الخبراء يرفضون المبالغة في التفاؤل... إلى متى سنضطر للتعايش مع كورونا؟

مواطنون يرتدون كمامات بمركز تجاري في سنغافورة (إ.ب.أ)
مواطنون يرتدون كمامات بمركز تجاري في سنغافورة (إ.ب.أ)
TT

الخبراء يرفضون المبالغة في التفاؤل... إلى متى سنضطر للتعايش مع كورونا؟

مواطنون يرتدون كمامات بمركز تجاري في سنغافورة (إ.ب.أ)
مواطنون يرتدون كمامات بمركز تجاري في سنغافورة (إ.ب.أ)

تسبب فيروس كورونا المستجد منذ ظهوره في الصين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في عرقلة الحياة في العديد من دول العالم والإضرار باقتصاديات كبرى الدول، هذا بالإضافة إلى الأضرار الصحية التي تسبب بها، حيث أودى بحياة ما لا يقلّ عن 450,386 شخصاً حول العالم وأصاب أكثر من 8,410,400 شخص.
وبحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء، فرغم أن تجارب إنتاج لقاحات واعدة ضد كورونا تجرى حاليا في مختلف دول العالم، إلا أن منظمة الصحة العالمية وصفت إنتاج مئات الملايين من الجرعات هذا العام بأنه «طموح متفائل»، بينما وصفت الأمل في إنتاج زهاء ملياري جرعة مما يصل إلى ثلاثة لقاحات مختلفة العام المقبل بأنه غير مؤكد.
ونتيجة لذلك، قال عدد من خبراء الصحة إنه بحلول عام 2021، سيتعايش الجميع مع جائحة كورونا بشكل جيد، حيث سيعيد سكان العالم في الفترة القادمة ضبط توقعاتهم ووعيهم وسيقومون بتغيير سلوكهم للتكيف مع الأزمة.
وأشار الخبراء إلى أن الأشخاص سيكونون أكثر مرونة في تعاملهم مع الجائحة، ومع قدرتها التدميرية، الأمر الذي سيزيد بالتأكيد من عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس لتتخطى المليون وفاة، وذلك لحين توافر لقاحات وعلاجات فعالة للفيروس.
وقال كاميرون وولف، طبيب الأمراض المعدية بجامعة ديوك «الناس مرهقون. وهم يشعرون الآن أن عليهم التعايش مع هذا الوباء».
ومن جهته، قال أميش أدالغا، الباحث البارز في مركز جونز هوبكنز: «رغم أن عودة الحياة لطبيعتها وإعادة فتح الاقتصاد سيكون له مخاطر شديدة وسيساهم بشكل كبير في نشر عدوى كورونا، إلا أن الناس ستختار أن تخاطر بدلا من البقاء في المنازل مرة أخرى».
وبعد عودة ظهور الوباء في بكين بعد أن كانت قد أعلنت انحساره وقامت بفتح اقتصادها، وجد عدد من الخبراء أن استمرار قيود الإغلاق المتعلقة بالفيروس في مختلف الدول غير مجدية، حيث إن الفيروس قد يعاود الظهور مرة أخرى بعد انحساره، مشيرين إلى أن التعايش معه بات أمرا واقعا.
إلا أن الخبراء حذروا من أن هذا التعايش يمكن أن يجعل الناس أقل اهتماما بالإجراءات الوقائية لمنع تفشي الفيروس.
وفي هذا السياق، قال ديفيدسون هامر، أستاذ الصحة العامة في كلية بوسطن «إذا انتاب الناس شعورا زائفا بالأمان نتيجة التعايش مع الفيروس، سيقل احتمال ارتدائهم للأقنعة وتجنب التجمعات الكبيرة. وهذه الأمور ستزيد من حجم الكارثة بشكل ملحوظ».
ويوجد حاليا 120 مشروعاً لإنتاج لقاحات ضد كورونا، دخلت 10 منها مرحلة التجارب السريرية.
وقد أكدت شركة الأدوية البريطانية السويدية «أسترازينيكا»، أنها تعتزم إنتاج نحو مائة مليون جرعة من أحد هذه اللقاحات، وهو «لقاح جامعة أكسفورد»، بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
TT

السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

يحتفل الأمازيغ حول العالم وخاصة في المغرب العربي بعيد رأس السنة الأمازيغية في 12 أو 13 من يناير (كانون الثاني)، التي توافق عام 2975 بالتقويم الأمازيغي. ويطلق على العيد اسم «يناير»، وتحمل الاحتفالات به معاني متوارثة للتأكيد على التمسك بالأرض والاعتزاز بخيراتها.

وتتميز الاحتفالات بطقوس وتقاليد متنوعة توارثها شعب الأمازيغ لأجيال عديدة، في أجواء عائلية ومليئة بالفعاليات الثقافية والفنية.

وينتشر الاحتفال ﺑ«يناير» بشكل خاص في دول المغرب والجزائر وتونس وليبيا والنيجر ومالي وسيوة بمصر.

أمازيغ يحتفلون بالعام الجديد من التقويم الأمازيغي في الرباط بالمغرب 13 يناير 2023 (رويترز)

جذور الاحتفال

يعود تاريخ الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى العصور القديمة، وهو متجذر في الحكايات الشعبية والأساطير في شمال أفريقيا، ويمثل الرابطة بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها، فضلاً عن ثروة الأرض وكرمها. ومن ثمّ فإن يناير هو احتفال بالطبيعة والحياة الزراعية والبعث والوفرة.

ويرتبط الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة بأصل تقويمي نشأ قبل التاريخ، يعكس تنظيم الحياة وفق دورات الفصول.

وفي الآونة الأخيرة، اكتسب الاحتفال برأس السنة الأمازيغية أهمية إضافية كوسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية الأمازيغية حية.

ومصطلح «يناير» هو أيضاً الاسم الذي يُطلق على الشهر الأول من التقويم الأمازيغي.

خلال احتفال لأمازيغ جزائريين برأس السنة الأمازيغية الجديدة «يناير» في ولاية تيزي وزو شرق العاصمة الجزائر (رويترز)

متى رأس السنة الأمازيغية؟

إن المساء الذي يسبق يناير (رأس السنة الأمازيغية) هو مناسبة تعرف باسم «باب السَنَة» عند القبائل في الجزائر أو «عيد سوغاس» عند الجماعات الأمازيغية في المغرب. ويصادف هذا الحدث يوم 12 يناير ويمثل بداية الاحتفالات في الجزائر، كما تبدأ جماعات أمازيغية في المغرب وأماكن أخرى احتفالاتها في 13 يناير.

يبدأ التقويم الزراعي للأمازيغ في 13 يناير وهو مستوحى من التقويم اليولياني الذي كان مهيمناً في شمال أفريقيا خلال أيام الحكم الروماني.

يمثل يناير أيضاً بداية فترة مدتها 20 يوماً تُعرف باسم «الليالي السود»، التي تمثل واحدة من أبرد أوقات السنة.

أمازيغ جزائريون يحتفلون بعيد رأس السنة الأمازيغية 2975 في قرية الساحل جنوب تيزي وزو شرقي العاصمة الجزائر 12 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ما التقويم الأمازيغي؟

بدأ التقويم الأمازيغي في اتخاذ شكل رسمي في الستينات عندما قررت الأكاديمية البربرية، وهي جمعية ثقافية أمازيغية مقرها باريس، البدء في حساب السنوات الأمازيغية من عام 950 قبل الميلاد. تم اختيار التاريخ ليتوافق مع صعود الفرعون شيشنق الأول إلى عرش مصر.

وشيشنق كان أمازيغياً، وهو أحد أبرز الشخصيات الأمازيغية في تاريخ شمال أفريقيا القديم. بالنسبة للأمازيغ، يرمز هذا التاريخ إلى القوة والسلطة.

رجال أمازيغ يرتدون ملابس تقليدية يقدمون الطعام خلال احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

كيف تستعد لرأس السنة الأمازيغية؟

تتركز احتفالات يناير على التجمعات العائلية والاستمتاع بالموسيقى المبهجة. تستعد معظم العائلات لهذا اليوم من خلال إعداد وليمة من الأطعمة التقليدية مع قيام الأمهات بتحضير الترتيبات الخاصة بالوجبة.

كما أصبح من المعتاد ارتداء الملابس التقليدية الأمازيغية والمجوهرات خصيصاً لهذه المناسبة.

وتماشياً مع معاني العيد المرتبطة بالتجديد والثروة والحياة، أصبح يناير مناسبة لأحداث مهمة لدى السكان مثل حفلات الزفاف والختان وقص شعر الطفل لأول مرة.

يحتفل الأمازيغ في جميع أنحاء منطقة المغرب العربي وكذلك أجزاء من مصر بعيد «يناير» أو رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

ما الذي ترمز إليه الاحتفالات؟

يتعلق الاحتفال بيوم يناير بالعيش في وئام مع الطبيعة على الرغم من قدرتها على خلق ظروف تهدد الحياة، مثل الأمطار الغزيرة والبرد والتهديد الدائم بالمجاعة. وفي مواجهة هذه المصاعب، كان الأمازيغ القدماء يقدسون الطبيعة.

تغيرت المعتقدات الدينية مع وصول اليهودية والمسيحية والإسلام لاحقاً إلى شمال أفريقيا، لكن الاحتفال ظل قائماً.

تقول الأسطورة إن من يحتفل بيوم يناير سيقضي بقية العام دون أن يقلق بشأن المجاعة أو الفقر.

نساء يحضّرن طعاماً تقليدياً لعيد رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

يتم التعبير عن وفرة الثروة من خلال طهي الكسكس مع سبعة خضراوات وسبعة توابل مختلفة.

في الماضي، كان على كل فرد من أفراد الأسرة أن يأكل دجاجة بمفرده للتأكد من شبعه في يوم يناير. وترمز البطن الممتلئة في يناير إلى الامتلاء والرخاء لمدة عام كامل.

ومن التقاليد أيضاً أن تأخذ النساء بعض الفتات وتتركه بالخارج للحشرات والطيور، وهي لفتة رمزية للتأكد من عدم جوع أي كائن حي في العيد.