء الصيف مصادفة تحدث كل 300 عام
TT

كسوف الشمس مع بدء الصيف مصادفة تحدث كل 300 عام

كسوف الشمس مع بدء الصيف مصادفة تحدث كل 300 عام

مع دخول موعد الانقلاب الصيفي، الذي يصادف 21 يونيو (حزيران)، يُشهد أيضاً كسوف حلقي كبير للشمس، في مصادفة نادرة، حيث يأتي الكسوف في أول أيام فصل الصيف، وفي أطول نهار يُسجل لهذا العام، في حين أطلقت جهات صحية تحذيرات مفادها «لا تنظر إلى الشمس مباشرة»، توخياً لخطر الإصابة بما يُسمى «عمى الكسوف».
ويوضح الخبير الفلكي خالد الزعاق، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن ظاهرة الكسوف التي تحدث اليوم (الأحد)، تعدّ من الظواهر الكونية النادرة، وحدوث هذه الظاهرة مع الانقلاب الصيفي هو أمر لا يتكرر إلا مرة كل نحو 300 سنة، وهي ما تعدّ مدة طويلة جداً، بحسب وصفه.
ويتابع الزعاق حديثه لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «الكسوف الحلقي يعدّ من أميز الكسوفات، لأنه لا يكسف كامل الشمس، إنما يكسف قرابة 95 بالمائة وأكثر».
ويضيف: «سيكون الكسوف الحلقي مشاهداً على جنوب شرقي السعودية، ناحية مدينة شرورة، وتحديداً على منفذ الوديعة البري؛ الفاصل بين السعودية واليمن، وهذه الظاهرة لن تتكرر على هذه المنطقة إلا بعد 86 سنة». ويشير الزعاق إلى أنه من الظواهر النادرة أن يحدث في المنطقة كسوفان حلقيان متواليان، حيث جاء الأول في شهر سبتمبر (أيلول) على محافظة الأحساء، والثاني في شهر يونيو (حزيران) الحالي على محافظة شرورة، معلقاً على ذلك بالقول: «هذان الكسوفان النادران حدثا في مدد متقاربة، وهذا أيضاً أمر لا يحدث إلا خلال مدة 150 عاماً».
وعما بعد ذلك، يرى الخبير الفلكي أن الكسوف يعدّ من أهم الكسوفات في العصر الراهن، وسيحدث هذا في عام 2028، أي بعد ثماني سنوات من الآن، وذلك على الشريط الغربي من السعودية، وهو سيكون كسوفاً كاملاً، وحين ذاك سنشاهد النجوم والكواكب تظهر في وضح النهار.
ويحدث هذا الكسوف عندما يكون القمر بين الأرض والشمس على استقامة واحدة، كما يحدث عندما يقع القمر بين الأرض والشمس ويكون القمر في أبعد نقطة ويظهر قرصه أصغر من قرص الشمس وتظهر الشمس على شكل حلقة، وذلك وفقاً للمركز الوطني للفلك بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
ويفيد المركز بأن الكسوف الحلقي للشمس سيشاهد في منطقة مكة المكرمة عند الساعة 7:04 صباحاً، وستكون ذروته عند الساعة 8:12 صباحاً، في حين ستكون نهايته عند الساعة 9:31 صباحاً، وتصل مدته إلى 2:27 دقيقة، بنسبة 70.88 بالمائة، أما في منطقة الرياض فسيشاهد عند الساعة 7:10 صباحاً، وستكون ذروته عند الساعة 8:23 صباحاً، في حين ستكون نهايته عند الساعة 9:49 صباحاً، وتصل مدته إلى 2:39 دقيقة، بنسبة 73 بالمائة.
من جهته، حذر مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، أمس، من النظر مباشرة لأشعة الشمس دون ارتداء نظارة أو أجهزة خاصة مناسبة لحماية العيون أثناء الكسوف الشمسي، على اعتبار أن ذلك من الممكن أن يسبب ما يسمى «عمى الكسوف» أو اعتلال الشبكية الشمسي، حيث إن التعرض لأشعة الشمس مباشرة قد يسبب حروقاً وتلفاً لخلايا الشبكية، كما يفيد المستشفى في منشور توعوي أصدره أمس.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».