هزّت بريطانيا تظاهرات ضد التمييز العنصري في أعقاب وفاة الأميركي الأعزل من أصول أفريقية جورج فلويد، أثناء توقيفه من قبل الشرطة في الولايات المتحدة.
وبدأت الاحتجاجات تفرض أجندتها في عدد من دول العالم، وتجبرها على مراجعة قوانينها والثقافات السائدة، فيما يخص التمييز العنصري، الذي عده البعض أصبح ينخر جميع المؤسسات الحكومية والاجتماعية.
وأمس، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، مراجعة حكومية بشأن «جميع أوجه عدم المساواة»، في خطوة قوبلت بانتقادات ممن اعتبروا أن هدفها تأخير اتخاذ إجراءات حقيقية. وكتب جونسون في صحيفة «ديلي تليغراف» اليمينية، أنه تم إحراز «تقدم هائل» في معالجة العنصرية «لكن هناك الكثير الذي يتعين علينا القيام به وسنقوم به». وأوضح أنه «حان الوقت أن تنظر لجنة حكومية مشتركة في جميع جوانب عدم المساواة، في التوظيف والمحصلات الصحية والأكاديمية وجميع مناحي الحياة الأخرى». وقال جونسون، في مقابلة، إنه يسعى إلى «تغيير الرواية لنوقف الشعور بالأذى والتمييز». وأضاف: «نوقف التمييز، ونقضي على العنصرية، ويبدأ لدينا شعور بتوقع النجاح».
لكن وزير العدل في حكومة الظل التابعة لحزب العمال المعارض ديفيد لامي، قال إن عدم وجود تفاصيل بشأن المراجعة الجديدة يشير إلى أنها «كتبت على ظهر عبوة (سجائر) أمس لتهدئة احتجاجات (حركة) (حياة السود تهم)». وقال، كما اقتبست عنه وكالة الصحافة الفرنسية، إن الحكومة يجب أن تركز على تنفيذ توصيات العديد من المراجعات التي أنجزت بالفعل، بما في ذلك مراجعة من قبل لامي نفسه بشأن التمييز في العدالة الجنائية. وناشد لامي، رئيس الوزراء، في مقابلة مع إذاعة «بي بي سي»، «امض قدماً في العمل والتشريع والتحرك!». وأضاف: «لا يلعب السود دور الضحية، كما يشير بوريس، إنهم يحتجون على وجه التحديد لأن وقت المراجعة انتهى ووقت العمل حان».
وخلال مظاهرة مناهضة للعنصرية في مدينة بريستول، أسقط المتظاهرون تمثال تاجر الرقيق المحلي إدوارد كولستون. وفي لندن، تم تشويه تمثال رئيس الوزراء إبان الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل. ودفع إسقاط تمثال كولستون المؤسسات في جميع أنحاء البلاد لإزالة أو مراجعة النصب التذكارية المرتبطة بالماضي الاستعماري البريطاني. لكنه أثار أيضاً إدانة من السياسيين، وكذلك غضباً عاماً، لا سيما بعد تغطية تمثال تشرشل خارج البرلمان حتى لا تطاله أيدي المحتجين. ونزل متظاهرون مدعومون من مجموعات يمينية متطرفة إلى الشوارع في لندن، السبت، لحماية تمثال تشرشل. واندلعت اشتباكات عنيفة، واعتقل 113 شخصاً، بينما أصيب 23 عنصر شرطة بجروح طفيفة على أيدي أشخاص وصفهم جونسون بـ«البلطجية».
وسجن رجل يبلغ من العمر 28 عاماً لمدة 14 يوماً، الاثنين، بعدما اعترف بأنه تبول بجوار نصب تذكاري لضابط شرطة قتل في هجوم على البرلمان عام 2017.
وأقر أندرو بانكس بتهمة انتهاك الآداب العامة. وتسببت صوره وهو يقوم بهذا الفعل بغضب عام. وقال محاميه إنه «خجل من تصرفه». وكتب جونسون سيرة عن تشرشل، ولطالما وصفه بأنه «بطل»، على الرغم من ادعاءات بأن سياساته أدت إلى وفاة الملايين من الناس في مجاعة في ولاية البنغال الهندية عام 1943.
جونسون يأمر بتشكيل لجنة لبحث العنصرية في بريطانيا
جونسون يأمر بتشكيل لجنة لبحث العنصرية في بريطانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة