الحكومة الألمانية تخطط لاستدانة غير مسبوقة في الموازنة بقيمة 246 مليار دولار

خسائر متوقعة لقطاع السياحة بـ22.5 مليار دولار حتى نهاية أغسطس

سائحون يزورون هرم سقارة المدرج جنوب القاهرة في مارس الماضي (رويترز)
سائحون يزورون هرم سقارة المدرج جنوب القاهرة في مارس الماضي (رويترز)
TT

الحكومة الألمانية تخطط لاستدانة غير مسبوقة في الموازنة بقيمة 246 مليار دولار

سائحون يزورون هرم سقارة المدرج جنوب القاهرة في مارس الماضي (رويترز)
سائحون يزورون هرم سقارة المدرج جنوب القاهرة في مارس الماضي (رويترز)

بسبب أزمة جائحة كورونا تعتزم الحكومة الألمانية الاتحادية إدخال ديون جديدة قياسية في ميزانيتها لهذا العام يبلغ إجمالي قيمتها 218.5 مليار يورو (246.2 مليار دولار).
وذكرت مصادر من وزارة المالية الألمانية أمس (الاثنين)، أن وزير المالية أولاف شولتس يخطط لميزانية تكميلية ثانية بقيمة 62.5 مليار يورو، ما يعني أن الديون الجديدة لهذا العام سترتفع إلى 218.5 مليار يورو.
وتتعين موافقة مجلس الوزراء الألماني والبرلمان الاتحادي (بوندستاغ) على الميزانية التكميلية قبل تطبيقها. وذكرت المصادر أن الديون الجديدة تضع الأساس لتعافٍ اقتصادي واسع النطاق ومستدام، مضيفة أن الحكومة الاتحادية يمكنها تحمل هذه الديون بسبب التطور المالي الجيد للعام الماضي.
وارتفع معدل الدين العام لأول مرة مؤخراً عن حد 60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الذي تنص عليه مواثيق الاتحاد الأوروبي.
وكان البرلمان الألماني وافق في نهاية مارس (آذار) الماضي، على ميزانية تكميلية أولى بقيمة تزيد على 156 مليار يورو لتمويل كثير من حزم الإنقاذ، وعلقت من أجل ذلك العمل بقاعدة الحد من الاستدانة المنصوص عليها في الدستور.
ومن أجل حزمة التحفير الاقتصادي، التي اتفق عليها الائتلاف الحاكم الألماني، لتعزيز الاستهلاك والاقتصاد خلال الأشهر المقبلة، سيكون من الضروري إدخال ديون جديدة إلى الموازنة العامة. ومن المخطط أن تبلغ تكلفة الإجراءات الجديدة 130 مليار يورو، من بينها 120 مليار يورو على عاتق الحكومة الاتحادية. وبحسب بيانات شولتس، فإن الجزء الأكبر من الديون سيُحسب على ميزانية هذا العام، بينما سيُجرى احتساب نحو 30 مليار يورو على موازنة الحكومة الاتحادية للعام المقبل.
ويخطط شولتس إلى تسوية الجزء الأكبر من ديون كورونا في غضون عشرين عاماً بدءاً من عام 2023. ويعتبر خبراء الاقتصاد هذه الخطط طموحة للغاية على خلفية سعر الفائدة المنخفض. وتراجع الإنفاق الحكومي على الفوائد باستمرار منذ الأزمة المالية العالمية.
وقالت وزارة الاقتصاد الألمانية أمس، إن الناتج الاقتصادي سينكمش بدرجة أكبر في الربع الثاني من العام مقارنة مع الربع الأول، لكن تخفيف القيود المرتبطة بفيروس كورونا والمؤشرات الارتيادية ينبئان بتجاوز المرحلة الأسوأ.
وقالت الوزارة في تقريرها الشهري إن التخفيف التدريجي للغلق الشامل يُرجح أن يكون الانتعاش الاقتصادي قد بدأ في مايو (أيار)، لكنها حذرت من أن التعافي في النصف الثاني من العام فصاعداً سيكون بطيئاً.
وقالت الوزارة إن المؤشرات الاقتصادية لا تشير إلى تعافٍ مستدام في سوق الوظائف خلال الأشهر القليلة المقبلة. وتوقعت تراجعاً كبيراً في الصادرات والواردات لعام 2020 بأكمله.
على صعيد موازٍ، طالب قطاع السياحة في ألمانيا بإلغاء سريع لتحذيرات السفر بالنسبة للدول خارج الاتحاد الأوروبي. وقال رئيس الاتحاد الألماني للشركات السياحية (دي آر في)، نوربرت فيبيش: «يتعين أن يشمل الإلغاء قريباً دولاً أخرى خارج أوروبا».
وبحسب تقديرات الاتحاد، فإن القيود التي فُرضت على السفر والحياة العامة بسبب جائحة كورونا تُكبد شركات السياحة والسفر خسائر بقيمة 20 مليار يورو (22.5 مليار دولار) خلال الفترة من منتصف مارس حتى نهاية أغسطس (آب) المقبل.
وقال فيبيش إن تمديد التحذير من السفر لدول خارج الاتحاد الأوروبي، التي من بينها مقاصد صيفية محببة للألمان مثل مصر وتونس وتركيا، يعني خسائر في الإيرادات بقيمة 9 مليارات يورو خلال يوليو (تموز) وأغسطس وحدهما، وقال: «لا ينبغي أيضاً نسيان إلغاء مزيد من الرحلات المحجوزة بالفعل بسبب تمديد التحذير من السفر لـ160 دولة». وفي سياق متصل، لمح وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إلى إمكانية تخفيف التحذير من السفر لدول خارج الاتحاد الأوروبي خلال الأسابيع المقبلة. وقال ماس في تصريحات للقناة الثانية في التلفزيون الألماني «زد دي إف» الاثنين: «لا أستبعد أن يكون هناك مزيد من الدول، التي نلغي التحذير من السفر إليها خلال الأسابيع المقبلة، ونضع إرشادات للسفر»، موضحاً في المقابل أن القرار يتوقف دائماً على الوضع في كل دولة.
وفي الوقت نفسه، أعلن ماس أنه لن يتم استخدام أي طائرات تابعة للحكومة الألمانية بعد الآن في حملات إعادة للسائحين الألمان في الخارج، موضحاً في المقابل أنه سيُجرى دعم السائحين الألمان في حال حدوث حظر للتجوال أو فرض قيود على السفر في الدول التي يقضون فيها عطلات، وذلك عبر إعادتهم إلى ألمانيا على متن رحلات طيران عادية على نفقتهم الخاصة. واعتباراً من أمس (الاثنين)، ألغت وزارة الخارجية الألمانية على موقعها الإلكتروني التحذير من السفر إلى 27 دولة أوروبية، من بينها مقاصد سياحية رئيسية للألمان، مثل إيطاليا والنمسا واليونان وفرنسا وكرواتيا. كما ألغت ألمانيا الرقابة على حدودها مع جيرانها.


مقالات ذات صلة

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

آسيا شيغمي فوكاهوري أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945 (أ.ب)

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

توفي شيغمي فوكاهوري، أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945، والذي كرَّس حياته للدفاع عن السلام، عن عمر يناهز 93 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم جنود يشاركون في عرض عسكري لإحياء الذكرى السبعين لهدنة الحرب الكورية في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية 27 يوليو 2023 (رويترز)

قوات كورية شمالية قد تشارك باحتفالات روسيا في الانتصار بالحرب العالمية الثانية

قال مسؤول روسي كبير إنه يعتقد بإمكانية مشاركة جنود كوريين شماليين في العرض العسكري في الساحة الحمراء العام المقبل، في ذكرى الانتصار بالحرب العالمية الثانية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)

بعد ساعات من إطلاقها... عملة ترمب الرقمية ترتفع بمليارات الدولارات

ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
TT

بعد ساعات من إطلاقها... عملة ترمب الرقمية ترتفع بمليارات الدولارات

ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ليل الجمعة - السبت، إطلاق عملته المشفرة التي تحمل اسمه، ما أثار موجة شراء زادت قيمتها الإجمالية إلى عدة مليارات من الدولارات في غضون ساعات.

وقدّم ترمب، في رسالة نُشرت على شبكته الاجتماعية «تروث سوشيال» وعلى منصة «إكس»، هذه العملة الرقمية الجديدة بوصفها «عملة ميم»، وهي عملة مشفرة ترتكز على الحماس الشعبي حول شخصية، أو على حركة أو ظاهرة تلقى رواجاً على الإنترنت.

وليس لـ«عملة ميم» فائدة اقتصادية أو معاملاتية، وغالباً ما يتم تحديدها على أنها أصل مضاربي بحت، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوضح الموقع الرسمي للمشروع أن هذه العملة «تحتفي بزعيم لا يتراجع أبداً، مهما كانت الظروف، في إشارة إلى محاولة اغتيال ترمب خلال حملة الانتخابات الأميركية في يوليو (تموز) التي أفضت إلى انتخابه رئيساً».

وسرعان ما ارتفعت قيمة هذه العملة الرقمية، ليبلغ إجمالي القيمة الرأسمالية للوحدات المتداولة نحو 6 مليارات دولار.

ويشير الموقع الرسمي للمشروع إلى أنه تم طرح 200 مليون رمز (وحدة) من هذه العملة في السوق، في حين تخطط شركة «فايت فايت فايت» لإضافة 800 مليون غيرها في غضون 3 سنوات.

ويسيطر منشئو هذا الأصل الرقمي الجديد، وبينهم دونالد ترمب، على كل الوحدات التي لم يتم تسويقها بعد، وتبلغ قيمتها نظرياً نحو 24 مليار دولار، بحسب السعر الحالي.