{كورونا} يغيّر وجه السياحة العالمية

الشواطيء المهجورة في موسم 2020
الشواطيء المهجورة في موسم 2020
TT

{كورونا} يغيّر وجه السياحة العالمية

الشواطيء المهجورة في موسم 2020
الشواطيء المهجورة في موسم 2020

الدمار الذي حل بصناعة السياحة العالمية منذ بداية انتشار فيروس «كورونا»، وبلغ حجمه 150 مليار دولار بتقدير الصناعة نفسها، يعتبره البعض تطوراً نحو الأفضل من أجل بناء قواعد جديدة لسياحة بيئية مستدامة. فالنموذج القديم الذي قضى عليه فيروس «كورونا» كانت له آثار بيئية مدمرة من أجواء ملوثة وشواطئ مزدحمة ومدن مكدسة. حتى الآثار التاريخية لم تسلم من أذى الإقبال السياحي الكثيف الذي لم ينقطع حتى نهايات شهر مارس (آذار) الماضي.
السياحة العالمية هي الصناعة الوحيدة التي تبيع ما لا تملك من آثار ومشاهد طبيعية خلابة وشواطئ رملية ناعمة. وهي أيضاً الصناعة التي لا تدفع تكلفة ما تدمره، بداية من التلوث الجوي والبحري التي تفرزه على نطاق عالمي وحتى الدمار البيئي من إتلاف للشعب المرجانية والضرر بالمجتمعات الصغيرة التي تعيش في مناطق سياحية ولا تستفيد من مداخيلها بقدر ما تعاني من آثارها السلبية. وقد كانت آخر هذه الآثار السلبية انتشار فيروس «كورونا» على نطاق عالمي في فترة قياسية بسبب نشاط السفر الكثيف الذي كان معظمه من النوع السياحي.
في النموذج السياحي السابق كانت معظم العوائد من نصيب شركات السياحة ووكالات السفر الغربية وسلاسل الفنادق وخطوط الطيران العالمية. أما الوجهات السياحية المحلية فكانت تحصل على الفتات. وفي بعض الوجهات السياحية كانت المياه تروي ملاعب الغولف، بينما يعاني السكان المحليون من الفقر المائي.
ضمن النموذج السابق أيضاً كان من المتوقع أن يزيد عدد السياح بنسبة 4 في المائة هذا العام وأن ترتفع نسبة السياح الصينيين بنحو 27 في المائة إلى 160 مليون رحلة سياحية حول العالم. وبدلاً من ذلك، استمتع العالم بمعالم سياحية خالية من الزحام وأجواء صحوة بلا تلوث هوائي وشواطئ تتنفس الصعداء في عطلة كانت في أشد الحاجة إليها.
ولم يكن هذا التحول بلا ضحايا في الدول التي تعتمد على السياحة كمصدر أول للدخل حيث من المتوقع أن تخسر هذا العام 80 في المائة من مدخولها السياحي الذي بلغ 1.7 مليار دولار في العام الماضي، وفقاً لمنظمة السياحة العالمية.
والجانب الأسوأ في هذا التحول هو فقدان 120 مليون وظيفة سياحية حول العالم.
وكشف «كورونا» للمرة الأولى خطورة الاعتماد على قطاع اقتصادي واحد مثل السياحة وضرورة تنويع مصادر الدخل.
لا أحد يعرف على وجه التحديد كيف ستتغير السياحة العالمية بعد حقبة وباء كورونا، ولكن هذه هي بعض الأفكار التي تراود خبراء الصناعة فيما قد تكون عليه معالم السياحة العالمية في المستقبل:
* تتوجه بعض المدن والوجهات السياحية الأوروبية إلى تحديد عدد السياح المسموح بهم، ومنها برشلونة ودوبروفنيك وفينيسيا وغيرها بعد أن وصلت إلى طاقات الاستيعاب القصوى.
* سوف تطالب وجهات السياحة المحلية بنصيب أكبر من العوائد التي تحققها حالياً شركات دولية. وتتوجه هذه العوائد لإصلاح الأضرار البيئية من السياحة ودعم المجتمعات التي تساهم في خدمة النشاط السياحي.
* التركيز على الفئات العليا من السياح واستبعاد السياحة الرخيصة التي تعتمد على أعداد كبيرة من السياح بميزانيات محدودة.
* تطالب منظمات الحفاظ على البيئة شركات السياحة في أفريقيا بدعم السكان المحليين مباشرة من أجل الحفاظ على المحميات الطبيعية التي تعتمد عليها سياحة السفاري.
* سوف يتوجه نشاط السفر في السنوات المقبلة إلى السياحة المحلية حيث من المتوقع أن ترتفع تكاليف السفر الجوي.
كما أن الوضع الاقتصادي السائد عالمياً بعد أزمة كورونا من فقدان الوظائف وانعدام المدخرات لن يسمح بنشاط سياحي مكثف في المدى المنظور.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.