تحسن ثقة المستثمرين الألمان بفضل آمال تعافي الاقتصاد

تحسن ثقة المستثمرين الألمان بفضل آمال تعافي الاقتصاد
TT

تحسن ثقة المستثمرين الألمان بفضل آمال تعافي الاقتصاد

تحسن ثقة المستثمرين الألمان بفضل آمال تعافي الاقتصاد

أظهر مسح أمس (الثلاثاء)، أن معنويات المستثمرين الألمان ارتفعت أكثر من المتوقع في يونيو (حزيران)، وسط آمال أن يكون أكبر اقتصاد في أوروبا قد تجاوز بحلول الصيف المرحلة الأسوأ من تراجع حاد أفرزته جائحة فيروس «كورونا».
وقال معهد «زد إي دبليو» للأبحاث إن مسحه الشهري أظهر ارتفاع المعنويات الاقتصادية بين المستثمرين إلى 63.4 من 51 في مايو (أيار). وكان الاقتصاديون يتوقعون قراءة عند 60.
وقال رئيس المعهد أخيم فامباخ، في بيان: «ثمة ثقة متزايدة في أن الاقتصاد سيتعافى بحلول صيف 2020».
وارتفع مؤشر منفصل يقيس تقييم المستثمرين للأوضاع الحالية للاقتصاد إلى - 83.1 من - 93.5 في الشهر السابق. وكان المحللون يتوقعون قراءة عند - 84.
في حين يتوقع معهد «لايبنتس» الألماني للبحوث الاقتصادية أن يتضرر الاقتصاد الألماني من الركود المرتبط بجائحة «كورونا» في نطاق محدود نسبياً.
وكتب باحثو المعهد في تقرير عن النمو الاقتصادي نُشر أمس، في مدينة هاله: «الاقتصاد الألماني تضرر بشدة من الجائحة، لكن الانهيار ليس كبيراً مثلما حدث في دول كبيرة مجاورة في منطقة اليورو، حيث كانت أعداد الإصابات وحالات الوفاة أعلى نسبياً مقارنةً بعدد السكان... من المتوقع أن يصل الركود إلى أقصى مدى له في الربع الثاني من هذا العام، لأن الجائحة تراجعت في مايو الماضي ويونيو الجاري، كما تم تخفيف إجراءات التقييد».
وأبدى خبراء المعهد تفاؤلاً نسبياً إزاء الوضع الاقتصادي خلال العام الجاري، حيث يتوقعون انكماشاً في الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا بنسبة 5.1%، يليها نمو بنسبة 3.2% عام 2021.
وجاء في التقرير: «من المتوقع أن يكون وقع التراجع الاقتصادي الناجم عن الجائحة أضعف في شرق ألمانيا هذا العام، حيث قد تصل نسبة الانكماش إلى 3.2% مقارنةً بألمانيا بأكملها».
وحسب التقرير، فإن هذا التوقع مرتبط بألا يكون هناك ارتفاع قوي مجدداً في إصابات «كورونا» الخريف المقبل في نصف الكرة الشمالي. وفي المقابل، يتوقع خبراء البنك المركزي الألماني انكماشاً بنسبة 7.1% في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد هذا العام، وهناك توقعات أكثر قتامة لخبراء من مؤسسات اقتصادية أخرى.
وللمقارنة، انكمش الاقتصاد الألماني خلال الأزمة المالية والاقتصادية العالمية عام 2009 بنسبة 5.7%، وارتفع الناتج المحلي الإجمالي مجدداً بنسبة 4.2% عام 2010 وبنسبة 3.9% عام 2011.
وقررت الحكومة الألمانية أمس، زيادة الغرامات المالية مستقبلاً لأي شركات كبرى عند ارتكابها انتهاكات قانونية جسيمة. وجاء في قرار الحكومة، أنه من المقرر أن يتم ربط العقوبات بحجم المبيعات بالنسبة للشركات التي تزيد مبيعاتها السنوية على مائة مليون يورو، وأضافت أنه يتعين على الشركات تحمل مسؤولية أي أعمال إجرامية يقوم بها موظفوها بشكل أكبر.
وقالت وزيرة العدل الألمانية كريستينه لامبرشت: «يجب ألا تتم إحالة المسؤولية بعد ذلك على عاتق أفراد فحسب، عندما تتصرف شركات بشكل إجرامي».


مقالات ذات صلة

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

آسيا شيغمي فوكاهوري أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945 (أ.ب)

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

توفي شيغمي فوكاهوري، أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945، والذي كرَّس حياته للدفاع عن السلام، عن عمر يناهز 93 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم جنود يشاركون في عرض عسكري لإحياء الذكرى السبعين لهدنة الحرب الكورية في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية 27 يوليو 2023 (رويترز)

قوات كورية شمالية قد تشارك باحتفالات روسيا في الانتصار بالحرب العالمية الثانية

قال مسؤول روسي كبير إنه يعتقد بإمكانية مشاركة جنود كوريين شماليين في العرض العسكري في الساحة الحمراء العام المقبل، في ذكرى الانتصار بالحرب العالمية الثانية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)

بكين توسع خطة «المقايضة الاستهلاكية» لإحياء النمو الاقتصادي

بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
TT

بكين توسع خطة «المقايضة الاستهلاكية» لإحياء النمو الاقتصادي

بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)

أضافت الصين المزيد من الأجهزة المنزلية إلى قائمة المنتجات التي يمكن استخدامها في خطة «المقايضة الاستهلاكية»، وستقدم إعانات إضافية للسلع الرقمية هذا العام، في محاولة لإحياء الطلب في قطاع الأسر الراكد.

وستشمل خطة المقايضة للأجهزة المنزلية أفران الميكروويف وأجهزة تنقية المياه وغسالات الأطباق وأواني الطهي هذا العام، وفقاً لوثيقة صادرة عن أعلى هيئة تخطيط للدولة ووزارة المالية يوم الأربعاء. ويمكن أن تحصل الهواتف الجوالة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية والساعات الذكية والأساور التي تقل قيمتها عن 6000 يوان على إعانات بنسبة 15 في المائة.

ولم يحدد البيان التكلفة الإجمالية للحوافز، لكن مسؤولاً بوزارة المالية قال في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء إن الحكومة خصصت حتى الآن 81 مليار يوان (11.05 مليار دولار) لتبادل السلع الاستهلاكية لدعم الاستهلاك في عام 2025.

وتشكل التدابير الجديدة جزءاً من خطة أوسع لتحفيز النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم في عام 2025، حيث أدت أزمة العقارات الشديدة إلى تآكل ثروة المستهلكين والإضرار بإنفاق الأسر. وكان قطاع المستهلكين المتعثر في الصين نقطة ألم خاصة للاقتصاد مع مطالبة المحللين ومستشاري السياسات باتخاذ تدابير عاجلة لتحفيز الأسر على الإنفاق مرة أخرى.

وقال شو تيان تشن، كبير الاقتصاديين في وحدة «إيكونوميك إنتليجينس»: «نتوقع أن يتضاعف إجمالي الدعم إلى 300 مليار يوان في عام 2025. وهذا يمثل إلى حد ما تحولاً سياسياً نحو المزيد من الاستهلاك». وأضاف أن الإعانات الأكثر محدودية للهواتف والأجهزة اللوحية، بأقل من 500 يوان لكل عنصر، تشير إلى أن بكين لا تنوي دعم الأغنياء للإنفاق الباهظ.

وفي العام الماضي، خصصت الصين نحو 150 مليار يوان من إصدار سندات الخزانة الخاصة بقيمة تريليون يوان لدعم استبدال الأجهزة القديمة والسيارات والدراجات وغيرها من السلع. وقال المسؤولون إن الحملة «حققت تأثيرات إيجابية».

وقال لي غانغ، المسؤول بوزارة التجارة، في نفس المؤتمر الصحافي، إن الحملة أسفرت عن مبيعات سيارات بقيمة 920 مليار يوان ومبيعات أجهزة منزلية بقيمة 240 مليار يوان في عام 2024.

ومع ذلك، لم يجد المستثمرون الكثير من الطموح في إعلانات يوم الأربعاء، حيث انخفض مؤشر أسهم الإلكترونيات الاستهلاكية في الصين بنسبة 3.2 في المائة بحلول استراحة منتصف النهار.

وقال مسؤول في هيئة تخطيط الدولة الأسبوع الماضي، إن الصين ستزيد بشكل حاد التمويل من سندات الخزانة طويلة الأجل في عام 2025 لتحفيز ترقيات المعدات ونظام مقايضة السلع الاستهلاكية. وفي العام الماضي، خصصت الصين ما مجموعه 300 مليار يوان لهذه المبادرات.

وقال تشاو تشين شين، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح - الجهة المسؤولة عن التخطيط الحكومي - يوم الأربعاء، إن أرقام التمويل للخطط ستصدر خلال الاجتماع البرلماني السنوي في مارس (آذار) المقبل.

وتعهد كبار القادة الصينيين بتعزيز الاستهلاك «بقوة» وتوسيع الطلب المحلي «في جميع الاتجاهات» هذا العام. وذكرت «رويترز» الأسبوع الماضي أن ملايين العاملين الحكوميين في جميع أنحاء الصين حصلوا على زيادات في الأجور، كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز الاستهلاك.

وقال لين سونغ، كبير خبراء اقتصاد الصين في «آي إن جي»: «نتوقع أن تساعد السياسة الأكثر دعماً في انتعاش نمو مبيعات التجزئة في عام 2025 مقارنة بعام 2024. وسيعتمد تعافي استهلاك الأسر على استقرار أسعار الأصول، بالإضافة إلى تحسن الثقة في آفاق التوظيف».

ووفقاً لوثيقة السياسة، ستزيد الصين أيضاً الأموال من إصدار سندات الخزانة الخاصة طويلة الأجل لدعم ترقيات المعدات في المجالات الرئيسة. وستشمل الحملة الآن المعدات المستخدمة في قطاعي تكنولوجيا المعلومات والزراعة، مع التركيز على المعدات المتطورة والذكية والخضراء.

وعلى أساس دعم بنسبة 1.5 نقطة مئوية على أسعار الفائدة على قروض ترقية المعدات التي يتم الحصول عليها من البنوك، قالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح إنها سترتب أيضاً أموالاً من سندات الخزانة لخفض تكاليف تمويل الشركات بشكل أكبر.

ورتب البنك المركزي مرفق إعادة الإقراض المنخفض التكلفة بقيمة 400 مليار يوان لدعم ترقيات المعدات. وقال سونغ إن الوثيقة تشير إلى أن القطاعات الصناعية عالية التقنية بالإضافة إلى تصنيع معدات النقل من المرجح أن تستفيد، مما يساعد هذه القطاعات على البناء على الزخم القوي في العام الماضي.