قطاع العملات المشفرة ينتظر العوائد بعد أن «أنفق الكثير» لإعادة انتخاب ترمب

فاز 294 مرشحاً مؤيداً للتشفير بعضوية الكونغرس

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
TT

قطاع العملات المشفرة ينتظر العوائد بعد أن «أنفق الكثير» لإعادة انتخاب ترمب

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ضخت لجان العمل السياسي الرائدة في صناعة العملات المشفرة 131 مليون دولار في سباق الانتخابات الأميركية الأخيرة للمساعدة في انتخاب العشرات من المشرّعين المؤيدين للعملات المشفرة، في حين أنفق المليارديرات الذين لديهم اهتمام بالعملات المشفرة الملايين للمساعدة في إعادة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

والآن، هم مصممون على تغيير الطريقة التي تتعامل بها واشنطن مع أعمالهم، وفق ما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وتشمل الأهداف ضمان اختيار ترمب لـ«رئيس لهيئة الأوراق المالية والبورصات صديق للعملات المشفرة» ليحل محل غاري غينسلر، الذي أثارت إجراءاته التنفيذية «العدوانية» خلال إدارة جو بايدن غضب الرؤساء التنفيذيين في قطاع العملات المشفرة. وتضغط مجموعات الصناعة أيضاً على الكونغرس لتمرير إطار تنظيمي يقولون إنه ضروري لضخ العملات المشفرة في التيار الرئيس للنظام المالي الأميركي.

ارتفاعات قياسية

ويبدو أن مجموعات الصناعة هذه في وضع جيد قبل انعقاد الدورة الجديدة للكونغرس، حيث كشفت مجموعة تُدعى «نقف مع التشفير» أنه تم انتخاب 274 مرشحاً مؤيداً للعملات المشفرة لعضوية مجلس النواب، و20 مرشحاً آخرين لمجلس الشيوخ في الانتخابات الأخيرة.

وارتفعت عملة البتكوين، أكبر عملة مشفرة في العالم، إلى مستويات قياسية بعد فوز ترمب، تحسباً لمزيد من السياسات المؤيدة للعملات المشفرة من إدارته. وتعد الطريقة التي تنظم بها واشنطن الصناعة «ذات عواقب وخيمة» على هذا القطاع المزدهر، إلى جانب 52 مليون أميركي يمتلكون الآن أصولاً رقمية.

وتقول كريستين سميث، الرئيس التنفيذي لجمعية «بلوكتشين» المهتمة بصناعة العملات المشفرة، لشبكة «سي إن إن»: «العملات المشفرة هي قوة سياسية... نتيجة للانتخابات الأخيرة، سيكون لدينا الكونغرس الأكثر تأييداً للعملات المشفرة على الإطلاق، وأيضاً الإدارة الأكثر تأييداً لها».

وتضيف سميث أن صناعة العملات المشفرة «تتواصل مع فريق ترمب الانتقالي من خلال قنوات مختلفة» للإعلان عن وجهات نظرها «بشأن اختيار الموظفين». وتوضح: «تتمثل الاستراتيجية في إجراء أكبر عدد ممكن من المحادثات مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص في مدار ترمب، حتى يكون لدى الجميع فهم أكثر لما تهتم به صناعة العملات المشفرة».

عاصمة العملات المشفرة

وقالت سميث إن جمعية «بلوكتشين» تأمل أيضاً في إجراء تغييرات أخرى، بما في ذلك احتمال إنشاء مسؤول في البيت الأبيض يمكنه المساعدة في تنسيق سياسة العملات المشفرة عبر الوكالات الحكومية.

ولدى ترمب وكثير من حلفائه الرئيسين ميل واضح إلى تأييد العملات المشفرة. وبدا الرئيس السابق وكأنه يرفض عملة البتكوين حتى عام 2021 بوصفها تبدو «مثل عملية احتيال»، لكنه تحول منذ ذلك الحين وقدّم وعوداً كبيرة منها الإطاحة بغينسلر، وجعل الولايات المتحدة «عاصمة العملات المشفرة على هذا الكوكب». وتستمر ولاية غينسلر حتى عام 2026، لكن من المعتاد أن يستقيل رؤساء هيئة الأوراق المالية والبورصات عندما تتولى إدارة جديدة السلطة.

كما وعد ترمب أيضاً بإنشاء احتياطي وطني للعملات المشفرة، وأطلق الرئيس السابق وأبناؤه مشروعهم الخاص بالعملات المشفرة «World Liberty Financial». وليس من الواضح كيف ينوي الرئيس المنتخب التعامل مع تضارب المصالح المحتمل بخصوص هذا المشروع وأجزاء أخرى من إمبراطوريته التجارية، نظراً لدوره في اختيار المسؤولين الفيدراليين الذين سيراقبون الصناعة.

دور أبناء ترمب

يبدو أن تحول ترمب، جزئياً، كان مدفوعاً باهتمام أبنائه. فخلال بث مباشر للترويج لشركة «World Liberty Financial»، وصف ترمب ابنه بارون البالغ من العمر 18 عاماً بأنه من محبي العملات المشفرة. وقال ستيف ويتكوف، وهو صديق مقرب لترمب ومطور عقاري، إنه شارك في المشروع.

ولم يرد المسؤولون في فريق ترمب الانتقالي على استفسارات وجهتها شبكة «سي إن إن».

ومن بين التغيُّرات التي يمكن إعادة النظر فيها في الكونغرس المقبل هو التشريع لتحويل بعض الرقابة الفيدرالية على الصناعة من هيئة الأوراق المالية والبورصات إلى لجنة تداول السلع الآجلة، والتي يقول بعض النقاد إنها يمكن أن تقلل الرقابة على قطاع العملات المشفرة.

وتصر مجموعات صناعة العملات المشفرة على أنها لا تسعى إلى التهرب من الإجراءات التنظيمية، ولكنها «تريد مزيداً من الوضوح مع ازدهار أعمالها».


مقالات ذات صلة

قائمة بأسماء شخصيات اختارها ترمب لتتولى مناصب في إدارته

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

قائمة بأسماء شخصيات اختارها ترمب لتتولى مناصب في إدارته

فيما يلي قائمة بأسماء الشخصيات الرئيسة التي اختارها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لتتولى مناصب في إدارته، وتُشكّل فريق عمله في البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق روبرت كيندي جونيور (رويترز)

بعد وصفه النظام الغذائي لترمب بأنه «مثل السم»... ماذا يأكل كيندي؟

قبل أيام من إعلان دونالد ترمب ترشيحه لكيندي في منصب وزير الصحة بإدارته الجديدة انتقد كيندي النظام الغذائي للرئيس الأميركي المنتخب مشبهاً إياه بـ«السم»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رايت مشاركاً في أحد المؤتمرات الدولية مؤخراً (منصة إكس)

من هو مرشح ترمب لمنصب وزير الطاقة كريس رايت؟

من هو مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لتولي منصب وزير الطاقة في الحكومة المقبلة؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس المنتخب دونالد ترمب خلال حفل عشاء في مارالاغو بفلوريدا (أ.ف.ب)

«كأنها لوحة لبيكاسو»... مؤيدو ترمب يشيدون باختياراته لأعضاء حكومته

أثارت اختيارات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لأعضاء حكومته انتقادات معارضيه، بينما أشاد بها عدد من مؤيديه واصفين إياها بأنها «تحفة فنية»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ (من اليسار إلى اليمين) الرئيس التنفيذي لبطولة مسابقة «يو إف سي» دانا وايت والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والمغني كيد روك والرئيس التنفيذي لشركتي «تسلا» و«سبيس إكس» إيلون ماسك يلتقطون صورة أثناء حضورهم مباراة في بطولة الفنون القتالية المختلطة في ماديسون سكوير غاردن في نيويورك (أ.ف.ب)

ترمب يحضر نزالاً للفنون القتالية المختلطة في نيويورك (صور وفيديو)

حضر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مباراة في الفنون القتالية المختلطة بمسابقة «يو إف سي» في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك أمس (السبت) بالتوقيت المحلي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)
يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)
TT

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)
يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به، وخصوصاً فيما يتعلق بالقضية الرئيسة المتمثلة في المال.

في الأسبوع الأول، لم يتم إحراز الكثير من التقدم بشأن قضية مقدار الأموال التي يجب على الدول الغنية دفعها للدول المتقدمة للابتعاد عن الوقود، وكيفية التعامل مع ارتفاع مستويات البحار ودرجات الحرارة، ودفع ثمن الأضرار الناجمة بالفعل عن الطقس المتطرف الناجم عن المناخ. ولكن من المتوقع المزيد عندما يسافر الوزراء الحكوميون في الأسبوع الثاني؛ للتعامل مع عقد الصفقات السياسية الصعبة في المفاوضات -المعروفة باسم (كوب 29)- في باكو، أذربيجان.

ولا تزال البلدان متباعدة بنحو تريليون دولار سنوياً في العدد الكبير الذي يتعين تسويته.

وقالت ديبي هيلير، رئيسة السياسات في «ميرسي كوربس» لـ«أسوشييتد برس»: «تبدو جميع البلدان النامية متحدة للغاية وراء 1.3 تريليون دولار، هذا ليس سقفاً. هذا ما يريدونه. هذا ما يعتقدون أنهم بحاجة إليه. إن الولايات المتحدة وكندا تتحدثان باستمرار عن حد أدنى يبلغ 100 مليار دولار... لذا لديك 100 مليار دولار في أحد الطرفين، و1.3 تريليون دولار في الطرف الآخر».

وأوضحت هيلير أن الدول الفقيرة توصلت إلى رقم للحزمة النهائية الإجمالية، بينما تجنبت الدول المانحة الغنية باجتهاد إعطاء إجمالي، وآثرت اختيار رقم في وقت متأخر من لعبة المساومة.

قال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيمون ستيل، إن «المفاوضات بشأن القضايا الرئيسية تحتاج إلى التحرك بشكل أسرع بكثير»، وأضاف: «إن ما هو على المحك هنا في باكو ليس أقل من القدرة على خفض الانبعاثات إلى النصف هذا العقد وحماية الأرواح وسبل العيش من التأثيرات المناخية المتصاعدة».

وتسير محادثات المناخ على «حافة الهاوية» في الوقت الحالي، حيث إن الجانبين بعيدان عن بعضهما بعضاً، وهو أمر طبيعي إلى حد ما في هذه المرحلة.

وقال آني داسغوبتا، رئيس معهد الموارد العالمية، إن التفاصيل الفنية التي يعمل عليها المفاوضون يجب أن تفسح المجال الآن لقرارات أكثر صرامة يتخذها وزراء المناخ والمالية لاتخاذ قرارات سياسية أكثر.

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن: «لم تتحرك الدول الأعضاء، ولم تتحرك الأطراف بالسرعة التي ينبغي لها أن تفعلها، هذا يسبب الإحباط. أنا أفهم ذلك. لذا فإن الإجابة هي الدفع والدفع أكثر، وضمان وصولنا إلى حيث نحتاج إلى الوصول».

وأوضحت أندرسن أنه ليس من الذكاء الحكم على المكان الذي ستنتهي إليه البلدان بعد أسبوع واحد فقط، فالأمور تتغير. إنها طبيعة كيفية تصميم المفاوضات، كما قال الخبراء. هكذا تسير الأمور عادة.

وقال أفيناش بيرسود، مستشار المناخ الخاص في بنك التنمية للبلدان الأميركية: «يعمل مؤتمر الأطراف على حافة الهاوية... يعمل مؤتمر الأطراف على الخوف من عدم التوصل إلى اتفاق في النهاية، مما يجعل العملية تبدو فوضوية من الخارج».

سيتشاور الوزراء أيضاً مع رؤسائهم على بعد نصف العالم وسبع ساعات في مجموعة العشرين - مجموعة العشرين - في البرازيل بدءاً من يوم الاثنين.

الأعين على رئيس مؤتمر الأطراف. إذ إنه عادةً ما يكون الأسبوع الثاني هو عندما يتولى رئيس مؤتمر الأطراف زمام الأمور، ويدفع الجانبين معاً للتوصل إلى اتفاق. ويتمتع رؤساء المفاوضات المختلفة بأساليب مختلفة.