سيدة تسير مئات الأميال مع بناتها هرباً من «كورونا»

السيدة ماريا تامبو مع بناتها الثلاث (سي إن إن)
السيدة ماريا تامبو مع بناتها الثلاث (سي إن إن)
TT

سيدة تسير مئات الأميال مع بناتها هرباً من «كورونا»

السيدة ماريا تامبو مع بناتها الثلاث (سي إن إن)
السيدة ماريا تامبو مع بناتها الثلاث (سي إن إن)

اضطرت سيدة من بيرو للسير مع بناتها مسافة 350 ميلاً هرباً من ليما، مركز تفشي فيروس كورونا المستجد.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد انتقلت السيدة التي تدعى ماريا تامبو وبناتها لأول مرة إلى العاصمة البيروفية من قرية نائية في غابات الأمازون المطيرة، بعد أن حصلت أكبر بناتها، أميلي، على منحة للدراسة في جامعة مرموقة بليما.
ولدى ماريا بنتان أخريان غير أميلي، هما ياسيرا (7 سنوات) وميليك (وهي طفلة رضيعة). واستأجرت الأسرة غرفة صغيرة في ليما، وعملت ماريا في أحد المطاعم لجمع المال اللازم لشراء الطعام ودفع تكاليف الإقامة بالغرفة.
ولكن عندما ضرب فيروس كورونا المستجد بيرو، بدأت حكومة البلاد بفرض حظر صارم، خاصة في ليما، مركز تفشي الوباء، ففقدت ماريا مصدر رزقها، وبعد شهرين، لم يكن لديها أي أموال متبقية لدفع ثمن الإقامة والغذاء، ومن هنا قررت العودة إلى قريتها في منطقة أوكايالي، على بعد 350 ميلاً هرباً من «كورونا» ومن الموت جوعاً.
ومع إغلاق وسائل النقل العام، كان الخيار الوحيد هو القيام بالرحلة سيراً على الأقدام.
وقالت ماريا: «أعرف الخطر الذي وضعت أطفالي فيه، لكن لم يكن لدي أي خيار آخر. فإما أن أموت وأنا أحاول الخروج من هذا المكان أو أجوع حتى الموت في غرفتي».
وغادرت ماريا وبناتها ليما في أوائل مايو (أيار)، وقد سرن على طول الطرق السريعة المغبرة ومسارات السكك الحديدية والطرق الريفية المظلمة، ونهر تامبوس عبر منطقة الأنديز قبل أن يصلن إلى غابات الأمازون المطيرة، وهو طريق محفوف بالمخاطر بالنسبة لسيدة تسافر وحدها مع ثلاثة أطفال.
وقالت ماريا: «مشينا لمسافات طويلة وسط ارتفاع درجة حرارة الجو، لم يكن لدينا إلا القليل من الماء والغذاء، بكيت كثيراً أثناء الرحلة. لم أستطع أن أخفى عواطفي ومخاوفي عن بناتي».
وأشارت ماريا إلى أن من أكثر الصعاب التي واجهتها في رحلتها أيضاً، هي نقاط التفتيش التابعة للشرطة التي أقيمت لمنع السكان القادمين من ليما، من نشر الفيروس إلى المناطق الريفية. وتابعت: «ففي منطقة سان رامون، استجوبني ضابط شرطة وأخبرني أنني لا يمكنني الدخول إلى المنطقة، ولكنني تفاوضت معه ولم أخبره أنني قادمة من ليما، حتى وافق في النهاية على إدخالي رفقة بأطفالي».
وبعد سبعة أيام من بدء الرحلة، وصلت ماريا وأطفالها إلى قريتها في منطقة أوكايالي، ولكن كانت هناك عقبة أخيرة في طريقهن، حيث تم حظر الدخول إلى المنطقة بسبب الفيروس.
وتفاوضت ماريا مع القادة المحليين وسُمح لها بالعودة إلى المنزل بشرط عزلها هي وأطفالها لمدة 14 يوماً.
وأكدت ماريا أنها شعرت بسعادة كبيرة بعد عودتها للمنزل، وأضافت قائلة: «أنا لا أريد أن أذهب إلى ليما مرة أخرى. اعتقدت أنني سأموت هناك مع بناتي».
ورغم قواعد الإغلاق الصارمة، فإن بيرو هي بالفعل من بين الدول الأكثر تضرراً في العالم من جائحة كورونا، مع أكثر من 230 ألف حالة إصابة وأكثر من 6800 حالة وفاة حتى الآن.


مقالات ذات صلة

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مصر تستعين بالذكاء الاصطناعي للترويج لمعالمها التاريخية

المتحف المصري بالتحرير (الشرق الأوسط)
المتحف المصري بالتحرير (الشرق الأوسط)
TT

مصر تستعين بالذكاء الاصطناعي للترويج لمعالمها التاريخية

المتحف المصري بالتحرير (الشرق الأوسط)
المتحف المصري بالتحرير (الشرق الأوسط)

بالتزامن مع مرور 122 عاماً على افتتاح المتحف المصري بالتحرير في نوفمبر (تشرين الثاني) 1902، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن إطلاق مشروع لإحياء التاريخ المصري القديم والترويج للمعالم التاريخية بتجربة تفاعلية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر «الواقع المعزز».

وشهد المتحف المصري بالتحرير احتفالية، الثلاثاء، لإطلاق المشروع الذي يتضمن قطعاً من المتحف وقطعاً من المتحف القومي للحضارة المصرية، وذلك بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار المصرية وشركة «ميتا» العالمية.

ويأتي مشروع «Project Revival» لإحياء التاريخ المصري القديم بتجربة تفاعلية عبر تقنية الواقع المعزز على تطبيق «إنستغرام»، في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار للتحول الرقمي والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في مجال السياحة والآثار وتحسين التجربة السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية على مستوى الجمهورية، وفق بيان للوزارة.

وخلال الاحتفالية تفقد وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي القطع الأثرية التي تم اختيارها بالمتحف المصري بالتحرير ليشملها المشروع، وكذلك قام بتجربة الفلتر الخاص بإحدى القطع المختارة ومشاهدتها بعد إعادتها إلى شكلها وألوانها الأصلية عندما نحتها المصري القديم عبر فلاتر تفاعلية على تطبيق «إنستغرام».

وزير السياحة والآثار المصري خلال الاحتفالية (وزارة السياحة والآثار)

وأشار الوزير إلى «أهمية إطلاق هذا المشروع من المتحف المصري بالتحرير الذي يعد أقدم متاحف العالم»، وعدّ «استخدام التكنولوجيا التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بالمتحف المصري بالتحرير وكذلك بالمتحف القومي للحضارة المصرية، إنجازاً كبيراً وذكياً».

وأشار فتحي إلى «استعانة الوزارة بالذكاء الاصطناعي في تنفيذ إحدى الحملات الترويجية؛ مما أثمر نتائج رائعة ولا سيما قدرة الذكاء الاصطناعي على التركيز على الفئة المستهدفة وإلقاء الضوء على نقاط القوة بالمقصد السياحي المصري»، لافتاً إلى أنه سيتم تنفيذ مواد ترويجية خلال الفترة المقبلة مبنية على الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أنه «يوجد لدينا 3 متاحف كبرى، هي المتحف المصري بالتحرير، والمتحف المصري الكبير، والمتحف القومي للحضارة المصرية، ويتم العمل على خلق نقاط تَمَيز معينة لكل متحف؛ بما يساهم في ثراء تجربة السائح خلال زيارته».

وافتتح المتحف المصري بالتحرير في 15 نوفمبر 1902 بعد تكليف عالم المصريات الفرنسي جاستون ماسبيرو بمهمة الإشراف العلمي عليه، ونقلت إليه العديد من القطع الأثرية والاكتشافات الجديدة في نهايات القرن التاسع عشر، وتبلغ مساحة المتحف 15 ألف متر مربع، بتكلفة وصلت إلى 250 ألف جنيه قبل 122 عاماً، ويضم أكثر من 170 ألف قطعة أثرية من عصور ما قبل التاريخ حتى العصرين اليوناني والروماني، وزاره أكثر من 100 مليون شخص منذ افتتاحه، وفق الصفحة الرسمية للمتحف.

وأوضح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، الدكتور عمرو طلعت، أن «المشروع يأتي ضمن سلسلة طويلة من المشروعات التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، وتهدف إلى تعميق تجربة الاطلاع على التراث وإثراء تجربة السائحين في التعرف على جوانب تاريخ مصر العريق».

وخلال الاحتفالية، أبدى المدير الإقليمي لشركة «ميتا» بأفريقيا والشرق الأوسط، فارس العقاد، سعادته لعرض هذه المبادرة الرائدة والتي تسلط الضوء على ثراء التراث المصري، وتُظهر التزام «ميتا» الراسخ بتطويع التكنولوجيا الحديثة للمساعدة في الحفاظ على هذا التراث والترويج له.

مؤكداً أن التعاون مع وزارة السياحة المصرية سيعزز تجربة السائحين في زيارتهم لمتحفي التحرير والحضارة المصرية، وأن هذا المشروع سيكون مصدر إلهام فريداً من نوعه، كما أنه يمثل فرصة للتفكير في نطاق الإمكانيات الواسعة التي يفتحها الترويج السياحي الرقمي المبتكر.

نموذج مركب مقبرة الملك أمنحتب الثاني (المتحف القومي للحضارة المصرية)

وقالت مديرة برامج السياسات والحملات ومجموعة التطبيقات لأفريقيا والشرق الأوسط وتركيا بشركة «ميتا»، شيري زينوريفا، إن هذا المشروع يتضمن جوانب تثقيفية ويمنح العالم فرصة لتجربة القليل من التاريخ المصري من خلال هواتفهم الجوالة بالواقع المعزز.

ويضم المتحف القومي للحضارة المصرية العديد من القطع الأثرية التي تحكي تاريخ الحضارة المصرية عبر العصور، وقد تم البدء في إنشائه عام 2002 في منطقة الفسطاط، عقب حملة دولية تبنتها منظمة اليونيسكو، وتم نقل 22 مومياء ملكية إلى المتحف عام 2021، في موكب مهيب.