شرطة أتلانتا تحتج على حكم بحق أحد أفرادها

استطلاع للرأي يظهر انقساماً كبيراً بين البيض والسود حول عنفها

شرطة أتلانتا تحتج على حكم بحق أحد أفرادها
TT

شرطة أتلانتا تحتج على حكم بحق أحد أفرادها

شرطة أتلانتا تحتج على حكم بحق أحد أفرادها

رغم تراجع الاحتجاجات التي شهدتها المدن الأميركية على خلفية مناهضة التمييز العنصري وعنف الشرطة، إثر مقتل جورج فلويد الرجل الأسود في مدينة مينيابوليس قبل أسابيع، فإنها اتخذت أشكالاً متقطعة، تقوى وتخف تبعاً لحوادث العنف أو القتل التي تجري بين الحين والآخر. غير أن اللافت هو ما جرى في مقاطعة فولتون بمدينة أتلانتا في ولاية جورجيا، حيث نظم عناصر الشرطة احتجاجاً «صامتاً» عبر قيامهم بالتغيب مساء الأربعاء «لأسباب مرضية»، احتجاجاً على الحكم القضائي الذي صدر الأربعاء على زميل لهم، اتهم بقتل ريتشارد بروكس وهو رجل أسود يبلغ 27 عاماً برصاصة في ظهره، خلال مطاردة له قبل أيام. وشهدت المقاطعة غياباً واضحاً لعناصر الشرطة، الذين أغلقوا أجهزة الإرسال اللاسلكية وامتنعوا عن الرد على أي طلبات، باستثناء طلبات الدعم الإضافية في بعض المهام. وقالت عمدة المدينة كيشا لانس بوتومز، من الحزب الديمقراطي، لشبكة «سي إن إن»: «لدينا ما يكفي من الضباط ليغطونا طوال الليل... لن تكون شوارعنا أقل أماناً بسبب عدد الضباط الذين تغيبوا». احتجاج رجال الشرطة على الحكم القضائي جاء تعبيراً عن حالة القلق التي يعيشها رجال الشرطة، في ظل تصاعد حالة العداء ضد سلوكهم، عادّين أن الأمر يعرض سلامتهم وصدقيتهم للخطر.
ونشرت شرطية أميركية شريط فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تبكي فيه لخوفها من التعرض للتسمم خلال توقفها أمام أحد مطاعم «ماكدونالدز» بمدينة أتلانتا لشراء وجبة طعام. فقد انتظرت طويلاً ولم تحصل على طلبها كاملاً، مما أثار شكوكها بأن يكون العاملون يحاولون تسميمها، بعد شيوع أخبار عن تعرض 3 من رجال الشرطة للتسمم.
وأظهر استطلاع جديد للرأي أجراه موقع «ياهو» وشركة «يو.غوف» للأبحاث أن 29 في المائة من الأميركيين السود يثقون بشرطة بلادهم، مقابل 66 في المائة من البيض الذين يثقون بها.
ويعارض عدد كبير من البيض الذين شملهم الاستطلاع خفض تمويل الشرطة، ويقولون إنهم يشعرون بأمان أكبر بحضور الأجهزة الأمنية. وأجري الاستطلاع في 9 و10 يونيو (حزيران) الحالي. وتعكس الآراء كذلك أن الأغلبية ممن شملهم الاستطلاع دعموا إجراء إصلاحات بشأن الشرطة، ويعتقدون بوجود حاجة للتغيير. ولم تتجاوز نسبة من يوافقون على خفض تمويل الشرطة 24 في المائة من العينة المستطلعة آراؤهم. وذكر ما لا يزيد على 12 في المائة من السود أن رؤية رجال الشرطة عادة ما تشعرهم بأمان أكبر، مقابل 40 في المائة من البيض. كما أظهر الاستطلاع أن أغلبية ساحقة وصلت إلى 71 في المائة من أصحاب البشرة السوداء كانوا قلقين بشكل أكبر من قسوة الشرطة ضد الأقليات أكثر مما يبدون ضد الجرائم المحلية. ووصفوا تعهد مجلس مدينة مينيابوليس بتفكيك جهاز الشرطة بأنه كان «فكرة جيدة». وقال 39 في المائة من البيض إن قسوة الشرطة تشكل قلقاً لهم. كما ظهر انقسام آخر في الآراء حول تلقي البيض والسود معاملة متكافئة من قبل عناصر الشرطة. وقال 28 في المائة من البيض إن الشرطة تعامل السود والبيض بشكل متساوٍ، بينما لم يؤيد ذلك سوى 9 في المائة من السود. وأظهر الاستطلاع أن 31 في المائة من السود يرغبون برؤية خفض في تمويل الشرطة، مقابل 23 في المائة من البيض الذين أيدوا الأمر. وفضل السود القيام بإعادة توجيه تدريجية لتمويل الشرطة نحو زيادة في أعداد العاملين في المجال الاجتماعي والمستشارين بشؤون المخدرات وخبراء الصحة العقلية للتعامل مع الحالات الطارئة غير العنيفة.
وبينما قالت نسبة لا تتجاوز 3 في المائة من السود إنه لا حاجة لإجراء إصلاحات بشأن الشرطة، قالت 64 في المائة منهم إن الإصلاح ممكن، دون الحاجة لخفض تمويلهم. ورغب 33 في المائة من السود بخفض تمويل الشرطة.
وأيد معظم من شملهم الاستطلاع من جميع الفئات فكرة منع الشرطة من إمساك المعتقلين من منطقة الرقبة، والخنق، وإطلاق النار على المركبات المتحركة.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.